«الجزيرة» عراب تطبيع العلاقات مع الاحتلال.. كيف ستغلقها إسرائيل؟ (تحليل)

الأحد، 06 أغسطس 2017 06:11 م
«الجزيرة» عراب تطبيع العلاقات مع الاحتلال.. كيف ستغلقها إسرائيل؟ (تحليل)
محمود علي

يستخدم الاحتلال الإسرائيلي أسلوب المناورة في إعلانه أكثر من مرة إغلاق قناة الجزيرة بالتزامن مع المقاطعة العربية للقنوات القطرية ومنها الجزيرة، وذلك في محاولة منه لإنقاذ القناة القطرية من الانهيار من خلال استقطاب مشاهدين جدد يحملون العداء لإسرائيل.

 
20750490_1010034995699642_993777189_n

 

أسلوب المناورة هذا واضحًا للعلن كونه يأتي في فترة تشهد فيها العلاقات القطرية الإسرائيلية تطورًا ملحوظُا، فبعد أن أعلن الأمير القطري تميم بن حمد في خطابه الشهير قبل شهرين والذي كان له الأثر على العلاقات الخليجية القطرية وقطع على أثره مصر والسعودية والإمارات والبحرين العلاقات مع قطر، عن وجود علاقات مع إسرائيل، تذهب الأخيرة وفي سياسة متناقضة لتعلن عن ركوبها خط الدول العربية بمقاطعة قناة الجزيرة مدعية إنها ترى القناة تدعم الإرهاب.

 

 

اسرائيل

 

وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرة أعلن في وقت سابق أن إسرائيل بدأت الخطوات العملية لإغلاق مكتب شبكة الجزيرة فيها، إلا أن مراقبون تساءلون في نفس الوقت عن سر التلويح الإسرائيلي بهذه الخطوة في ذلك الوقت، مع أن تغطيتها لأزمة الأقصى الأخيرة لا تضاهى قياسا بتغطيات سابقة وفي أوج الأزمات المؤثرة على إسرائيل في الانتفاضة الثانية، أو خلال اجتياح غزة من 2008 وحتى 2014.

 

دلائل المناورة والدوافع واضحة للعلن، فالدليل الذي يرى بالعين المجردة أن القناة القطرية تستضيف في كل فترة وواقعة جنرالات إسرائيليين ولا يخفي على الأحد أنها تسمح لهم بالشرح وتفنيد رؤيتهم عن كل أفكارهم الداعية إلى التضييق على الفلسطينيين وحقوقهم.

 

الجزيرة 4

 

الدليل الأخر على المناورة أنها حتى الآن ورغم ما تعدد من الإعلان أكثر مرة عن إجراء خطوة إغلاق القناة، لم تبدأ إسرائيل حتى الآن في تنفيذها، حيث أعلنت قبل أيام من الآن اعتزامها وقف بث القناة في الأراضي المحتلة، وفي كل فترة يتم فيها إعلان اتخاذ هذه الخطوة الصهيونية تنتهز الصحف القطرية هذا الخبر وتدعى بأن الاحتلال انضم للدول العربية في حملتها ضد قطر بسبب دعمها للإرهاب.

 

الجزيرة 2
 

الدافع بحسب ما يتضح من هذه المناورة وتكرارها أكثر من مرة أنها محاولة بالتنسيق بين إسرائيل وقطر، لتشويه الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بإدعاء بدون وجه حق أن المجموعة الأخيرة تنتهج نفس الفكر الإسرائيلي وتشترك معها في التضييق على القناة القطرية ، على الرغم أن القناة ذاتها هي أكثر مروجه لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.

 

 وتقول التقارير السابقة أن الجزيرة كانت لها فضل بنسب عالية، أن تلمع وتظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، والذي أصبح بفضل الجزيرة الآن يتحرك ويندمج في المجتمع العربي على مواقع التواصل الإجتماعي تويتر وفيس بوك ويشاركهم الأحداث الداخلية والخارجية للتأثير في الداخل العربي.

 

إسرائيل

 

دوافع أخرى ظهرت في الخطوة الإسرائيلية فأن الإعلان عن إغلاق القناة في هذه اللحظة قد يجعل الجزيرة تستعيد بعض ما فقدته من اهتمام ومتابعة بسبب انكشاف دورها في موجة الربيع العربي، وتعبيد الطريق أمام صعود الإسلاميين للسلطة، وما رافق ذلك من حملات دعائية لمجموعات من المتشددين بما سمح بظهور تنظيم داعش وتحويل سوريا وليبيا إلى ساحة قتال بين أجندات مختلفة كانت الأجندة القطرية أحد الفاعلين فيها بالدعم والتمويل والتدريب.

20707812_1010033139033161_1842131234_n

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق