والجوازة ديه حب ولا صالونات؟

الخميس، 24 أغسطس 2017 11:26 ص
والجوازة ديه حب ولا صالونات؟
هبة العدوي تكتب

بالتأكيد صادف وسمعت هذا السؤال العجيب.. أو سبق لك سماعه من أحد مُعديّ البرامج التقليدين وهم يضعونه علي لسان المذيعين والمذيعات بهدف (تعبية الهوا ) كما يقولون .. 
 
فالحقيقة أن هذا السؤال لا معني له ولا يغني من جوع المجتمع لأسئلة إن أصبنا صحيحها, أصبنا بداية طريق الإصلاح لأزمات تنتهي آسفين بالطلاق الذي وصل معدله لحالة كل 6 دقائق.. 
 
فهذا الذي (عن حب ) لابد أن يدخل البيت من صالونه عشان ربنا يتمم بخير ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات .. 
وهذا الذي يسمونه (صالونات )  لابد أن تبدأ قعدة صالونه بالحب ولغة المشاعر وإلا إزاي حيكمل عشان برضه يكتبوا الكتاب ويعلوا الجواب ؟ 
 
ولو كنت مسئولة عن إعداد إحدي تلك البرامج لسألت سؤالا آخر:
 
 - الجوازة ديه إنتوا عارفين وإنتوا داخلينها إن قيمة الحب فيها  ( فعل ولا رد فعل )؟ 
بمعني آخر, 
هل الحب بعد الزواج مثل فيلم جميع الفوزيات المفضل  (حبيبي دائما ) ؟؟ ..فيه الكائن الفوزية آقصدي (فريدة)  بتهمس في أذن فتحييها :
- "نصحي مع الشمس وننام في حضن القمر "
فيرد عليها ( برهومها) ويقولها :
 -"بيتنا حيكون جنة .. حيكون الجزيرة اللي بتحلمي بيها" 
 
هل  لو كانت فريدة عاشت وكملت علاقتها مع إبراهيم, كانوا حيفضلوا يحبوا بعض بنفس الوهج والشوق والإحساس و حضن  إبراهيم الدافي لفريدة ؟
هل كان إبراهيم نفذ وعده لفريدته عندما قال لها : 
"ماقدرش أتحمل بعدك عني ..حتكوني معايا في كل خطوة حتيجي معايا كل يوم شغلي ..أنتي اللي حتنظمي مواعيدي وكل اسبوع حنعمل ويك إند في مكان" 
أري أن فريدة كانت لديها نظرة بعيدة المدي عندما ردت قائلة :
-"إبراهيم أنا عرفت الحقيقة .. أيوه  أنا مش خايفة من الموت أنا خايفة أسيبك ( تتعذب) لوحدك" .. 
أيوووه  كل الكائنات (الفوزية ) عرفوا الحقيقة .. (ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .. 
عرفوها في الجزء الثاني من فيلم (عذابي  دائما ) عندما : 
نظرت فريدة لإبراهيم بعد الزواج  فوجدته لا أخدها معاه العيادة ولا غيره ..وكل اللي عايزه هو فرد شراباته وحاجاته وقعدته وراحته واكله وشربه وشغله .. فبصت له وقالت له كفوزية أصيلة : ( كذااااب ).
وفجأة تلتف إبراهيم لفريدة فوجدها إكتسبت تغيرات عديدة ..أهمها إن همساتها الرقيقة إنقلبت لصوتٍ جهوري حاد النظرة دائم اللوم والشكوي ..فبص لها وقال لها كفتحي أصيل :  ( نكدييييييييييية ).
وما بين كذاب ونكدية .. إنتهت أو قاربت علي الإنتهاء حياتهم الزوجية ..وأستبدل فيلم  ( حبيبي دائما )  بفيلم ( عذابي دائما ) ..
وأصطدمت الكائن الفوزية  القادمة من كوكب (كفر ابو زعبل ) .. مع الكائن الفتحي اللي يا ساتر يارب قادم من كوكب (كفر عبده ) ..
وذهب الحب مع الريح .. دون أن يهمّوا باي فعل لكي يبقي .. 
وأخطر ما يمكن حدوثه  في هذا الوقت.. هو نظرة الفتحي والفوزية  للحب علي أنه (  رد فعل ) .. وأنه طالما مات يبقي خلاص مافيش امل في رجوعه من تاني..  
 وبالتالي يالا نطلق عشان معدناش بنحب بعض زي زمان .. 
لا ..
 هذا ليس صحيحا ..علميا .. 
الحب فعل وليس كالأفلام رد فعل هكذا يأتي, هكذا يذهب  ..
 فعل  تضحية وإيثار وتقدير وأمانة .. 
كلما بذلت في العلاقة من روحك ( بمبادرة فعلك), كلما ظهر الحب تلقائيا بمرور الوقت فلا مجال للمسكنات هنا ولا للحلول السريعة ..فقط هي سياسة الصبر والنفس الطويل والصراحة و العطاء لمن أراد بناء علاقة قائمة علي الحب .. 
هي عقلية جديدة للمرأة الفوزية تمسك فيها بزمام الحكمة بين الأخذ والعطاء ..  
تتنافي تماما مع عقلية المرأة الفوزية  التي إعتادت جمل مثل :
- ( عدّي يا بنتي ..مشي أمورك ..تعالي علي نفسك .. فتنهار قواها وتترك لفتحي زمام كل أمور حياتها )
وتتنافي أيضا مع عقلية المرأة الفوزية التي إعتادت جمل مثل :
-(خدي حقك منه..أقفي له وقفة جامدة زي عبد الحميد صاحبه .. فتقف له زيها زي الراجل .. وإتنين رجالة سايقين البيت عمر البيت ما يمشي ) .. 
إنما العقلية التي أتحدث عنها هي عقلية  المرأة الفوزية الحكيمة ..
 وعقلية الرجل الفتحي العاقل ..اللي برضه لا هو الكائن المسيطر المفتري ولا هو الكائن المستسلم المنسحب المهمل لحياته مع فوزيته .. 
المعادلة إذن هي :
عقلية الفوزية الحكيمة المبادرة + عقلية الفتحي العاقل المبادر  = بارت تو من  (حبيبي دائما)   = إبراهيم + فريدة للأبد .. 
قولوا لي :
أين المشكلة وهو يأخذ بيدها كلما تطور وأرتقي فكرا وروحا  وهي تأخذ بيده كذلك ؟
أين الصعوبة وهما يقفان صفا واحدا في مواجهة تحديات الحياة ؟ بدلا من وقوفهم ضد بعضهم في نفس المواجهة ؟
تقول القاعدة التي سبق وحدثتكم عنها :
((يعتبر ما هو مهم  للكائن الفتحي مهم للكائن الفوزية بقدر أهمية هذا الفتحي وهذه الفوزية في حياة بعضهم البعض ))
حدثتكم من ذي قبل عن التفاصيل الصغيرة .. تلك التي تصنع الصورة الكبيرة .. 
 
ماذا لو (إهتمينا ) بعلاقتنا ؟ 
لو كل فتحي يعرف أهمية كلمته الحلوة .. حضنه الحنين .. صوته الواطي .. كلمة حبيبتي .. مقدر تعبك .. نظرة رضا .. طبطبة نظراته الحنينة .. يسيب لها مساحة حريتها وحياتها الخاصة .
ولو كل فوزية تعرف أهمية كلمتها الحلوة ..تقدريها .. طبطبة قلبها ..صوتها الرقيق .. نظرة الإمتنان والفخر بإن ده رجلي وحبيبي اللي إخترته من الدنيا وإختارني .. تسيب له مساحة حريته وحياته الخاصة .
عارفين لو عاملنا بعض وكأننا منملكش بعض .. لا هو ملكك بعقد الزواج .. ولا إنت ملكتيه .. حتعاملوا بعض بشياكة ورقي يسمح للحب بالظهور من جديد .. 
عارفين مسألة الملكية ديه مهمة ليه ؟
 لان بمجرد ما بتملك الشيء بتزهد أنك تبذل من أجله .. يعني خلاص حبينا بعض وإتجوزنا . .يبقي ليه نفضل نسقي الحب وندفع بالتي هي أحسن ما بينا ؟
 قد يكون ذلك أحد أهم أسباب الطلاق الآن .. غياب لغة التفاهم ..وعدم القدرة علي معاملة الآخر بما يريده ..
نغتال روح العلاقة بالكلمة الخبيثة .. ثم نأتي لنتسائل ماذا حلّ بعلاقتنا فصارت كئيبة !!
البيت يحتاج لكم .. بيتكم نواة المجتمع اللي كلنا بنقول إنه لم يعد كما كان سابقا .. 
إبدأ بنفسك فاعلا في حياتك الزوجية .. وأكمل صابرا ذكيا تعرف متي تعطي ومتي تتوقف عن العطاء ..
متي تخفض رأسك ..ومتي تقف تصد شريك حياتك عن خطئه في حقك ..فليست الحياة الزوجية أبدا وجها واحدا .. وليست كافلام السينما الحب فيها رد فعل .. 
بل أن الحب فيها  دوما ( فعلا ) من كل كلمة طيبة ..
ماذا عن كتاباتكم   لسيناريو فيلم (حبيبي دائما ) بارت تو الخاص بكم ؟
منتظرة إبداعاتكم .
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق