في الأسبوع السادس من مدرسة المسجد الجامع بالإسكندرية..التركيز على تحصين عقول الشباب (صور)
الإثنين، 14 أغسطس 2017 11:28 مالإسكندرية - محمد صابر
قال الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية إننا فى مدرسة المسجد الجامع نحرص على تحصين عقول الشباب من الأفكار المتطرفة وذلك من خلال تعليمهم منهج الفكر الوسطى المستنير بالقرآن الكريم والسنة المطهرة وتدريس منهج النبوة.
وأكد العجمى إن الذين يتمنون السعادة في الدنيا يحرصون كل الحرص على الأخذ بأيدي أولادهم إلى ما يحفظهم، ويوصلهم إلى رضا مولاهم، فليس من سعادة الأب أو الأم أن يروا أولادهم يركبون أفخم السيارات، ويحملون أحدث الموديلات من أجهزة الجوَّالات، ويلبسون أفضل الملابس، ويسكنون أوسع البيوتات، لا بل سعادة الوالدين أن يروا ثمرة فؤادهم، وبذرة زرعهم قد نمت على حب الخير وأهله، والبعد عن الشر وأهله.
وأشار العجمى إلى أن منهج النبوة الذي يدرس في مدرسة المسجد الجامع يشتمل على أن يغرس في نفوسهم روح الخشوع والتقوى والعبودية لله ربِّ العالمين، وذلك عن طريق الآيات الدالة على عظمة الله وقدرته، وإحاطته بجميع مخلوقاته، وعلمه المحيط بمكنون قلوبهم، وذلك عن طريق تعليمهم القرآن الكريم والخشوع عند سماعه، وتدبر آياته وعظاته وتوجيهاته، فإذا وصلت إليهم هذه المعاني، رسخت التقوى في قلوبهم، وصاروا مرتبطين بربهم لا يحيدون عن أوامره ونواهيه طرفة عين.
وأوضح أن يربي فيهم روح المراقبة لله - تعالى - في كل تصرفاتهم وأحوالهم، وذلك بترويضهم على أن الله - تعالى - يراقبهم ويراهم، ويعلم سرهم ونجواهم، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكل هذا من أجل أن يتعلم الأولاد مراقبة الله في السر والعلن، وأن تكون عبادتهم لربِّهم وأعمالهم خالصة لوجهه، دون طلب رياء ولا سمعة، فلا يعملون من أجل أحد، إنما همُّهم هو إرضاء رب العالمين.
تربية الأولاد على الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بثمرات الإيمان الراسخ في قلوبهم، فالتنشئة الدينية الصحيحة هي تربية النشء على المراقبة الإلهية التي ترسِّخ في قلوبهم المحاسبة للنفس، وعدم الوقوع في الصفات القبيحة والعادات الآثمة المرذولة، والتقاليد الجاهلية الفاسدة، والأفكار المنحرفة عن الجادة، ويكفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اتقِ الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالِقِ الناس بخُلُق حَسَن))؛ رواه الترمذي
التربية على هذه التوجيهات والفضائل تنمي عندهم الجانب الإيماني الذي تنبع منه الأخلاق الطيبة الكريمة، مثل: الخشية، والمراقبة، والصدق، والأمانة، والاستقامة، والإيثار، وإغاثة الملهوف، واحترام الكبير، وإكرام الضيف، والإحسان إلى الجار، ومحبة الخير للآخرين، والإحسان إلى اليتامى، والبر بالفقراء، والعطف على الأرامل والمساكين، وغير ذلك كثير، ومتابعتهم والحرص عليهم ممن يسممون أفكارهم، وينحرفون بهم عن الجادة والوسطية، وعدم ترك الحبل على الغارب لهم، يذهبون أينما شاؤوا ومع مَن شاؤوا، بل لا بد من معرفة من يخرجون معهم، وهل هذه الصحبة ممن يُستأمنون عليهم إذا كانوا معهم أو لا؟ ولا بد من توضيح فكر هذه الفئة وتحديد منهجها؛ لكي لا يقعوا فريسة لأفكارهم البعيدة عن المنهج السوي.