"الحسيني أبو ضيف" .. سيد شهداء الثورة
السبت، 12 ديسمبر 2015 08:09 م
«الشهيد الحي».. ثلاث سنوات مرت على رحيل إبن الصعيد «الحسيني أبو ضيف»، مشوار طويل عافر فيه لنقل الحقيقة ومحاربة الفساد بـ«الكاميرا والقلم»، امتهن الصحافة على الرغم من تخرجه من كلية الحقوق جامعة أسيوط، لتكون أداته في تحقيق حلمه الذي نمى بداخله منذ أن كان طفلًا، روايات من أقاربه وأصدقائه تعكس مبادئه التي لم تتجزأ يومًا.
آمال وطوحات حملها من أقصى الصعيد إلى القاهرة، لتنهيها «رصاصة غدر» من ميلشيات الإخوان الإرهابية، منذ اندلاع ثورة 25 يناير، كان من أوائل المتواجدين في الميدان للمطالبة برحيل «مبارك»، وتوثيق أحداث اقتلاع جذور الفساد في مصر، «الكاميرا» كانت سلاحه الذي حارب به، والسلاح الذي كان سببًا في نهاية حلمه أيضًا.
6 ديسمبر.. حمل «أبو ضيف» الكاميرا وسرعان ما توجه إلى «الإتحادية»، بعد عمله بوجود اشتباكات بين مؤيدي المعزول «محمد مرسي»، ومعارضيه بقيادة «البرادعي وحمدين وموسى»، ومع تزايد العنف من الطرفين، اقترب «أبو ضيف» لالتقاط بعض المشاهد التي توضح حمل جماعة الإخوان الإرهابية لأسلحة وخرطوش، واستهداف المعارضين المتواجدين أمام قصر «الاتحادية»، ليتلقى رصاصة تخترق رأسه وتسقطه أرضًا في الحال.
تم نقل «أبو ضيف» بعد تلقيه رصاصة في الرأس، إلى مستشفى «الزهراء» الجامعي، ومنها إلى مستشفى «القصر العيني» لعدم توافر الإمكانات اللازمة لاسعافه، ليأتي الخبر بعد إسبوع كالصاعقة بوفاة الحسيني أبو ضيف، إثر تهتك شديد في المخ ونزيف دموي غزير، وتختفي الكاميرا الخاصة به بما عليها من مشاهد قبيل استهدافه.
أخبر «أبو ضيف» عددًا من أقاربه وأصدقائه، أنه يتلقى تهديدات بالقتل والاستهداف من قبل أشخاص تابعة لجماعة الإخوان، خاصة بعد نشره لتحقيق صحفي يكشف فيه فساد تورطت فيه عائلة «مرسي»، بعدما تحصّل على أوراق تثبت استغلال «المعزول» لنفوذه وإصدار عفو رئاسي عن شقيق زوجته، والذي كان يقضي حكمًا بالسجن ثلاث سنوات في قضية رشوة، والتي يعتقد الكثير أنها كانت السبب الرئيسي فيه اغتياله، كما قال شقيق أبو ضيف: «إن الإخوان اغتالوا شقيقى بعد أن صور اعتداء ميليشياتهم على المتظاهرين».
وفي الذكرى الثالثة لوفاته.. امتلأت الصفحة الشخصية له على موقع «فيس بوك»، بالدعاء له من أصدقائه وأقاربه وكل من لم يعرفه ولكن مشواره في النضال وصل لهم، كما قاموا بمشاركة ذكراهم معه سواء في مسيرات ثورية أو في حياته الشخصية.
وتخليدًا لذكراه وتكريمًا له ولأسرته، قام صندوق رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، بإدراج إسمه ضمن «شهداء الثورة»، وتسليم أسرته شهادة تكريم له، وذلك بعد مرور 36 شهرًا على اغتياله في الأحداث المعروفة إعلاميًا بـ«مجزرة الاتحادية»، وتنظّم نقابة الصحفيين أمسية لإحياء ذكراه بحضور نقيب الصحفيين ولفيف من زملاء الشهيد وكبار الكتاب والشعراء يوم الإثنين القادم.
كما تنظم لجنة «الحسيني أبو ضيف للدفاع عن مهنة الصحافة»، وقفة اليوم على سلم نقابة الصحفيين بالشموع والـ«تيشرتات» السوداء لإحياء ذكراه الثالثة.