مرصد الأزهر: دراسة تؤكد ارتفاع مؤشر اندماج المسلمين في ألمانيا

الأحد، 27 أغسطس 2017 12:40 م
مرصد الأزهر: دراسة تؤكد ارتفاع مؤشر اندماج المسلمين في ألمانيا
مؤسسة بيرتلسمان
منال القاضي

كشفت دراسة استقصائية قامت بها مؤسسة "بيرتلسمان" Bertelsmann، عن سير ألمانيا بخطى جيدة وإيجابية على طريق دمج المهاجرين المسلمين بالمقارنة مع بعض البلدان الأوربية الأخرى، وعلى الرغم من ذلك فإن الدراسة ذاتها تشير أيضًا إلى أن مسلمي ألمانيا - مقارنة بدول أوروبية أخرى في غرب أوروبا - غير مقبولين في المجتمع الألماني، رغم قابليتهم للاندماج لاسيما في سوق العمل.

وقد ركزت الدراسة التي نشرتها المؤسسة الألمانية (بيرتلسمان)، وشملت المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وسويسرا والنمسا، على تقصي الحقائق في أربعة مجالات: "العمل" و"القدرات اللغوية" و"التعليم" و"العلاقات الاجتماعية".

ووفق الدراسة التي تحمل عنوان (المسلمون في أوروبا مندمجون ولكنهم غير مقبولين) فإن 96 في المائة من مسلمي ألمانيا يشعرون بارتباط وثيق مع المجتمع الألماني، وبخصوص العلاقات الاجتماعية فقد أوضحت الدراسة أن نسبة كبيرة من المسلمين في ألمانيا وفرنسا يقولون إنهم على صلات اجتماعية بجيرانهم الألمان والفرنسيين، فيما تختلف هذه النسبة في سويسرا وبريطانيا والنمسا.

وقدمت الدراسة عددًا من النصائح للحكومات الأوروبية كضرورة توفير الفرص للجميع لا سيما في مجال التعليم والاعتراف بالدين الإسلامي في المؤسسات الحكومية، وتحفيز المواطنين على قبول التنوع الديني، وتعزيز أدوات الحوار بين المسلمين وغير المسلمين في المدارس.

وعلى صعيد اندماج المسلمين في أسواق العمل الألمانية أنبأت الدراسة أن 80 في المئة منهم يعملون سواء في وظائف كاملة أو مؤقتة رغم الصعوبات التي تواجه المتشددين دينيًا منهم. وأوضحت أنه في مجال القدرات اللغوية يعتبر العديد من الأطفال المسلمين المولودين في ألمانيا اللغة الألمانية لغتهم الأولى، وأن تقبل اللغة الألمانية يزداد من جيل إلى جيل.

وأشارت أيضًا، إلى أن معيار الاندماج في المجتمعات الأوروبية الغربية ليس الانتماء الديني بل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والحكومية، موضحة أهمية دور الدول في دمج المسلمين في مجتمعاتها.

من جانبه يثمن مرصد الأزهر اهتمام المؤسسات الألمانية بالقيام بمثل هذه الدراسات الاستقصائية في شأن الإسلام والمسلمين واللاجئين والأجانب بصفة عامة، والدراسة المشارة إليها دراسة ميدانية تقدم للمجتمع والدولة صورة عما وصل إليه الموقف الحالي فيما يخص اندماج المسلمين في المجتمع وسوق العمل، والنتائج التي تشير إلى ارتفاع مؤشر شعور المسلمين بالارتباط بالدولة والمجتمع هناك إلى 96 % هي نتائج مبشرة، وإن دلت فإنما تدل على وعي المجتمع المسلم بوجوب احترام الدولة وقوانينها ونظامها العام، فضلًا عن تعلم اللغة واعتبارها تلعب دورًا محوريًا في عملية الاندماج والقبول المجتمعي.

كان مرصد الأزهر قد نشر قبل شهرين دراسة تفصيلية تناولت وضع اللاجئين في ألمانيا ومشكلاتهم والعوائق التي تقف في طريق اندماجهم، كما أثنت الدراسة على الجهود التي تتخذها الدولة الألمانية لتأهيل اللاجئين لغويًا وثقافيًا لإدماجهم في المجتمع الألماني، وأشارت إلى وجوب اتخاذ مزيد من الإجراءات لإدماج اللاجئين في سوق العمل، كما حثت الدراسة اللاجئين على تعلم اللغة الألمانية، واحترام القانون الألماني، ونظام الدولة العام، والسعي إلى العيش في سلام في مجتمعهم الجديد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق