إصدار جديد لمركز الأهرام للنشر بعنوان «عن الثقافة والحرية»

السبت، 12 ديسمبر 2015 01:35 م
إصدار جديد لمركز الأهرام للنشر بعنوان «عن الثقافة والحرية»
ندا عصام

أصدر مركز الأهرام للنشر مؤخرًا كتاب "عن الثقافة والحرية" للدكتور جابر عصفور، يناقش تأكيد الروابط المشتركة بين الثقافة كمكون مجتمعي، والسلطة بمعناها السياسي، في الوقت الذي يقدم طرحًا جديدًا حول دور الثقافة في عملية التنمية والتغيير الاجتماعي، والمردودات الإيجابية لها في بناء مجتمع متماسك قادر على الإبداع جنبًا إلى جنب مع دورها المحوري في ترشيد السلطة وعقلنتها.

وبحسب المؤلف فإن الثقافة كانت المحرك والداعم لتطور المجتمع تاريخيًا، فالصراع الذي دار في الأزهر بين المستنيرين ومشايخ الأزهر وألقى بتبعاته على المجتمع لم يكن بعيدًا عن التناحر الثقافي الذي دار بين التيار التجديدي للجامعة المصرية وبقية المجتمع الذي غلبت عليه الثقافة التقليدية، والثقافة الرجعية التي ما زالت تنتشر في المجتمع وتعوق تقدمه، بخاصة تلك التي تطرحها التيارات الراديكالية.

والكتاب يدعو إلى ضرورة إعادة إحياء وصياغة الخرائط الفكرية الليبرالية والمدنية في مواجهة الأفكار التقليدية والجامدة والثنائيات المضادة التي تحدث عنها قبل عقود طه حسين، ولكنها ما زالت ماثلة في الأذهان.

كما يقدم المؤلف طرحًا آخر ولكن بصورة مغايرة حول طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة، تلك العلاقة الشائكة والمضطربة لدى قطاعات واسعة من المثقفين، لكن الكاتب يقدم رؤية جديدة حين يرى أن العلاقة بين المثقف والدولة هى علاقة مواطنة.

ويغوص الكتاب في وضعية الثقافة المصرية ومستقبلها، فكان مصيبًا حين تطرق إلى الأوضاع التي وصفها بالكارثية للثقافة المصرية، وتقليدية المؤسسات الثقافية في التعامل مع الجمهور، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة تطوير هذه المؤسسات ودورها التنويري.

ويتطرق المؤلف إلى المعارك الثقافية والجدل بين الأزهر والمثقفين من جهة ودور الأزهر في الخطاب الديني من جهة ثانية، وهي قضايا تلامس الواقع المعاش وتبقى الحاجة إلى فض الاشتباك بينها مهمًا بالنظر إلى تصاعد العنف الديني في مصر.

أما القسم الثاني من الكتاب والمعنون تحت "دفاعا عن حرية الفكر والإبداع" يخلص فيه المؤلف إلى عدة عوامل تقف حجر عثرة أمام حرية الإبداع، وهي عوامل منطقية أصاب فيها الكاتب تشريح الأزمة.

ويتطرق القسم الثالث من الكتاب إلى التمييز الديني والعقائدي، وهذا الجزء جاء كاشفًا ومثمرًا حول القضايا الحساسة التي تمثل تحديا للمجتمع وتزيده انغماسا في همه الداخلي، خصوصا تراجع الخطاب الديني المعتدل لمصلحة الخطاب المتشدد.

والقسم الرابع والمعنون تحت "ثورة 1919 من منظور مغاير"، يتحدث عن التغيرات الجذرية التي أحدثتها ثورة 1919.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق