سيدات المدبح.. «أم محمود» قضت 15 عاما في عالم السكاكين
الأربعاء، 30 أغسطس 2017 09:30 م
تقف «أم محمود» بين الرجال في المدبح متمسكة بقوة استمدتها منهم وتخفى تحت منديل أسود ما تبقى من خصلات أنوثتها لتتحدث: «أنا بشتغل فى المدبح من 15 سنة، بدأت مع أعمامى والحمد لله قدرت امتلك فرشة اشتغل عليها لوحدى».
وتضيف: «من الفرشة الصغيرة وبيع حلويات اللحوم قدرت أجوز بنتى وأعلم ولادى، ورغم صعوبة المهنة إلا أن طلبات أولادى بتديني القوة لأكمل عشان مكنش سبب فى حرمانهم من حاجة».
تقبل «أم محمود»، بالفصال وتخفيض الأسعار خوفا من فساد بضاعتها، فهى تبيع الحلويات بعشرة جنيهات، والكرشة العجالى 17 جنيها، وفى حال شعرت بضجر الزبون من السعر تخفض الثمن لـ 15 جنيها، فيما بلغت الفشة 20، وكيلو الكبدة 55 جنيها.
مازالت «أم محمود»، تذكر أول يوم لها فى المدبح وهى تراقب السكاكين تنحر فى رقاب الماشية وتحاول أن تسيطر على جسدها الذى يرتعش من استغاثتها وهي تطلب من الموت سرعة الحضور، لكن الوقت أكسبها مناعة ضد الخوف من رؤية الدماء والقتل، حتى تتمكن من إشباع حاجات أطفالها.