شوقي علام: دار الإفتاء تعرض الأحكام الشرعية للفتاوى بأكثر من 11 لغة
الجمعة، 04 أغسطس 2017 01:55 ص
أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء أدركت التحديات التي تواجه المسلمين، خاصة انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، فسعت للتواصل مع دول العالم بعدة وسائل وطرق منها الجولات التي يقوم بها علماء الدار في قارات العالم أجمع لتصحيح صورة الإسلام، وكذلك التواصل مع الجاليات المسلمة وتدريب أئمة مساجد الجاليات المسلمة في الخارج، وإنشاء مرصد للإسلاموفوبيا لتحليل هذه الظاهرة ومحاولة مواجهتها بطريقة فكرية منظمة.
وأضاف في حلقة الأسبوع ببرنامج «من ماسبيرو»، الذي يذاع على القناة المصرية الأولى، أن الدار سعت للاستفادة بشكل كبير من الثورة التكنولوجية الهائلة والفضاء الإلكتروني في التواصل مع العالم، فأنشأت صفحات بلغات مختلفة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فضلًا عن الموقع الرسمي لدار الإفتاء الذي يتلقى الفتاوى ويعرض الأحكام الشرعية بوسائل حديثة وبأكثر من 11 لغة.
وأوضح المفتي، أن المسلمين الأوائل أدركوا قيمة التواصل مع الآخر، فكان النسق الإسلامي مستوعبًا لكل الحضارات الأخرى، ورغم تعقد البيئة قديمًا وصعوبة التواصل، فإن المسلمين كانوا حريصين على أن ينفتحوا على العالم بأسره، ولم يكن القصد أبدًا الصدام ولكن إيصال رسالة الإسلام بأسلوب ينبئ عن حقيقة الإسلام وأنه جاء لصالح البشرية جمعاء.
ولفت مفتي الجمهورية إلى أنه في العصور الزاهرة للمسلمين كان هناك الْتقاء كبير للحضارات في كافة المجالات خاصة العلمية، ومثل ذلك في تاريخ الدولة العباسية، حيث حدثت طفرة كبيرة في ترجمة العلوم المختلفة ما يدل على التواصل الفكري بين المسلمين وغيرهم من الحضارات، بل كان الكِتاب المترجَم يُثمَّن بوزنه ذهبًا؛ ما يدل على عناية المسلمين بالانفتاح على الآخرين والعلوم الأخرى، وإيجاد قنوات رئيسية للتواصل مع الجميع ليس في العلوم فحسب بل في كافة المجالات.
وأوضح أن دولة الأندلس كذلك شهدت تأثيرًا كبيرًا للمسلمين في الحضارة الغربية خاصة في المجال التشريعي والقانوني، وتمثل ذلك في تأثير المذهب المالكي في القانون الفرنسي، الذي جاء إلينا مرة أخرى خاصة القانون المدني على وجه الخصوص، ويظهر التشابه الكبير بينه وبين الفقه المالكي، وهذا يدل على أن العالم قبل هذه الثورة التكنولوجية الهائلة كان يتواصل ويتبادل النفع فيما بينه.وأكد مفتي الجمهورية أن التواصل الآن مع الدول والحضارات الأخرى أصبح فريضة دعوية، خاصة في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة التي قرَّبت المسافات وعددت من طرق التواصل ونوَّعتها، وهو ما يمثل تحديًا أمام المسلمين في إظهار الوجه الحقيقي للإسلام.
وأكد المفتي، أن اللقاء بين المسلمين وغيرهم يعطي تقاربًا وتبادلًا للرؤى ويفسح المجال لإظهار الوجه الحقيقي للإسلام، وهي ضرورة ملحة على كافة المستويات وفي كل المجالات، بل هي خطوة ينبغي أن تستمر ويظهر من خلالها الدور الحضاري للإسلام.
اقرأ أيضا:
دار الإفتاء تحذر من مواقع مزيفة تنتحل صفتها وترد على الأسئلة بغير صفة