بمناسبة بدء صيامها

العذراء مريم «المصطفاة» و«البتول» يحتفل بها المسلمون والمسيحيون

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 04:00 م
العذراء مريم «المصطفاة» و«البتول» يحتفل بها المسلمون والمسيحيون
العذراء مريم والسيد المسيح
ماريان ناجى

احتفل أقباط مصر، منذ أيام قليلة ببدأ «صيام» العذراء مريم، «البتول»، المعروفة بأسماء عديدة فى المسيحية، مثل «أم النور» و«أم المخلص»، والتى اتخذت مكانتها بين نساء العالمين فى القرآن الكريم، فهى المصطفاة بين النساء، فبين صفحات الكتب المقدسة تجد سيرتها منيرة، ومبهجة لقلوب المسلمين والمسيحيين.
 
وللتعرف على «مريم البتول» بين طيات «القرآن والإنجيل»، قال الدكتور صابر أحمد طه، رئيس قسم المذاهب والأديان، بكلية الدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، وعميد كلية الدعوة الإسلامية السابق، إنها المصطفاة، فهى السيدة العذراء مريم عليها السلام، وهى السيدة الوحيدة التى ذكرها القرآن بسورة قرآنية كاملة على اسمها، تحكى تفاصيل حياتها، ولها مكانة كبيرة بين سيدات العالمين.
 
وأضاف الدكتور طه، أن القرآن اهتم اهتماما كبيرا بالسيدة مريم، وتحدث عن أمها أيضا حينما حملت بها، وكانت تريد ذكرا وليس أنثى،  فبعد مولدها تولى زكريا عليه السلام زوج خالتها، خدمتها ورعايتها لأنها كانت يتيمة الأب، وكان يجد شيئا غريبا عند منزلها، فكان يجد الرزق الكبير، وطعام الشتاء فى الصيف، وفاكهة الصيف فى الشتاء، وفى إحدى المرات سألها من أين لكى هذا؟، فقالت مريم عليها السلام هذا من عند الله، وهذه تعد أول معجزة وكرامة للسيدة مريم عليها السلام يذكرها القرآن الكريم.
 
وتابع «طه» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، وحينما وضعت مريم عليها السلام عيسى «السيد المسيح» فى مهده، تحدث عن عرضها اليهود فى ذلك الوقت، وتحدثوا عن ولادتها سفاحا، ولكن برأها القرآن من هذه التهمة، لأنه ذكر واقعة عن عيسى عليه السلام وهو فى اليوم الأول من عمره بالمهد وتحدثه ببعض الكلمات التى برأت العذراء مريم، كما أكد القرآن الكريم أنها عابدة وكانت تصوم وتصلى، فالعذراء مريم علمتنا كمسلمين الصيام عن الكلام، فقد صامت ثلاثة أيام عن الكلام، كما جاء فى القرآن الكريم وكان فى ذلك حكمة كبيرة.
 
وأكد رئيس قسم المذاهب والأديان بكلية الدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الله كرّمها أفضل تكريم، فلا توجد سورة باسم إحدى زوجات النبى أو إحدى الصحابيات، رغم مكانتهن، ولكن الله اختار مريم ليحمل اسمها سورة كاملة فى القرآن الكريم، وليس هذا فقط بل سردت السورة بعض التفاصيل عن حياتها أيضا.
 
وأشار إلى أن الإمام القرطبى، قال عن العذراء مريم إنها «نبية» فى كتابه «الجامع لأحكام القرآن» فى تفسيره لسورة مريم، ولا ننسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، الذى تحدث عن كمالها فى حديث صحيح له «أكمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسيا امرأة فرعون ومريم بنت عمران».
 
وتابع «طه»، أجد أن صيام المسلمين وزيارتهم وتوافدهم على أديرة العذراء مريم فى هذه الأيام لأننا فى مجتمع واحد وفى مكان واحد، وكثير من الأقباط يشاركون المسلمين فى أحزانهم وأفراحهم وأعيادهم، وتبادل المشاركة شىء جيد بيننا كأقباط ومسلمين، وصيام بعض المسلمين صيام العذراء مريم بمشاركة إخوانهم من المسيحيين ليس حرام أبدا، لأنه لا يوجد دليل يحرم مشاركة الأقباط فى صيام العذراء مريم، فالأصل فى الإسلام فى الأمور «الحِل» أى أنها حلال إلا إذا جاء دليل يحرم الأمر ويحرم الصيام، ولا يوجد ما يحرم صوم المسلمين لهذا الصيام.
 
من جانبه، قال القس عبدالمسيح بسيط، راعى كنيسة العذراء مريم بمسطرد، إن جميع الطوائف المسيحية وإن اختلفت رؤيتها للعذراء مريم إلا أنها تعطى لوالدة الإله الحى كما فى المعتقد المسيحى مكانة كبيرة جدا، مؤكدا أن هناك بعض المتطرفين البروتستانت فقط هم من يعتبرون العذراء امرأة عادية، ولكن البروتستانت والكاثوليك بشكل عام يحترمون والدة الإله جدا ويعظمونها، وهناك بعض الطوائف المسيحية لا تؤمن بالشفاعة بشكل عام، ولكن العذراء مريم هى الشفيعة الأولى والمفضلة لدى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
 
وتابع «بسيط» فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» بأن الكنيسة الأرثوذكسية تعطى لمريم مكانة كبيرة، والعذراء مريم نالت شرف أن تكون والدة الإله، وأن تحمل السيد المسيح تسعة أشهر داخل أحشائها، وهناك الكثير يتشفعون بها لحل المشكلات مثل شفاء المرضى أو حدوث حمل أو لحل مشكلة شخصية، وهى تحل مثل هذه الأمور بشهادة العديد من المسلمين والأقباط.
 
وأكد «بسيط» أن مريم هى ليست الشفيعة الأولى للكنيسة الأرثوذكسية فقط، بل هى ملكة السمائيين والأرضيين، وصوم العذراء مريم الذى بدأ منذ أيام قليلة نقتدى به بصيام العذارى، وهم الذين كانوا فى أديرة العذارى فى العصور القديمة، فقد كانوا يصومون من 3 أيام وحتى 15 يوما، ومن هنا اقتدت الكنيسة بهذا الصوم، ومشاركة المسلمين فى زيارات أديرة العذراء مريم وفى الصوم أحيانا دليل على مكانتها فى الأديان الأخرى.
 
وأضاف «بسيط» أن هناك بعض الظهورات التى تعترف بها الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، والتى لا يستطيع أن ينكرها أحد أو لا يعترف بها، والكنيسة الأرثوذكسية كرّمت مريم البتول تكريما خاصا جدا، فعيدها أحد الأعياد المهمة بالنسبة لأقباط مصر، وهى مناسبة خاصة جدا لهم، ولهم فيها العديد من الطقوس مثل إقامة الصلوات وزيارات الأديرة والكنائس وإقامة الموالد لها من العادات.
 
ويستمر توافد الآلاف من الأقباط والمسلمين فى هذه الأيام المباركة من 7 أغسطس وحتى 21 من الشهر الجارى، والذى يتبعه «عيد العذراء مريم» على أديرة العذراء مريم بجبل درنكة بأسيوط، وسائر كنائسها وأديرتها التى تحمل اسم العذراء مريم البتول المكرمة بين صفحات القرآن وآيات الإنجيل، للتبرك وإقامة الصلوات ودفع النذور وطلب المعجزات من «أم المعجزات» البتول مريم والدة السيد المسيح عليه السلام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق