الدروس الخصوصية موسم حصاد الجيوب.. واﻷهالي: شر كبير ﻻبد منه
الأربعاء، 02 أغسطس 2017 12:13 م![الدروس الخصوصية موسم حصاد الجيوب.. واﻷهالي: شر كبير ﻻبد منه الدروس الخصوصية موسم حصاد الجيوب.. واﻷهالي: شر كبير ﻻبد منه](https://img.soutalomma.com/Large/201707060925492549.jpg)
مع بداية شهر أغسطس تبدأ معاناة اﻷسر المصرية، مع مافيا الدروس الخصوصية، وﻻ تستثي أحدا، فجميع المراحل التعليمية تقع فريسة للدروس الخصوصية، بداية من الصف اﻷول اﻹبتدائي وربما مراحل الحضانة أيضا.
تقول عزة سليمان ربة منزل لدي ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني اﻹعدادي، منذ أمس وبدأت الدروس الخصوصية في كل المنازل بالقرية، فلا يوجد بيت لم يدخله مدرس، وتابعت، الرياضيات، واللغة اﻹنجليزية أكثر المواد التي يتم فيها إعطاء الدروس الخصوصية، وبالنسبة لي فأوﻻدي يأخذوا المادتين خصوصي وباقي المواد في مجموعات صغيرة أقرب للدرس الخصوصي، وأردفت قائلة نضطر ﻹعطاء الدرس الخصوصي، بسبب اﻹهمال في المدارس، فبعض المدرسين ﻻيراعون ضمائرهم في الفصل حتي يلجأ الطالب إلي الدروس الخصوصية، ﻻفتة إلي تباري المدرسين في الوصول للحد اﻷقصي من حصص الدروس الخصوصية، فبعضهم يتباهي بأنه ليس لدية وقت كاف ﻷخذ المزيد من الطلبة.
فيما يؤكد عبد البصير محمد والد 4 أبناء في مراحل مختلفة منهم اﻷكبر في ثانوية عامة هذا العام إن الدروس الخصوصية عبء آخر علي أولياء اﻷمور وشر ﻻبد منه، ويستطرد بعد أن تدني مستوي التعليم في المدارس، فلا حل أمامنا وﻻ خيار سوي الدروس الخصوصية، مضيفا أنه المدرس يأخذ ألف و400 جنيه في المادة الواحد، لذا أعطي ابني درس خصوصي في الفيزياء وآخر في الكيمياء، في المنزل، والباقي محموعه مكونه من 4 أو 5 طلاب حتي يخف الحمل قليلا، فلدي أبناء آخرون في مراحل تعليم مختلفة، وانا تاجر علي قدي، طيب أعمل إيه؟
أما نادرة سعيد فتقول مازال أوﻻدي في المراحل اﻹبتدائية، وقد توفي زوجي وترك لي ثلاثة بنات أكبرهن في الصف السادس، وقد بدأ موسم الدروس منذ أمس، وأنا ﻻ أستطيع أن اعطيهم الدروس إلا مع بداية العام الدراسي، لظروفي المادية، فأنا احاول توفير الزي المدرس والشنط والكراريس واﻷقلام والكتب الخارجية، فمن أين لي بكل ذلك وانا عامله بسيطه في أحد المحلات، وأردفت قائله انا ﻻ اعطي اوﻻدي درسا خصوصيا سوي في مادة الرياضيات فقط والباقي يذهبن إلي المجاميع، والتي تصل فيها المادة إلي مائه وخمسين أحيانا ومع إرتفاع اﻷسعار إرتفع سعار الدروس الخصوصية.
فيما قال يوسف عبده وكيل اﻹدارة التعليمية بالحسينية سابقا أن مافيا الدروس الخصوصية ترجع إلي عاملين اﻷول هو جشع بعض المدرسين، ورغبة منهم في تحسين مستوي المعيشة لديهم، والثاني هو اﻹعتقاد السائد لدي أولياء اﻷمور بأن الدروس الخصوصية هي عصا موسي السحرية، التي تصب العلم صبا في الروؤس، مضيفا ان بعض اﻷسر متيسرة الحال تعتبر الدروس الخصوصية مظهرا من مظاهر الوجاهه والمنظرة، بل وتتباهي به، مما جعل كثيرا من المدرسين يضعون شروطهم، ويرفعون سعر الدروس إلي حد يصعب عليه السيطرة، فإن رفض ولي أمر فهناك آخر يرحب.
ويشير وكيل اﻹدارة إلي أن الحياة الحديثة بكل متطلبانها، وتحدياتها أحيانا تدفع بعض المدرسين إلي إعطاء الدروس، ولكن ذلك ليس مبررا للجشع ومص دماء البسطاء، وهم من ﻻ حيلة لهم، سوي الرضوخ واﻹنصياع لنداء الدروس، وإلا فالبديل، قائم.
فيما يؤكد العديد من اﻷهالي قيامهم بعمل جمعيات منذ العام الماضي حتي يستطعيوا اﻹيفاء بالمصاريف، ويقول عادل عبد الباسط، إتخدت قراري بعدم إعطاء إبني في الصف الثاني اﻹبتدائي دروسا خصوصية، حتي أتبين ماسوف يكون عليه، فوجدته ﻻ يفقه شيئا، ونظرا ﻹنشغالي بعملي كمهندس، وعمل زوجتي، فلا نستطيع متابعته، ووجدت أنه يتدني في مستواه التعليمي شيئا فشيئا، باﻹضافة ان بعض المدرسين يقومون ، بتهميش الطلاب الذين لا يأخذون دروسا لديهم، بل ويصل اﻷمر إلي حد اعتبارهم هم والتخته واحد.