حظ لصوص.. «ما شافهمش وهم بيسرقوا شافوهم ميتين»

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017 05:20 م
حظ لصوص.. «ما شافهمش وهم بيسرقوا شافوهم ميتين»
إسلام ناجي

 

                               

                             (المسروق الذي يبتسم يسرق شيئا من اللص. - وليم شكسبير)
 

 
يقولون إن للسارق عقاب يراه في الدنيا ولو طال عمره، إلا أن أبطال قصتنا ينالون عقابهم بعد السرقة بلحظات، وليس أي عقاب «إنه الموت»، يذكرنا هذا بمثل شهير «ما شافهمش وهم بيسرقوا شافوهم بيتقاسموا»، ولكن المثل هذه المرة «ما شافهمش وهم بيسرقوا شافوهم ميتين».
 
المياه الغازية
 
عجز "أحمد" عن إيجاد عمل مناسب، يكفيه وأسرته قوت يومهم، فأمتهن السرقة، عله يسد جوع عصافير بطونهم، ويكسو أجسادهم العارية بأبسط الثياب، ويضمن دفع إيجار شقة صغيرة فى أحد حوارى الأحياء الشعبية بالقاهرة الكبرى، فستره الله مرات عدة، عساه يتوب إليه، ويرجع عن طريق الحرام، ويفتش عن عمل حلال يغنيه عن السرقة، فأصر على سلوك سبيل الشيطان، حتى سقط فى شر أعماله.
 
حاول الشاب سرقة كرتونة مياه غازية من سوبر ماركت بـ"العمرانية"، الأربعاء الماضى، ليبيعها، ويشترى بثمنها طعام لعائلته، لكن صاحب المحل أكتشف أمره، وهم أن يلقى القبض عليه قبل أن يهرب "أحمد"، ويصعد أحد العقارات بالمنطقة، وحينما لاحقه الأهالى إلى سطح العقار بالطابق الخامس حاول القفز على عقار مجاور لكنه سقط فى منور العقار، وأصيب بكسور وكدمات فى أماكن متفرقة من جسده.

إطارات السيارات
 
وكان "مدحت" أقل حظًا من لص المياه الغازية، فالرجل الستينى أعتاد سرقة إطارات السيارات، لكسب قوت يومه، وتوفير المأكل والملبس لأبناءه، وفى إحدى المرات فى نهاية إبريل، وأثناء محاولته سرقة إطار إحدى السيارات من أمام جامعة مصر بمدينة 6 أكتوبر، فوجئ بصاحب السيارة يقترب منه على عجل، ويصرخ مستنجدًا بالمارة للقبض على اللص العجوز، الذى توقفت عضلة قلبه من الخوف، ولفظ أنفاسه الأخيرة، وسقط ميتًا إلى جانب الإطارات.
 
بطاريات السيارات
 
اتكأ "محمد" على عصاته الخشبية، وسار فى وقت متأخر من الليل حتى وصل إلى سيارة جاره، وسرق بطاريتها، وعاد أدراجه إلى المنزل دون أن يشعر به أحد، ليستيقظ فى الصباح على صوت جاره يندب حظه قبل أن يتوجه إلى سوق قطع غيار السيارات ليبيع البطارية، ويشترى بثمنها مخدرات، وطعام يكفياه عدة أيام حتى يجد ضحية جديدة.
 
تخصص الشاب الثلاثينى فى سرقة بطاريات السيارات، فلم يترك أحد من جيرانه هينأ بسيارته، خاصة السائق، ففى فترة قصيرة سرق من سيارته النصف نقل بطاريتين قيمة الواحدة 1500 جنيه، يضطر السائق البسيط دفعها من راتبه، حتى قرر إعداد كمين للص المجهول، وأعد شبكة أسلاك أسفل السيارة، ووصلها بمعزز كهرباء خارجى من شقته، فيوصل السيارة بالكهرباء فى تمام الواحدة بعد منتصف الليل، ويفصلها فى السادسة صباحًا أثناء ذهابه للعمل.
 
لم يعلم "محمد" بحيلة جاره، ووقع أختياره على سيارته فى النصف الأول من أبريل الماضى غير مدرك أنها ستكون نهايته، حيث صعق بالكهرباء، وسقط قتيلاً أسفل السيارة، وعندما أستيقظ السائق، ووجد اللص تحت السيارة وممسك سلك الكهرباء، سحبه حوالى 10 أمتار إلى الأرض الزراعية المجاورة لمنزله، وذهب إلى العمل، ليجدها الأهالى، ويبلغوا قسم شرطة ملوى، وتنكشف حيلة السائق، ودناءة اللص للجميع.

محول كهرباء
 
وفى مايو من العام الجارى، تسلل "محمد"، محصل بشركة بتروتريد للغاز الطبيعى إلي منطقة برج الضغط العالي، وصعد أعلى برج كهرباء ضغط عالى على ارتفاع 9 أمتار من سطح الارض، محاولا فصل التيار عن عزبة يحى مراد بقرية الدير بطوخ حتى يتمكن من سرقة محتويات المحول والنحاس الذى بداخله، لكن القدر لم يمهله، وصعق بالكهرباء فى الحال.
 
وفى اليوم التالى، استيقظ أهالى طوخ، على مشهد صادم، حيث وجدوا جثة مجهول معلقة أعلى برج كهرباء ضغط عالى، ورأسه إلى أسفل، وساقه اليمنى لأعلى، بينما تعلقت الساق اليسرى داخل البرج الكهربائى، وجسمه فى الهواء، وعجزوا عن تحديد هويته نظرًا لوجود حروق كثيرة فى منطقة الوجه وفروة الرأس، فأبلغوا مركز الشرطة، وعلى الفور أنتقلت القوات إلى محل البلاغ، وحاولت إنزال الجثة لمدة 3 ساعات.
 
حديقة أنطونيادس
 
لم يختلف حظ "محمود" عن سابقيه، فهو الآخر صعق بالكهرباء عندما حاول سرقة بعض الأسلاك الكهربائية من غرفة كهرباء حديقة أنطونيادس بالأسكندرية، فالرجل الأربعينى لم يجد أمامه حلاً غير سرقة كابلات النحاس من داخل الغرفة، وبيعها فى السوق السوداء، ليتمكن من شراء الطعام لأطفاله الصغار بعدما طرد من عمله، وأصبح عاجز عن الإنفاق عليهم، وعلى والدتهم.
 
وعندما توجه أحد العاملين فى الحديقة إلى غرفة الكهرباء لتفقدها، فوجئ بوجود جثة شخص مصاب بحروق فى الساعدين، وعلى الفور، أتصل بالنجدة، وبالفحص، عثر على كيس بلاستك بداخله كمية من الأسلاك الكهربائية طولها حوالي 25 مترًا، وبتوقيع الكشف الجنائي على القتيل تبين أنه سبق اتهامه في 25 قضية "سرقة - مخدرات – ضرب - هروب مراقبه – سرقة بالإكراه"، فتحرر المحضر اللازم، وتم التصريح بدفنه.
 
اقرأ أيضا:
 
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق