مطعم بمركب على شاطئ غزة يجدد أشواق أهلها للبحر
الخميس، 03 أغسطس 2017 05:21 م
يحلم الفلسطينيون منذ عشرات السنين بميناء خاص بهم على ساحل البحر المتوسط يجوبون منه مختلف أنحاء العالم، لكنهم مضطرون للرضا بمركب خشبى ثابت على أحد شواطئ غزة تحول إلى مطعم يلقى رواجا كبيرا.
قد لا يبدو المركب "لولو روز" مبهرا للرائى لكن الطلب شديد على موائده الثمانية إذ يقف الزبائن من أهل غزة طابورا فى انتظار أن تسنح لهم الفرصة بتناول وجبة بحرية فى موقع غير عادى يسمعون فيه هدير الأمواج على جانبى المركب حتى إذا لم يكن باستطاعتهم الإبحار.
قالت منار شقورة (19 عاما) طالبة الحقوق التى استطاعت الفوز بمائدة فى مقدمة السفينة "فكرة جميلة بس هى (السفينة) ثابتة لا تتحرك، كان نفسنا تتحرك السفينة ونروح فيها على تركيا".
كانت غزة فى العصر الرومانى ميناء مهما على البحر المتوسط يلتقى فيه التجار فى أسفارهم بين آسيا الوسطى وشمال أفريقيا، واستمر هذا الوضع قائما حتى القرن العشرين والحرب العالمية الأولى.
غير أن ما تلا ذلك من سنوات لم تسر على هذا المنوال، فبعد استيلاء إسرائيل على قطاع غزة فى حرب 1967 تعطل الميناء فعليا، وفى منتصف التسعينات وبمقتضى اتفاقات أوسلو وضعت خطط لإقامة ميناء أكبر كثيرا لخدمة سكان القطاع البالغ عددهم الآن مليونا نسمة، لكن هذه الخطط لم توضع موضع التنفيذ.
وفى عام 2005 سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع غير أنها مازالت تسيطر على منافذ الدخول والخروج وتتحكم فى المجالين البحرى والجوى لغزة. ويشعر سكان القطاع بأنهم محاصرون ما يغذى مشاعر الإحباط لديهم.
ورغم الجهود الفلسطينية والدولية فلا تسمح إسرائيل ببناء ميناء جديد استنادا لأسباب أمنية إذ تخشى أن تعمد حركة حماس الإسلامية التى تسيطر على غزة منذ 2007 إلى تهريب السلاح للقطاع.
ويطالب وزير الاستخبارات والنقل الإسرائيلى بتنفيذ فكرة إقامة جزيرة صناعية قبالة ساحل غزة لتكون بمثابة مرفأ وتضم منشآت أخرى، لكن هذه الفكرة لم تحظ حتى الآن بدعم الحكومة.
ولذا أصبح المركب "لولو روز" الوجهة التى يقصدها أهل غزة للإحساس بالبحر وتصور أنفسهم وهم فى سفينة تمخر عبابه.
كان أصحاب المركب يستخدمونه فى الصيد غير أن القيود المشددة التى تفرضها إسرائيل على الإبحار جعلت نشاط صيد الأسماك غير مربح إذ أنها لا تسمح لهم بالتوغل فى البحر سوى لمسافة ستة إلى تسعة أميال بحرية بدلا من 20 ميلا بحريا وفق المتفق عليه فى اتفاقات أوسلو.