الفيوم.. «تورا بورا» مصر.. «صوت الأمة» في معاقل الفقر والإجرام في قرية الجزائر (الحلقة 2)

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 12:38 م
الفيوم.. «تورا بورا» مصر.. «صوت الأمة» في معاقل الفقر والإجرام في قرية الجزائر (الحلقة 2)
الفيوم
هناء قنديل - تصوير عزوز الديب

رغم أنها تحمل اسم دولة كبيرة مساحة، وقيمة، فإن ذلك ليس الشيء اللافت، أو حتى المهم في قرية "الجزائر"، بمحافظة الفيوم، فأمام ما يعانيه أهلها بعد أن استعمر الفقر والإجرام، كل شيء حولهم، لم يعد للاسم، أو حتى الحياة ذاتها، أي معاني تذكر.

يعيش أهالي قرية "الجزائر"، في مستعمرة حقيقية للقمامة، التي تجذب عشرات، وربما مئات الملايين من أسراب الذباب التي تغطي كل شيء تقريبا، حتى الأثاث داخل المنازل، وسط عشرات الأطنان من القمامة التي تنتشر أيضا في كل جانب من جوانب القرية.

و"الجزائر" بلد الهنجرانية، ومرتع العشرات من الخارجين على القانون، والمعتدين على حقوق وحياة البشر.

ويعمل معظم أهالي "جزائر الفيوم"، في مقالب القمامة، لفرز وتخزين المخلفات، والنفايات، وعلى كسارات تدوير البلاستيك، والمعادن؛ لإعادة بيعها.

ويعمل في هذه المقالب جميع أطفال القرية تقريبا، إذ إن الأسر المقيمة في هذه القرية لا تلحق أبناءها بالتعليم، وتكتفي بإرسالهم للعمل في مقالب القمامة، مقابل 50 جنيها يوميا.

أحد أبناء القرية، ويدعى "محمد"، قال لـ"صوت الأمة" إنه اضطر للعمل في هذه المهنة منذ الصغر لغياب فرص إيجاد عمل آخر، خاصة أنه لم يتجاوز المرحلة الابتدائية في التعليم.

 
وأبدى محمد مخاوفه، من أن يؤدي حديثه معنا إلى انتباه الأمن لهم، ومداهمة منطقة عملهم، وإزالتها، مطالبا بتخصيص أماكن لهم للعمل، أو توفير مهن بديلة، يرتزقون منها.

وأتم بالقول: "حاولنا الحصول على معاش التضامن، لكن لم يهتم أحد بإنهاء إجراءاته لنا، وتعلقت آمالنا بأحبال الحكومة الوهمية".

وقبل مغادرتنا القرية بلحظات، حضرت إلينا طفلة لا يتعدى عمرها السنوات الـ7، وقالت: "أنا بروح المدرسة، وبذاكر عشان أبقى شاطرة، وماشتغلش في الزبالة زي أبويا، وأمي".

وتضم قرية الجزائر، مصانع للطوب اليدوي، ويعمل بها عدد قليل من أبناء القرية، مقابل 70 حنيها، إلا أنها لا تستقطب أعدادا كبيرة من العمال؛ نظرا للصعوبة البالغة لهذه المهنة.

ويبقى أن نكشف سر تسمية هذه القرية بالجزائر، وهو أن تضاريسها تشمل مرتفعات، ومنخفضات متتالية تجعلها مشابهة للجزر، ومنها جاء هذا الاسم.

ويشترك معظم الخارجين على القانون في قرية "الجزائر"، وعدد من القرى المجاورة، في نشاط واحد تقريبا، هو سرقة كابلات الكهرباء، بالإضافة إلى النشل، والسرقة بالإكراه.

غياب الخدمات عن هذه القرية، دفع أهلها للاستسلام التام، للفقر، والإجرام، والإرهاب إيضا؛ إذ إن قرية الجزائر، لا تخلو من العناصر المتطرفة، التي تسيطر على الكثير من قرى الفيوم.

IMG_1648
 
IMG_1649
 
IMG_1650
 
IMG_1652
 
IMG_1653
 
IMG_1654
 
IMG_1657

IMG_1658
 
IMG_1659
 
IMG_1661

IMG_1662
 
IMG_1664

IMG_1665

IMG_1666
 
IMG_1667

IMG_1669

IMG_1670

IMG_1674

IMG_1676

IMG_1683

IMG_1685

IMG_1686

IMG_1693

IMG_1694

IMG_1697

IMG_1698

IMG_1702
 
 
أقرأ أيضا:
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة