كاديلاك.. السيارة الأولى في العالم

السبت، 19 أغسطس 2017 10:00 ص
كاديلاك.. السيارة الأولى في العالم
سيارة كاديلاك
شريف على

لم يظهر أسم هنري ليلاند على أي سيارة ولكن من المستحيل تجاهل إسهاماته الكثيرة في مجال صناعة السيارات. وربما أكثر شاهد على نبوغه لا يزال قائما حتى اليوم في سيارات كاديلاك التي كانت ولا تزال أفضل ما تنتجه جنرال موتورز كما أنها دليل على سعي ليلاند المتواصل نحو التميز.

تخصصت شركة ليلاند وفولكونر في تصنيع الآلات الدقيقة. وفي بداية القرن الماضي وقعت الشركة عقد لإنتاج المحركات لحساب راسنوم أولدز بديترويت. كان أولدز أول من قام بتصنيع السيارات في ديترويت عام 1900 وكانت سيارته ذات التابلوه المنحني هي أول سيارة في العالم يتم إنتاجها بكميات كبيرة.

قام ليلاند بتحسين محرك أولدز من خلال إعادة تصميم فتحات الصمامات وقام أيضا برفع نسبة إنضغاط المحرك. قام ليلاند بعرض التعديلات التي قام بإدخالها على رانسوم أولدز الذي رفضها من الأساس.

نتيجة لذلك، عرض ليلاند المحرك المعدل في إجتماع لأعضاء مجلس إدارة شركة فورد كان الهدف منه إغلاق الشركة التي تم تشكيلها على يد 4 مستثمرين لدراسة أعمال هنري فورد، ولكن حدث سوء تفاهم أسفر عن ترك فورد للشركة وبالتالي لم يكن لدى تلك الشركة ما تقوم بتصنيعه أو بيعه.

كان محرك ليلاند صغيرا جدا لدرجة أنه قام بحمله بنفسه إلى غرفة الإجتماعات. وبهر التصميم مديرو الشركة وقرروا بعض العرض الذي رأوه تصنيع سيارة تعتمد على هذا المحرك المتطور.

ولكن لم تتم تسمية السيارة بإسن ليلاند، بل بناء على إقتراح من ليلاند نفسه تم إختيار إسم كاديلاك نسبة إلى أنطوني دي لا موث كاديلاك المكتشف الفرنسي الذي أسس مدينة ديترويت. وحققت تلك السيارة الجديدة ذات المحرك الصغير المكون من إسطوانة واحدة نجاحا كبيرا في تلك الفترة.

تم الإنتهاء من أول سيارة تحمل إسم كاديلاك في عام 1902 وإختبر ألانسون براش تلك السيارة وكان مهندسا شابا في الشركة أسهم بقدر كبير في تصميات سيارات كاديلاك التالية وأتجه بعد ذلك إلى إنتاج سيارة تحمل إسمه.

وفي عام 1903 ، تم عرض السيارة في معرض نيويورك وتمكن وليام ميتزر مدير مبيعات الشركة حينها من الحصول على ألفي طلب لشراء السيارة الجديدة أعلن بعدها أنه قد تم بيع إنتاج الموديل بالكامل.

في عام 1905 ، إندمجت كاديلاك مع شركة ليلاند وفولكونير وكان ليلاند الذي تجاوز الستين عاما حينها مديرا عاما للشركة بينما تولى أبنه ويلفريد منصب نائب المدير. وخلال الأعوام العشرن التالية كون الأب وإبنه ثنائيا ناجحا في عالم صناعة السيارات.

في عام 1908 وبعد إختبارات قاسية أجراها نادي السيارات الملكي البريطاني ، كانت كاديلاك هي أول سيارة أمريكية تفوز بجائزة النادي للإنجازات المميزة في مجال صناعة السيارات. وتحقق هذا الفوز بعد تفكيك ثلاث سيارات كاديلاك وخلط أجزاء السيارات الثلاث ثم إعادة تجميعها مرة أخرى. وتم قيادة السيارات الثلاث بعد ذلك على حلبة للسباق وكانت تلك التجربة بمثابة الأساس الذي أرتكزت عليه مقولة "كاديلاك أفضل سيارة في العالم".

في عام 1908 ، قام ليلاند ببيع شركة كاديلاك لمؤسسة جنرال موتورز. وحرص وليم ديورانت رئيس الشركة على الإبقاء على ليلاند كمدير لكاديلاك.  وبعدها بعامين دفعت المخاوف المالية في ممولي جنرال موتورز إلى الإطاحة بديورانت من المؤسسة، وكان ليلاند هو من أصر على عدم تصفية جنرال موتورز حينها.

في عام 1910 ، صارت سيارات كاديلاك مميزة بهيكلها المغلق الذي ظهر في موديل أوسكيولا وصار هذا الهيكل الذي كان جديدا حينها علامة مميزة لكافة سيارات الشركة. وبعدها بعامين، قدمت كاديلاك أحد الموديلات التاريخية القليلة وهي السيارة التي لا تعتمد على ذراع لتشغيل السيارة قبل ركوبها. وكان دافع ليلاند لتطوير تلك السيارة هي وفاة أحد أصدقائه نتيجة الجراح التي أصيب بها عند تشغيل الذراع لدوران السيارة حيث أمر ليلاند مهندسيه بالبحث عن حل أكثر سلامة وسهولة لإدارة محركات السيارات. وبالفعل توصل المهندس تشارلز كيترنج إلى هذا الحل وكان بمثابة تطور تقني كبير في هذا المجال. ففي تلك الأيام كان الإسلوب الشائع هو إدارة المحرك يدويا من خلال الذراع وكانت تلك الطريقة محفوفة بالمخاطر كما أنها كانت تحتاج إلى قوة عضلية وفي بعض الأحيان كان رد فعل الذراع يكون قويا ولهذا كانت كسور العظام والجروح من الأمور الشائعة بين أصحاب السيارات في بدايات القرن الماضي.


 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة