بعيدا عن الحادث الإرهابى ببرشلونة.. «الدم والنار»: القصة الكاملة لمطالبة إقليم كتالونيا بالانفصال عن إسبانيا
الخميس، 17 أغسطس 2017 11:54 م
أعلنت حكومة إقليم كاتالونيا بإسبانيا، مساء الخميس، الحداد ثلاثة أيام بعد الهجوم الإرهابي في برشلونة الذى أودى بحياة 12 شخصا وإصابة العشرات، وقد أكد كارليس بوتشديمون، رئيس إقليم كاتالونيا، في مؤتمر صحفي له مساء اليوم الخميس، أن الديمقراطية ستحارب الإرهاب أينما كان، وأن هجوم برشلونة ليس الأول من نوعه، فيما لم تتخد الحكومة الإسبانية رد فعل مناسب للحدث ، الأمر الذى فتح العداء القديم بين إسبانيا وإقليما "كاتالونيا" المطالب بالانفصال.
تاريخ الانفصال
أعلن رئيس حكومة كتالونيا كارلوس بيجمونت ، فى يوليو الماضى، أن استفتاء عاما حول استقلال هذا الإقليم عن إسبانيا سيجري في 1 أكتوبر المقبل، مضيفا فى مؤتمر صحفي، أن الحكومة ستطرح في هذا الاستفتاء السؤال التالي:«هل تريدون أن تصبح كتالونيا (دولة) مستقلة بنظام الحكم الجمهوري؟».
يأتي ذلك بعد مشروع قانون جرى تقديمه إلى برلمان إقليم كتالونيا، فى مطلع يوليو الماضى، وذكر أنه في حال نجاح الحركة الانفصالية في استفتاء في مطلع أكتوبر المقبل حول الاستقلال فإن الإقليم الواقع في شمال شرقى إسبانيا سوف ينفصل عنها فورا.
ومن المتوقع أن يمرر النواب مشروع القانون في أغسطس القادم، نظرا لأن الأحزاب المؤيدة للاستقلال تتمتع بالأغلبية في البرلمان، كما ينص مشروع القانون على أن البرلمان في كتالونيا سيعلن رسميا استقلاله «فى غضون يومين» ويطلق عملية ملزمة دستوريا إذا صوت الناخبون بـ«نعم».
رفض اسبانى لاستقلال الإقليم
وتقول الحكومة في مدريد، برئاسة رئيس الوزراء ماريانو راخوي،إن التصويت المخطط غير قانوني،فبموجب الدستور الإسبانى، يجب اجراء استفتاءات حول السيادة على المستوى الوطني وليس الإقليمي، كما اعتبرت المحكمة الدستورية الإسبانية اعتبرت في 14 فبراير الماضي أن القرارين اللذين أصدرهما برلمان كتالونيا حول إجراء استفتاء بشأن الاستقلال غير شرعيين.
وفي 4 أبريل الماضي قبلت المحكمة الدستورية الإسبانية شكوى الحكومة حيال سلطات كتالونيا بشأن مشروع حكومة هذا الإقليم الإسباني الذي يقضي بتخصيص جزء من أموال الميزانية لإجراء الاستفتاء.
لماذا تطالب كاتالونيا بالانفصال؟
حصلت كاتالونيا على الحكم الذاتي عام 1931 خلال الجمهورية الثانية الإسبانية ،وقد تميزت هذه الفترة بالاضطرابات السياسية ثم علق العمل به بعد تسلم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحكم في 1936 وحتى وفاته سنة 1975، قمع نظام فرانسيسكو أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية الكاتالانية، الأناركية، الاشتراكية، الشيوعية أو الديمقراطية، بما في ذلك نشر الكتب عن هذه المواضيع أو ببساطة مناقشتها في جلسات مفتوحةو تم حظر استخدام الكاتالونية في المؤسسات التي تديرها الحكومة وخلال المناسبات العامة، تعرض رئيس كاتالونيا للتعذيب في ذلك الوقت، وأعدم لجريمة «التمرد العسكري» من قبل نظام فرانكو ، واعيد العمل بقانون الحكم الذاتي في كاتالونيا في 1979، وبعد الانقلاب العسكري في 1981 أقرت الحكومة بوجود 17 اقليماً مع خصوصية لاقليمي الباسك ونافارا في تحصيل ضرائبهما، واستثناء كاتالونيا من هذا الحق.
يعود العداء بين كاتالونيا وأسبانيا لفترة طويلة، حيث استمر الكتالونيين في نضالهم ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو منذ عام 1936 حتى عام 1975 منذ ذلك الحين، ازدهرت كاتالونيا في كل شيء، وأصبحت المنطقة الاقتصادية الرائدة في إسبانيا مع ما يقرب من 20% من الناتج القومي الإجمالي لهذه المنطقة التي تشكل 6% فقط من مساحة اليابسة في اسبانيا و 15% من السكان.
و يعتقد الكتالونييين المطالبين بالاستقلال أن كاتالونيا هي أمه لديها تاريخ لغة و ثقافة و قد ساهم اضطهاد الجنرال فرانكو لشعب كاتالونيا في بداية القرن العشرين بزيادة النزعة الانفصالية لشعب الإقليم ، ويرى الكتالونيين أن اقتصاد كاتالونيا تضرر كثيرا بسبب سياسات الحكومة الإسبانية لأنها ة فرضت ضريبة تقدر بــ 10% من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 20 مليار يورو في المقابل ليس هناك استثمارات أو خدمات اجتماعية توازي هذه الضريبة الباهظة، كما هناك عجز في الا ستثمار في البنى التحتية لأن الحكومة الاسبانية لا تريد أن تكون برشلونة أفضل من مدريد.