«الجثث المجهولة».. كيف تقود «الصدفة» رجال الأمن للجناة؟
الثلاثاء، 22 أغسطس 2017 11:00 ص
«الصدفة» وحدها قادت الأجهزة الأمنية إلى العثور على جثث كانت مفقودة، والصدفة ذاتها قادت رجال الأمن إلى التوصل إلى منفذي تلك الجرائم.
قبل يومين وأثناء انتشال جثة عامل لقي مصرعه غرقاً، أثناء استحمامه في مياه نهر النيل بالعياط، عثر على جثة أخرى، تبين أنها مجهولة الهوية في العقد السادس من العمر، ولا توجد بها أية إصابات ظاهرية، وتم نقل الجثتين إلي مستشفى العياط المركزي.
الصدفة أيضاً، كان لها دوراً كبيراً في العثور على جثة شخص، وجدت مقطعة إلى أشلاء، في منطقة بشتيل بأوسيم، وذلك أثناء البحث عن باقي جثة وجدت أيضاً مقطعة إلى أشلاء عثر على جزء منها في منطقة الوراق، وأخرى وجدت في المنيب وكانت الصدفة أيضاً عنواناً للقصة، حيث أن الجثيتن كانتا عبارة عن أشلاء.
وكشفت تحقيقات المستشار مصطفى عبد العزيز، رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية، بأنه أثناء فحص بلاغات التغيب، وكان من بينها فحص حالة غياب «اكرامي . م . ص» 37 سنة سائق، مقيم بأوسيم، تغيب منذ شهر مايو الماضي، وتبين أنه سيء السمعة، ومتعدد العلاقات النسائية واعتاد تصوير السيدات أثناء ممارسة العلاقة الجنسية معهم لابتزازهم مادياً، ولإجبارهم على استمرار العلاقة، وتبين أن آخر تلك العلاقات كانت مع سيدة تمتلك حضانة بمنطقة الوراق.
واعترفت المتهمة «م . ر» صاحبة حضانة، بالتحقيقات التي باشرها المستشار مصطفى بركات، رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية، التي استمرت أكثر من 7 سعات متواصلة، أكدت انها كانت تربطها علاقة عاطفية بالمجني عليه.
وأضافت قائلة: «عقب معرفتي بتعدد علاقات النسائية قررت قطع العلاقة ، فوجئت به يهددني بإفضاح أمري على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» ونشر فيديوهات لنا أثناء ممارسة الجنس».
وأضافت المتهمة بالتحقيقات: «قررت التخلص منه واتفقت مع صديقتي «س. ج» المتهمة الثانية، والتي تعمل معها بالحضانة بالتخلص من المجني عليها، وأخذ جميع الفيديوهات الخاصة بي، مقابل تحصلها على مبلغ 20 الف جنيه»، وأشارت المتهمة الأولى بالتحقيقات إلى أنها قامت بوضع خطة لتنفيذ جريمتها حتى لا يشك بهم المجنى عليه، فقامت باستدراجه إلى شقة المتهمة الثانية بمنطقة بشتيل بحجة عرض الشقة للبيع، وأثناء ذلك قامت المتهمة الثانية، بوضع أقراص منومة للمجني عليه بمشروب نسكافيه، وعقب استغراقه في النوم، قام بالاستيلاء على مبلغ 20 ألف جنيه، وهاتفين محمول، الذين كان عليهما مقاطع الفيديو، واعترفت المتهمة الثانية بالتحقيقات بأنه عقب تخدير المتهم قامت بذبحه، وتقطيع جثته إلى ثلاثة أجزاء، ووضعها داخل 3 أكياس بلاستيكية، وعقب ذلك قامت المتهمتان بإلقاء «الجزع» بترعة المتربة بمنطقة امبابة وباقي الأجزاء، بنهر النيل أعلى كوبري الوراق.
وأشارت المتهمة الأولى إلى أنه عقب مرور شهر، من الواقعة ولم يتم اكتشافها، قررت شراء 3 غوايش ذهب بالمبلغ، الذي تم اختلاسة من المجني عليه، كما قامت ببيع أحد الهواتف المحمولة لأحد المحلات بمنطقة امبابة، وقامت بكسر الهاتف الآخر بعد اعتقاد بأنه يحوي على مقاطع الفيديو الخاص بها، الذى يجمعها مع المجنى عليه، تبين أنه يحوي على مقاطع فيديو وصور لسيدة أخرى من ضحايا المجني عليه، فقامت بتسليم الكارت، إلى شقيق المجني عليها.
الصدفة أيضاً قادت أحد سائقي اللودر، من العاملين بتمهيد وازدواج الطريق الدولي، بمحافظة جنوب سيناء، على جثة أحد شهداء حرب أكتوبر، خلال عمليات الحفر التي تتم بمنطقة «التمد» بوسط سيناء، والجثة لشهيد يدعى «عبدالحميد محمد عبدالحميد»، كما تم العثور على بطاقته الشخصية، ومبلغ مالي يصل إلى 35 قرشاً إضافة إلى جواب استدعاء للجيش و2 خزنة سلاح، والشهيد من مواليد 1942 من محافظة الفيوم، وأخطر مسؤول الطرق أجهزة الأمن والقوات المسلحة، وتحفظ على الجثة وجار التواصل مع ذوي الشهيد لتسليمها لهم.
وفي منطقة العمرانية عثر الأهالي، على أجزاء آدمية لجسد سيدة مقسوم نصفين، أحدهما ملقى في الشارع بالعمرانية، وباقي الجسد ملقى أعلى الطريق الدائري بمنطقة بولاق الدكرور.
وكشفت التحقيقات أن الأهالي بالمصادفة اشتموا رائحة كريهة منبعثة من شنطة بجوار سيارة بالعمرانية، بعد، فتم إبلاغ النجدة التي أخطرت قسم شرطة العمرانية، وانتقلت قوة وبعد نحو ساعة ونصف وأثناء فحص البلاغ، ورد بلاغ آخر لقسم شرطة بولاق الدكرور، يفيد بالعثور على حقيبة سفر بها رأس آدمية.
وانتقلت قوة أخرى وتبين أن الحقيبة تحتوي على الجزء الباقي من الجثة، وهو عبارة عن الجزء الأعلى “جزع، رأس، ويدين”.
وأسفرت مناظرة النيابة أن الجثة لسيدة تبلغ من العمر نحو 35 عاما، مصابة بـ4 طعنات في الصدر والبطن ومقسومة نصفين بمنشار كهربائي، وتبين أن الجاني ألقى كل جزء منها في منطقة مختلفة.
وأمرت النيابة بندب الطب الشرعي لتشريح جثة القتيلة، وأخذ عينة منها لمطابقة الجزئين ببعضهما، كما أمرت النيابة بطلب تحريات المباحث وفحص بلاغات التغيب.