ولاية الصعيد.. كيف خطط «داعش» لإعلان تأسيس «إمارة الوهم»؟
الخميس، 10 أغسطس 2017 08:00 م
ينشر «صوت الأمة» فصل جديد من مؤامرة داعش في مصر، التي تحطمت على صخرة الأجهزة الأمنية، وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أسرارها، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«ولاية الصعيد».
ولاية الصعيد، قضية تحمل رقم 832 لـسنة 2016 حصر أمن دولة عليا، أحال النائب العام على ذمتها 66 إرهابيا للمحاكمة الجنائية العاجلة، لاتهامهم بمحاولة تأسيس إمارة تتبع تنظيم داعش في بعض المحافظات المصرية، وتورطهم في تنفيذ بعض العمليات العدائية.
ولاية الصعيد
الأسرار التي أزاحت تحقيقات أمن الدولة الستار عنها، تناولت أدق التفاصيل الخاصة بمؤامرة داعش في مصر، وجهود التنظيم الفاشلة لتأسيس إمارة الوهم المزعومة تحت مسمى ولاية الصعيد، وبنود تمويل المخطط التآمري الذي أحبطته وزارة الداخلية بفضل جهود قطاع الأمن الوطني.
تقول التحقيقات، إن تنظيم داعش شكل مجموعة تضم 66 شخصا بينهم فتاة وربة منزل من معتنقي الأفكار التكفيرية، حملت على عاتقها مهمة إعلان تأسيس ولاية الصعيد المزعومة في الفترة من 30 أبريل 2015 حتى أبريل 2017، بمحاف وفي سبيل ذلك بث إصدار مرئي خاص عبر منصاته على شبكة المعلومات الدولية – الإنترنت – تتحدث عن قرب إعلان إقامة إمارتهم الجديدة على أرض مصر.
بدأت المرحلة الأولى لتأسيس ولاية الصعيد بتولي القيادة مصطفى أحمد محمد عبد العال، مالك شركة المصطفى للتوريدات بمحافظة أسوان، زعامة المجموعة المشكلة للنواة الأساسية للولاية المزعومة، وتكليف محمد عبد الفتاح حامد السيد، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، ورامي عيد مصطفي إبراهيم، عامل بشركة دعاية، أشرف السيد عبد الرازق السيد على، مهمة تأسيس 3 خلايا عنقودية.
معسكرات داعش
في سبيل تأسيس ولاية الصعيد بدأت المرحلة الثانية بتواصل قادة المجموعة مع قيادات داعش في ليبيا، لتسهيل مهمة إرسال 6 عناصر إلى معسكرات التنظيم، لتلقي دورات عسكرية لتعلم فنون القتال، وأساليب حرب المدن، وصناعة المتفجرات وتفخيخ السيارات، ومن ثم إعادتهم إلى مصر لتأهيل باقي العناصر.
جرائم داعش في مصر
واجهت المجموعة المكلفة بإعلان تأسيس ولاية الصعيد أزمة في تمويل أنشطتها العدائية، وإشكالية في الحصول على الأسلحة والذخائر اللازمة لتنفيذ مخططهم التآمري بفضل النجاح الأمني الساحق، ما دفعهم للاعتماد على وسيلتين (التمويل الذاتي – الاستحلال).
تمويل داعش
مرحلة التمويل الذاتي اعتمدت على محورين الأول منهما الدعم المالي المباشر المقدم من أعضاء المجموعة، والثاني يتمثل في قيام بعض الأعضاء بتوفير أسلحة وذخائر بشكل مباشر عبر عائلاتهم.
ودخلت مرحلة التمويل إلى وسيلة الاستحلال التي تعني استباحة أموال المصريين، وأبناء الطائفة المسيحية، وشرعية السرقة وعمليات السطو المسلح المحرمة دينيا، عن طريق إقناع عناصر المجموعة بأفكار تقوم على تكفير العاملين بمؤسسات الدولة، واستحلال أموال ودماء الأقباط.
توقفت المجموعة الإرهابية عند أزمة التمويل كثيرا ما ساهم بشكل كبير في إفشال مخططهم، حيث وضعوا بنك أهداف للتغطية على العجز المالي واللوجستي الذي تعاني منه الجماعة بعد النجاح الأمني في تجفيف مصادر ومنابع تمويل الإرهاب في مصر.
نفذت المجموعة عدة عمليات سرقة لتوفير المال والسلاح اللازم للإعلان عن تأسيس ولاية الصعيد، عن طريق السطو على بطاقات شحن هواتف نقالة مملوكة لشركة النيل الهندسية، وسرقة بندقية خرطوش مملوكة لفرد أمن تابع للشركة المصرية للخدمات السريعة «سبيد سيرفيس»، كما خططوا للسطو على محل ذهب مملوك لأحد الأقباط.
الفشل الذريع الذي حصدته مجموعة ولاية الصعيد في تحقيق أي أهداف، توجته الضربة الأمنية التي وجهها قطاع الأمن الوطني بالتعاون مع الإدارات المختلفة بوزارة الداخلية، في إسقاط قيادات التنظيم وأعضائه والقضاء على حلم إمارة الوهم المزعومة.