الجيش الأحمر و تنظيم البغدادي.. من اين استمد داعش افكاره الإرهابية؟
الأربعاء، 30 أغسطس 2017 04:17 م
أثارت تصريحات وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن ربطه بجرائم ما يعرف بالجيش الأحمر التي ظهر القرن الماضي في المانيا وإرهاب تنظيم داعش الإرهابي، تساؤلات هامة حول هذا الجيش الذي استمدت منه التنظيمات الإرهابية في الفترة الأخيرة أفكاره لرعب وذعر العالم وفقًا لما أكده الوزير الألماني.
وتعرف جماعة الجيش الاحمر في مراحلها الأولى خاصة في سبعينات القرن الماضي، باسم مجموعة بادر- ماينهوف ، وهي إحدى أبرز و أنشط الجماعات اليسارية المسلحة بألمانيا الغربية ما بعد الحرب، وفي الوقت الذي تصف نفسها فيه بأنها جماعة «مسلحة مدنية» شيوعية تعتبرها حكومة ألمانية الغربية تعتبرها إرهابية.
وأسس الجيش الأحمر رسمياً في عام 1970 أندرياس بادر، وكودرون إنسلن ، لينشط هذا الفصيل منذ السبعينات حتى عام 1993 ، مرتكباً العديد من الجرائم، لا سيما في خريف عام 1977، الأمر الذي أدى إلى أزمة وطنية عُرفت في ذلك الوقت باسم «الخريف الألماني»، قتل على آثرها 34 شحصًا .
وتعود أصل المجموعة التي تصنفها ألمانيا في الوقت الراهن كإرهابية، لحركة الاحتجاج في ألمانيا الغربية وذلك بالتزامن مع ما شهدته كافة الدول الصناعية في أواخر الستينات من القرن الماضي من اضطرابات اجتماعية متصلة ارتبطت بمواليد من ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية، فمثل هذه الجماعة ظهرت مجموعة أخرى في ايطاليا عرفت باسم «الألوية الحمراء» متأثرة بوجود نظيرتها في المانيا.
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير من جانبه قال اليوم أن هناك تشابها بين إرهاب «جماعة الجيش الأحمر» الألمانية اليسارية التي ولدت قبل أربعين عاما وإرهاب تنظيم «داعش»، مؤكدًا أن كلاهما «يمثل الإصرار الأعمى والتمكين الذاتي لممارسة السلطة، وكيانا لمجموعة من الداعمين».
وذكر دي ميزيير أن من أوجه التشابه المدهشة بينهما استخدام الوسائط الحديثة في الترويج، مستطردا في حديثه أن«جماعة الجيش الأحمر كانت تستخدم بجانب المنشورات شرائط الفيديو، التي كانت وسيطا جديدا في ذلك الحين، لتحقيق تأثير أكبر على الجماهير وممارسة ضغوط على الدولة... إرهاب جماعة الجيش الأحمر كان عصريا للغاية من الناحية الإعلامية. ..بينما تنظيم داعش يفعل ذلك اليوم على نحو مختلف إلى حد ما باستخدام الوسائط الجديدة في إشارة إلى مواقع التواصل الاجتماعية وشبكات الانترنت» مؤكدًا لكن هناك تشابه بينهما من الناحية الهيكلية»
وبجانب أوجه التشابه، يرى دي ميزيير الكثير من الاختلافات الأصولية بين الإرهاب في ذلك الحين واليوم، وقال: «إرهاب جماعة الجيش الأحمر كان إرهابا ألمانيا ذا صلات دولية محدودة»، موضحا أن الإرهاب التمثل في داعش بالمقابل ظاهرة دولية، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود اختلافات في الدوافع والأهداف والأنصار، قائلًا «جماعة الجيش الأحمر كانت تهدف إلى تفكيك النظام الرأسمالي، بينما تهدف داعش إلى تأسيس دولة دينية»، مضيفا أن إرهاب جماعة الجيش الأحمر كان موجها ضد ممثلي الحياة العامة، بينما يستهدف إرهاب داعش الناس بصورة عشوائية.
كما أشار دي ميزير إلى أن عدد الأنصار النشطين والمحتملين للإرهاب الداعشي أكبر بكثير من أنصار جماعة الجيش الأحمر، وقال: «وهذا يزيد من صعوبة المقاومة».
وتقول الصحافة الألمانية أن هناك شكوك تدور حول عودة أعضاء «جماعة الجيش الأحمر» اليسارية الإرهابية في ألمانيا مرة أخرى إلى نشاطهم بعد حل التنظيم في 1998، حيث قال الادعاء الألماني في يناير 2016 أن هناك تحليلات ترجح أن يكون أعضاء من الجماعة وراء محاولة سطو على سيارة نهاية السنة قبل الماضية.