بعد جنوح عبارة .. «معديات النيل بأسيوط» أسرع طريق للموت (صور)
السبت، 12 أغسطس 2017 04:38 صأسيوط - ضحا صالح
أصبحت معديات النيل بأسيوط أو المعديات التي تقل الركاب للتنقل مابين الشرق والغرب أسرع وسيلة للوصول إلي الآخرة قبل الوصول إلى منازلهم أو
مشاويرهم التي يستقلون المعديات من لأجلها فما بين الشرق والغرب وفي عرض المياه تٌفقد عشرات الأرواح لننتشلها جثثا هامدة وربما اتخذها السمك
وجبات مختلفة له علي مدار أيام، وذلك هو حال البسطاء الذين يستقلون المعديات النهرية كوسيلة للتنقل بين الشرق والغرب وعبور نهر النيل بقصد
قضاء حوائجهم بالأسواق أو الذهاب لدفن ميت أو ذهاب أبنائهم للمدارس والذهاب أيضا للعلاج في العيادات أو المستشفيات
وجود سكان تلك المناطق علي حواف متطرفة من نهر النيل جعل لهم التنقل بعرض المياه المنفذ الوحيد لقضاء المصالح والدراسة وخلافة لينتهي بهم الأمر
بالغوص في عرض المياه، حيث شهدت محافظة أسيوط أمس الأول واقعة كادت أن تحدث كارثة محققة وتؤدي بحياة أكثر من ٣٠ شخص بتعرضهم للموت المحقق غرقا بعد ان توقفت العبارة بنهر النيل اثناء عبورها من مركز طما لمركز البداري باسيوط وادي ذلك الي جنوحها لاكثر من ٢٠ كيلو بعرض النيل وهي معطلة حتي تم انقاذ الركاب عن طريق اللنشات والاستعانة بعبارة اخري للسيارات والعربات الكارو.
ففي محافظة أسيوط توجد أكثر من معدية نهرية تربط ما بين الشرق والغرب منها معدية البداري والتي تربط ما بين مركز البداري بأسيوط ومركز طما بسوهاج ومعدية ساحل سليم والتي تربط ما بين مركز ساحل سليم بناحية الشرق ومركز ابو تيج باسيوط ناحية الغرب وكذلك معدية ابنوب والتي تربط مابين
مركز ابنوب باسيوط ومركز منفلوط بنفس المحافظة، ففي جنوب محافظة اسيوط تحتل عبارة مركز ساحل سليم ابو تيج اهمية بالغة بين المركزين.
وقال سيد عبد السلام أحد أهالي مركز ساحل سليم أنه نظرا لقرب المسافة بين المرسيين فجعل ذلك هناك سهولة وبساطة في استقلال المعدية غيرانها تختصر الوقت في حال إذا ما رغب الأهالي التسوق بمدينة أسيوط ذلك فضلا عن أن المركزين تعمل بينهما عبارتين بالتبادل ذهابا وايابا ولكن يعاب عليهما في أنهما متهالكتين ويعملان منذ فترة طويله في نقل الركاب والسيارات وكذلك المواشي، مضيفا أن عبارة ساحل سليم لم تسجل أى حوادث من قبل وذلك لأن المسافة بين
مرسي ساحل سليم ومرسي مركز أبو تيج قريب جدا غير أن وجود عبارتين يخفف من حمولة الركاب والسيارات.
وفي مركز البداري وهي المعدية الأكثر صعوبة والأكثر تهالكا في نفس الوقت المعدية يستقلها اهالي قري البداري القاطنين لقري المركز جنوبا وهو ما
يجعل الوصول للمركز نفسه صعبا جدا فقري نجوع المعادي والهمامية تبعد عن مركز البداري بأكثر من 60 كيلو متر مما يجعل استقلال المعدية لمركز طما
أسهل وأوفر في الوقت
وفي نفس السياق فان تلك المنطقة تخلو تقريبا من المدارس فيضطر التلاميذ بالمرحلة الابتدائية والإعدادية الذهاب لمدارس السكساكة بمركز طما وهو ما
يعتبر أمر بالغ المشقة بالنسبه للأطفال الذين يخرجون صباحا ويعبرون النهر في الذهاب لمدارسهم دون حارس.
ومن ناحية أخري فقد بدأت محافظة سوهاج في انشاء الكوبري العلوي الذي يربط بين قرية كوم العرب غربا بمركز طما وقرية العتمانية شرقا بمركز البداري
منذ اكثر من 6 اعوام إلا أن الأحداث الأخيرة بالدولة وكذلك ثورتي 25 يناير و30 يونيو حالت دون استكمال الكوبري الذي توقف لفترة كبيرة وكان من المفترض ان ينتهي العمل منه ويتم تسليمه في 2015 إلا ان ذلك التعطل انتهي بالتأخر في تسليم الكوبري.
الجدير بالذكر أن العبارة النهرية التي يستقلها الأهالي بمركز البداري للوصول لأسواق ومحلات مركز طما ومدارس أبنائهم متهالكة منذ عشرات السنين
وقد وقعت بها قبل ذلك أكثر من حادثة.
فقال علي عبد العزيز أحد الأهالي بمنطقة الهمامية التي يوجد بها مرسي العبارة النهرية أنه لا يمر عدة اشهر الا وتقع حادثة علي العبارة النهرية ما بين غرق سيارة بالمياه اثناء تحميل السيارات علي العبارة وعدم وجود مساحة كافية او بعد المسافة بين المرسي والعبارة والذي يتسبب في سقوط الاهالي اثناء نزولهم بالإضافة الي ان العبارة متهالكة.
وأضاف علي يوجد بالمرسي عبارتين والاثنتين في حالة تهالك شديد ويتم التبديل بينهما للعمل فاذا تعطلت واحدة تم العمل بالاخري حتي تتعطل
الثانية فيعود العمل للاولي وهكذا بالتناوب.
وطالب "علي" أن يتدخل المسئولين لسرعة إنهاء كوبري طما – البداري مؤكدا أن الكوبري سينهي صعوبات لاحد لها وكذلك فانه سيخلق فرص عمل كثيرة وجديدة بين المركزين.
وتختلف معدية أبنوب- منفلوط اختلافا كبيرا عن معديات الجنوب فالمعدية صغيرة جدا ولا تتحمل حمولة المعديات السابقة وتسجل العديد من الحوادث
فسجلت تلك العبارة حوادث عديدة خلال العام الماضي اكثرها مأساة حادثة غرق طفل ووالدة وعمه اثناء استقلالهم العبارة وعودتهم للمنزل استقلالهم
معدية كانت تقلهم من قرية المعابدة إلي الجانب الأخر من الشاطىء وذلك لحضور حفل زفاف بمركز منفلوط وتم عقب ذلك انتشال الثلاثة جثث هامدة وحسب
رواية احد المدرسات بالمنطقة فان تلك المعدية هي الوحيدة التي تربط قرية المعابدة بابنوب بمركز منفلوط ولا توجد هناك أي وسيلة تنقل بين المركزين
وان تلك المعدية يستقلها التلاميذ والطلاب والموظفين في ذهابهم وايابهم.
ومن جهته قال المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط فى تصريح خاص لليوم السابع أنه أحال العمال المسئولين عن صيانة العبارة النهرية للتحقيق مع الإبقاء على العبارة المعاونة التى قامت بسحبها على مرسى مركز البدارى لنقل الركاب بين المحافظتين تيسيرا للمواطنين الذيت يتنقلون بين مركزى البدارى وطما لمتابعة أعمالهم .
وأضاف المحافظ أنه لن يتهاون مع أى شخص قد يقصر فى عمله أو يتسبب فى أى أذى قد يلحق بالمواطنين أو ممتلكاتهم نتيجه هذا الإهمال.
واوضح المحافظ أنه أعطى تعليمات صريحة لإدارة العبارات النهرية بالمحافظة بالصيانة الدورية لكل العبارات العاملة بين القرى وبين ضفتى نهر النيل ورفع تقارير بحالة العبارات العاملة مع التأكيد على معاقبة المقصرين.