داعش في أفغانستان.. محاولات التوسع والانتقام لخسائره في العراق وسوريا
الأربعاء، 23 أغسطس 2017 01:30 م
شهدت الأشهر الأخيرة الماضية، تحركات داعشية مكثفة تجاه البؤر التاريخية لحركتي طالبان والقاعدة في أفغانستان، وذلك لما تحتفظ به تلك المنطقة من مكانه في عقول الإرهابيين.
التنظيم استطاع فرض وجوده بقوة في تلك المنطقة، وذلك باستهداف البؤر الشيعية، كمحاولة للانتقام من عمليات قوات الحشد الشعبي في العراق والميليشيات المدعومة إيرانيًا في سوريا .
لماذا يستهدف داعش الشيعة في أفغانستان؟.. قراءة بحثية أعدها مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، طرحت عدة أهداف لداعش من وراء ذلك، أولها قالت إن التنظيم في أفغانستان، يسير على درب التنظيم الأم في العراق وسوريا، خاصة فيما يتعلق باستهداف الطائفة الشيعية، وهو ما يعود إلى رغبة التنظيم في توسيع النشاط العملياتي في بؤر عدة.
وتابعت الدراسة أن التنظيم يهدف من وراء تلك العمليات «التأكيد على الثبات الفكري»، إضافة أن تصاعد استهداف الشيعة يساعده في جذب عناصر جديدة، في ظل حاجته إلى موارد بشرية تساعده في الانتشار، كما أن ذلك الاستهداف يُعد بمثابة «عمليات انتقامية» لما حدث لمقاتليه في العراق وسوريا.
وفق أدبيات التنظيم، فإن الأب الروحي للتنظيم ومؤسسه، أبو مصعب الزرقاوي، قد انشق على تنظيم القاعدة بسبب الخلاف حول استهداف الشيعة، وهذا ما كشف عنه المتحدث السابق باسم داعش أبو محمد العدناني في أغسطس 2016، بأنهم كانوا يبتعدون تمامًا قبل إعلان خلافة داعش عن استهداف إيران والشيعة، امتثالًا لقرارات قادة تنظيم القاعدة، وذلك من أجل الحفاظ على مصالحهم مع إيران.
وأضافت الدراسة أن المنطقة الأفغانية تعد هدفًا رخوًا للتنظيم تسمح له بالتمدد الجغرافي في تلك المنطقة، ونقل دولته المتهاكلة من مناطق نشأته.
وأوضحت الدراسة أن داعش منذ ظهوره في أفغانستان وهو يستهدف الطائفة الشيعية في البلاد من خلال الهجمات الإرهابية، وقد زاد معدل تلك الهجمات مؤخرًا، وكان من أشهرها الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجدًا للشيعة الهزارة، في مدينة هرات غربي أفغانستان، في مطلع أغسطس الجاري، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 30 شخصًا، وإصابة العشرات بجراح.
وطرحت الدراسة عدة تساؤلات، حول أسباب تركيز ما يُعرف بتنظيم «ولاية خراسان» على استهداف أبناء الطائفة الشيعية في أفغانستان، لا سيما في ظل تمدده، وقدرته على امتصاص الضربات، والتي كان من أشهرها ضرب أحد معاقله في منطقة «نانجرهار» بـ«أم القنابل»، في أبريل 2017.
من جهة ثانية، فإن هذا الاستهداف يأتي في الوقت الذي تخفف فيه منافسته التقليدية "حركة طالبان"، من خطابها العدائي تجاه الشيعة، وعدم الإعلان عن استهدافهم عسكريًّا لأسباب طائفية، وإنما يتم تبرير الاستهداف بالتواجد في صفوف ميليشيات عسكرية موالية للحكومة الأفغانية التي تقاتل ضد الحركة.