ألمانيا انكوت بالإرهاب.. متى تسلم ميونيخ المتطرفين؟

هجمات إرهابية متكررة تعانى منها ألمانيا خلال الفترة الماضية، لا سيما فى المدن الكبرى حيث قالت الشرطة الألمانية إن مسلحين أطلقوا النار عشوائيا في المركز الأولمبي التجاري في مدينة ميونيخ (جنوبي البلاد)، ما أدى لسقوط ستة قتلى، على الأقل، وإصابة آخرين "بجروح بالغة".

وبينما قالت الشرطة الألمانية إنه "لا مؤشرات، حتى الآن، على تورط متطرفين" في هجوم ميونيخ، نقلت وكالة (فرانس برس) عن مصادر بالشرطة أن عملية "إرهابية قائمة"، حيث تطارد الشرطة مطلقي النار الذين هاجموا المتسوقين.

وقال متحدث باسم شرطة ميونيخ إن شهود عيان رأوا ثلاثة من مطلقي النيران بحوزتهم بنادق، ثم هاجموا مطعم ماكدونالدز بأحد مركز التسوق في المدينة، وفقا لوكالة (أسوشيتد برس). وأظهرت لقطات تلفزيونية العشرات من سيارات الطوارئ والشرطة أمام المركز.

فيما نقلت وكالة (رويترز) عن الشرطة الألمانية أن أكثر من "مسلح" شاركوا في الهجوم، وأنها تشتبه في ثلاثة أشخاص مسلحين أطلقوا النار، الذي بدأ قبيل الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش، وفقا لشهود عيان.

واستيقظت ألمانيا على حادث آليم، في هجوم مسلح بمحطة القطار المركزية بمدينة «دوسلدورف» الألمانية الذي وقع في ساعات متأخرة من الليل، فى مارس الماضى، والذى أدى إلى جرح 5 أشخاص على الأقل في هجوم بفأس بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء، ولم تكن هذه المرة التي تشهد ألمانيا حوادث باستخدام الأدوات اليدوية الحادة.

وفي يوليو العام الماضي، وقع هجوم مشابه بالأمس، ولكن هذه المرة كانت لشاب أفغاني 17 عاما، استخدم فأس وسكين لمهاجمة الركاب على متن قطار برحلة داخلية جنوب البلاد، ليصيب نحو 5 أشخاص بجروح، قبل أن تقتله الشرطة خلال محاولاته للفرار، بحسب ما جاء على شبكة «سى إن إن» الأمريكية.

وتعددت الحوادث الإرهابية باستخدام الأدوات الحادة، حيث قام لاجئ سوري، بقتل امرأة وجرح شخصين آخرين باستخدام أداة حادة تشبه «المنجل»، قبل أن تتمكن الشرطة من اعتقاله في بلدة «رويتلينجن» جنوبي ألمانيا، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الشرطة الألمانية، وأكد على تورطه في حوادث أخرى تسببت في جرح آخرين، بحسب ما ذكرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.

سلاسل من الحوادث الإرهابية، لحقت بألمانيا الفترة الماضية راح ضحيتها عشرات المواطنين، بالإضافة إلى عدد كبير من المصابين، وكانت أبرزها حادثة دهس عبر شاحنة داخل سوق مزدحم بالمواطنين، على هامش احتفالات أعياد الميلاد وسط برلين، وأدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة نحو 50 مواطنا، وهي أحد العمليات الأكثر دموية.

وقال آخن براونايزن، النائب العام في شتوتغارت فى وقت سابق، إن أكثر من 100 لاجيء سياسي في ولاية «بادن فورتمبيرغ» اعترفوا، أثناء أخذ إفاداتهم كلاجئين، بأنهم عملوا في صفوف تنظيمات إرهابية.

وأكد براونايزن أن معظم المعترفين هم من الشباب من ميليشيات الشباب في الصومال ومن المنتسبين على حركة طالبان في أفغانستان وباكستان. وتحدث النائب العام في شتوتغارت عن إغراق الجهاز القضائي الألماني بقضايا جديدة حول الإرهاب فضلاً عن مئات القضايا التي يجري التحقيق فيها حالياً.

وذكرت وزارة العدل في ولاية بافاريا لوكالة الأنباء الألمانية أن اعتراف اللاجئين بانتمائهم لتنظيمات إرهابية ممارسة يومية في دوائر اللجوء والهجرة في الولاية، وأن النيابة العامة تعرف عنها. وإذ تحدثت النيابة العامة في نورمبيرغ وبامبيرغ عن 10 حالات اعتراف بانتماء إلى تنظيمات إرهابية، تحدث النيابة العامة في العاصمة المحلية ميونيخ عن فتح التحقيق في أكثر من 150 حالة اعتراف بين خريف 2016 وصيف2017.

واعترف في ميونيخ أكثر من 40 طالب لجوء بين سبتمبر (أيلول) 2016 وأبريل أمام موظفي دائرة الهجرة واللجوء، أثناء أخذ المعلومات منهم حول تفاصيل حياتهم، بأنهم من المنتمين إلى تنظيمات إرهابية أو من الداعمين لها.

واليوم، أوقف الإنتربول الدولي، الإرهابي «عبدالرحمن عز»، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، والهارب إلى قطر، في مطار برلين، بعد مذكرة التوقيف التي أرسلتها الداخلية المصرية إلى الإنتربول الدولي، حيث تحتجزه الشرطة الألمانية في المطار منذ أكثر من ساعتين ونصف، مشددة علي أن التوقيف جاء بناء على مذكرة أرسلتها السلطات المصرية إلى مطار برلين، بإدراج عز ضمن المطلوبين دوليًا، لدعمه الإرهاب والتحريض على القتل.

ويعتبر عبدالرحمن عز أحد المتحالفين مع جماعة الإخوان، والمقيمين في تركيا بعد طرده من قطر، حيثه أنه معروف بتحريضه المباشر ضد الجيش والشرطة، ونشره لفيديوهات الحركات المسلحة التي تتبنى العمليات الإرهابية ضد مصر، ومن أبرز الداعين لحمل السلاح ضد الجيش المصري.

وصدر ضد عبدالرحمن عز، حكم بالسجن 10 سنوات بتهمة التحريض على حصار محكمة مدينة نصر، بدأ حياته السياسية بحركة شباب 6 أبريل عام 2008، ترأس عز قوات الإخوان لضرب وسحل المتظاهرين الغاضبين ضد مرسي، ألمانيا انكوت بالإرهاب.. متى تسلم ميونيخ المتطرفين؟