المخدرات والسرعة الجنونية والطرق المتهالكة.. وسيلة الموت السريع في مصر

الجمعة، 18 أغسطس 2017 07:00 م
المخدرات والسرعة الجنونية والطرق المتهالكة.. وسيلة الموت السريع في مصر
أحمد سامي

تنفق الدولة مئات المليارات سنويا في محاولة منها لوقف نزيف الطرق خاصة علي الطرق السريعة التي عانت من الاهمال لسنوات طويلة الا أن هذه المليارات لم تمنع أن يكن خبر تصادم أو إنقلاب سيارة علي الطرق ووفاة العشرات من المواطنين وجبة اساسية في اخبار الحوادث اليومية، فالازمة لا تكمن في مشاكل الطرق فقط ولكن الكارثة الاكبر في اهمال سائقي شاحنات الموت ،وتعاطي المخدرات التي تساعدهم علي السهر لفترات طويلة والقيادة بدون تركيز، فضلا عن السرعة المبالغ فيها وعدم الالتزام بالحارات المرورية والإشارات، جميعها اسباب كفيلة بارتفاع حوادث الطرق التي تهدر ارواح الضحايا ...فقد استيقظ الجميع اليوم علي خبر تصادم  اتوبيس باخر علي  طريق القطامية – العين السخنة أحدهما صغير يستوعب 32 راكبا والآخر يستوعب 54 راكبا، مما تسبب فى مصرع 5 أشخاص وإصابة 54 آخرين. 

تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء

وكشف  تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء الذي صدر في شهر يونيو الماضي، عن الإرتفاع الصارخ في حوادث الطرق السريعة، حيث بلغ إجمالى عدد حوادث السيارات على الطرق خلال عام 2016 الى 14710 حادثة ، بينما كان  14548 حادثه  عام 2015 بنسبة ارتفاع  قدرها 1.1 %، نتج عن هذه الحوادث  5343 متوفى، و18646 مصاب، و21089 مركبة تالفة.

وأضاف التقرير أن شهر اغسطس سجل  أكبر عـدد للحــوادث حيــث بلــغت  1403 حـــادثة بنسبة 9.5 %  يليه  شهريوليو سجل 1367 حادثه بنسبة 9.3%، وكان  اقل  عــدد فى الحوادث شهــر ديسمــبر وبلغ   1027 حـادثة بنسبة 7.0% من اجمالى الحوادث عام 2016.

وسجل العامل البشرى أعلى نسبه للحوادث حيث بلغ   72.0%  يليه عيوب فى المركبه (الحالة الفنية للسياره ) بنسبة 18.2 %  ثم العنصــــر البيئى ( حالة الطريق ) بنسبة3.1% من اجمالى الحوادث عام 2016.

وارتفع عدد المتوفــين عـلى الطـرق السريعـة "وهـى الطرق الخارجيـة التى تربــط بيـن المدن والمحافظــات" إلى 962 متوف عام 2016 مقابل 839  متوفــى عــام 2015 بنسبة ارتفاع قدرها 14.7%  وانخفــض  عــدد  المصابين إلى 3997 مصاب عام 2016  مقابل 4148 مصاب عام 2015  بنسبة انخفاض قدرها 3.6 % للمصابين عام 2016.

وبلغ عدد وفيات الحوادث على الطرق السريعة فى الفئة العمريه (25- 44 سنه) الى  354 متوفى بنسبة 36.8% عام 2016 مقابل  364 متوفى بنسبة 43.4% فى نفس الفئةالعمريه عام   2015 بنسبة انخفاض 2.7 %.

وأضاف التقرير انخفاض معـدل خطورة الحوادث  على الطرق الى 1.6(متوفى أو مصاب لكل حادثة )  عام 2016بينما بلغ 1.8 عام 2015 ، كما انخفض معــدل قســـوة الحــوادث ( متوفى لكل 100 مصاب) إلى28.7 متوفى عام 2016 بينما بلغ32.1  متوفى عام 2015.

وانخفض معــدل الوفــاة ( متوفى لكل يوم) الى 14.6متوف فى عـام 2016 بينما سجل 16.9 متوفى عام 2015 ،كما انخفض معــدل الاصابة ( مصاب لكل يوم) الى 51.1 مصاب عام 2016 بينما بلغ  52.9 مصـاب عام 2015

 كما أن عدد المتوفين انخفض على الطرق  بالمحافظات الى 4381 متوفى عام 2016 مقابل  5364 متوف  عام 2015 بنسبه  انخفاض قدرها  18.3  %  وانخفض  عدد المصابين الى 14649  مصاب  عام 2016  مقابل 15177 مصاب  عام  2015  بنسبة انخفاض قدرها 3.5%.

 

أشهر طرق الموت في مصر

لا تعرف الحوادث شكل الطريق أو طبيعة المكان فلا تفرق السيارات بين قبلي أو بحري أو طريق صحراوي أو زراعي، ولكن بعض الطرق عرفت في مصر  بطرق الموت لتكرار حوادث الطرق ،وقد قسم الخبراء الطرق الي نوعين طرق خطرة بالمحافظات الساحلية، حيث يتصدر طريق "القاهرة- الإسكندرية" الصحراوى المرتبة الأولى، ويعد ثالث أخطر 10 طرق تقع عليها الحوادث وينتج عنها قتلى، يليه القاهرة- الإسكندرية الزراعى، ثم المسافة من نفس الطريق الواقعة من شبرا الخيمة إلى بنها فى المرتبة الثالثة ،كما يحتل طريق الاسماعيلية – بورسعيد مرتبة متقدمة على مستوى الطرق بالمحافظات فى خطورته على حياة المواطنين بسبب كثرة الحوادث.

ويعد الطريق الساحلى الدولى بورسعيد - دمياط - الدقهلية- كفرالشيخ - البحيرة - إسكندرية - مطروح، شريانًا حيويًا هامًا لأنه يخدم العديد من المحافظات المجاورة خاصة التي تقع بها الموانئ والمناطق الصناعية ، على الرغم من أهمية هذا الطريق وروافدة للربط بينه وبين المحافظات والمدن، فهو يحتاج إلي إهتمام خاص من المسئولين، بعد أن أصبح طريقًا مرعبًا يفقد العشرات أرواحهم يوميًا عليه خاصة وهو يخدم الآف المواطنين من سكان الوجه البحرى. 

وعلي صعيد الوج القبلي نجد أن طريق "سوهاج- نجع حمادي سمي بطريق الموت، بسبب كثرة الحوادث التي وقعت على هذا الطريق في الفترة الأخيرة، والتي راح ضحيتها العديد من أهالي.القري الواقعة علي جانبيه

أما طريق بنى سويف ـ الفيوم الزراعي يعاني الآلاف من أصحاب سيارات الأجرة والنقل والملاكي من سوء حالة طريق بني سويف الفيوم الزراعي، فبجانب المطبات التي لا حصر لها والتي أقامتها هيئة الطرق والأهالي أمام محلاتهم ومنازلهم بالطريق فالإنارة معدومة، ويستغرق الطريق الذي لا يتعدي الـ 40 كيلومترا ثلاث ساعات بسبب سوء حالته ورغم الانتهاء من الطريق الجديد الغربي الواصل بين المحافظتين إلا أن الطريق الزراعي لاغني عنه بسبب وجود المراكز والقري عليه وسيارات الأجرة والنقل يجب أن تسلكه بشكل يومي

وفي المنيا يأتي طريق مصر أسوان الزراعي على رأس الطرق الأكثر تعرضًا لحوادث الطرق بسبب السرعة الزائدة، وعدم ازدواج الطريق والسير في اتجاه واحد

كما أن طريق أسيوط الغربي، والفيوم القاهرة، من أكثر الطرق التي تشهد الحوادث بالمحافظة، ويرجع ذلك بحسب آراء الخبراء والدراسات والإحصاءات الرسمية، إلى السرعة الزائدة، وكثرة المطبات على الطرق وبشكل عشوائي، حيث يوجد بطريق الفيوم- القاهرة، ما يزيد عن40 مطب، وذلك بخلاف المطبات الهوائية، وذلك بجانب عدم إنارة الطرق، وتوضيح العلامات الفسفورية والإرشادية على الطريق.

 

Capture

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق