مرشد سياحى نوبى يطلق سراح تمساح بعد 7 سنوات من تربيته

العم صبحى يودع تمساحه: «مع السلامة يابني».. ابنته: «كان مزاراً سياحياً هاماً في أسوان».. ومسئول البيئة: مبادرة نتمنى تعميمها

السبت، 05 أغسطس 2017 03:43 م
العم صبحى يودع تمساحه: «مع السلامة يابني».. ابنته: «كان مزاراً سياحياً هاماً في أسوان».. ومسئول البيئة: مبادرة نتمنى تعميمها
تمساح
أسوان – عبد الله صلاح

«مع السلامة يا بني» بهذه الكلمة ودع مرشد سياحى نوبى بأسوان، تمساحه الذى عاش معه منذ عام 2010، ثم قرر يطلق سراحه فى بيئته الطبيعية ببحيرة السد العالي، بعد أن شعر بالذنب تجاه التمساح لتقييد حريته داخل منزله.

من داخل منزل  محمد صبحي مرشد سياحى نوبي، يعيش بمنطقة جزيرة أسوان وسط نيل بمدينة أسوان بدأت قصة تمساحه النيلي، الذي قضى معه 7 سنوات ثم قرر يسلمه لمسئولي البيئة بمحافظة أسوان لإطلاق سراحه.

قال العم محمد صبحي: «عشت 7 سنوات مع التمساح، ربيته عندما أتى به إلىّ الصياد الذى وقع فى شبكته أثناء الصيد فى مياه نهر النيل، وكان وقتها صغيراً، فأخذته كعادة أهل الجزيرة فى تربية التماسيح وعرضها فى منزلها كنوع من جذب السائح الأجنبي للمنزل النوبي، باعتبارها ضمن المازارات السياحية فى مدينة أسوان».

موضحاً أن وجود التمساح فى بيته كان مهماً جداً، لأن منزله يعد متحفاً للحيوانات والزواحف المحنطة والحية، وأطلق على منزله الذي خصص الجزء الأكبر منه للمتحف اسم «أنيماليا» ووضع التمساح فى قفص كبير أسفله ماء وأعلاه حديد، وكان يأكله ويرش عليه الماء ويعتني بتربيته جيداً.

وأوضح المرشد السياحي النوبي، أن السائحين عندما كانوا يحضرون إلى منزله كانوا ينبهرون بقدرة الرجل النوبى فى تربية تمساح نيلى داخل منزله، ولكنهم كانوا يتضايقون من تقييد حرية هذا الكائن الحر الذى من المفترض أن يكون مكانه مع أصدقاءه التماسيح وسط مياه النيل وعلى ضفاف بحيرة السد العالى، مشيراً إلى أنه أخذ يفكر بموضوع ضيق السائحين من تقييد حرية التمساح، وخاصة أن طبيعة البيئة التى يعيش فيها بجزيرة أسوان توحى للاهتمام بالطبيعة والحيوانات والمخلوقات التى تعيش فيها.

فاطمة محمد صبحي، مرشدة سياحية وابنة العم محمد، تقول إن والدها قرر إطلاق سراح التمساح استجابة للإنسانية التي دفعته للتعمق مع الحيوانات وقراءة أفكارها جيداً، وخاصة أنه اكتشف أن تمساحه أنثى، تحتاج إلى ذكر يرعاها ويجاورها، لافتةً إلى أن والدها يستهدف من إطلاق سراحه فى النيل أن تكون مبادرة تبعها جميع أهالى غرب النيل، الذين يعتمدون على التمساح داخل منازلهم باعتباره أهم المازارات التى تشد السائحين للزيارة، مؤكدةً أن قراره بإطلاق سراح التمساح سيكون بالمجان، دون المتاجرة  بثمنه، والذي يقدر سعره بالآلاف فى حالة الرغبة في بيعه.

وتابعت فاطمة صبحى، الحديث قائلةً: «أصعب اللحظات التى مرت على أبى وهى إطلاق سراح التمساح أمام عينيه بالبحيرة خلف السد العالى وكان يردد على لسانه فى حق التمساح "الوداع يابني».

من جانبه، أكد المهندس عمرو عبد الهادى، مسئول وحدة التماسيح بإدارة المحميات الطبيعية بجهاز شئون البيئة بأسوان، أنه توجه إلى منزل العم صبحى «متحف أنيماليا» وتسلم التمساح بعد إجراءات الإمساك به وتقييد حركته ثم التوجه به بحيرة ناصر خلف السد العالى لإطلاق سراحه، مشيراً إلى أن التمساح يصل طوله إلى مترا ونصف ووزنه 17 كيلو ، حيث تم إعادته الى بيئتة الطبيعية ببحيرة ناصر فى أطار الحفاظ على التنوع البيولوجى للتماسيح النيلية والحفاظ عليها من الانقراض.

واستكمل مسئول وحدة التماسيح بإدارة المحميات الطبيعية بالجنوب بأسوان، تصريحاته بأن إطلاق التمساح تم بأحد الأخوار الطبيعية ببحيرة ناصر، وهو من نوع، أنثى، وتم تسجيله بالكود رقم 113.

وطالب «عبد الهادي» مربي التماسيح النيلية من أهالى أسوان بالإقتداء بهذه المبادرة وتسليم التماسيح التى يتم تربيتها داخل المنازل الى قطاع المحميات الطبيعية لإعادتها مجددا الى بحيرة ناصر للحفاظ عليها داخل بيئتها الطبيعية.

1
 
2
 
3
 
4
 

 

اقرا ايضا

«الأطلال تتحدث».. تحت الأنقاض ذكريات لضحايا عقار المنصورة المنهار (صور)

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق