الأزمات في العراق لم تنتهي.. مشاكل تعرقل القضاء على داعش نهائيا (دراسة)

الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 05:32 م
الأزمات في العراق لم تنتهي.. مشاكل تعرقل القضاء على داعش نهائيا (دراسة)
داعش
محمد الشرقاوي

الأزمة في العراق لم تنتهي بعد، مؤشرات وحقائق تؤكد ذلك، فالخوف من انتكاسة وعودة عناصر التنظيم الإرهابي بعد القضاء على عاصمته الأولى (الموصل) في 10 يوليو الماضي، يقلق مضاجع العراقيين.

دراسة بحثية، أعدها الباحث في الشأن الخارجي أحمد عدلي، تقول إن العراق تواجه نوعين من الأزمات تهدد استقرارها، أولهما عارضة مؤقتة، ومنها إعادة الإعمار، ومستقبل النازحين، وبقايا التنظيم، وثانيهما أزمات هيكلية مزمنة كانت السبب الرئيسي في ظهور الإرهاب بالمدن في أشكال مختلفة، وصولاً إلى الشكل الأخير الممثل في تنظيم «داعش».

الدراسة التي نشرها مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قالت إن الأزمات العارضة، جاءت كنتيجة مباشرة لتمدد تنظيم داعش في العراق، وتتركز بصورة أساسية حول تردي الأوضاع الإنسانية، ويمكن حصر أهمها على النحو التالي:

إعادة الإعمار، خلال فترة الحرب على تنظيم داعش بالمدن العراقية، تم تدمير البنية التحتية بشكل شبه كامل في المناطق التي تم تحريرها من سيطرة التنظيم، وقدرها رئيس الوزراء العراقي بما يتجاوز 100 مليار دولار، وهو ما يشكل تهديدًا في ظل تفاقم عجز الموازنة العامة.

مستقبل النازحين، أكدت الدراسة أن الحكومة العراقية ستواجه صعوبات في إعادة النازحين إلى المدن المحررة من سيطرة داعش، خاصة مع عدم وضعها خطة للتعامل مع ذلك حتى الآن، حيث تشير تقديرات وزارة الهجرة والمهجَّرين العراقية، في 6 يوليو الماضي، إلى أن عدد النازحين من الموصل وحدها وصل إلى 920 ألف شخص نتيجة المعارك ضد التنظيم الإرهابي.

ومن بين المشكلات العارضة،  بقايا داعش، أوضحت الدراسة أنه من الطبيعي استمرار الحضور لبعض خلايا التنظيم في ضوء المساحة الكبيرة التي كان يحتلها في يونيو 2014، والتي وصلت إلى ما يقارب ثلث الجغرافيا العراقية. ولهذا، يتواجد داعش في بعض الجيوب الصغيرة، خاصة في محافظتي كركوك والأنبار، والذي سيستغله التنظيم في القيام بعمليات انتقامية ضد القوات العراقية، الأمر الذي سيُحدث ارتباكًا أمنيًّا لبعض الوقت؛ إلا أنه من المتوقع أن تتمكن تلك القوات من القضاء عليه في تلك المناطق في نهاية الأمر.

وتابعت، أن الدولة العراقية تشهد أزمات مزمنة تفاقمت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، ووضع الدستور العراقي عام 2005، إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي، أبرزها الطائفية، والتحدي الكردي وهو ما سيُدخل بغداد وأربيل في صدام مرتقب، في ظل الإصرار الكردي على ضم المناطق المتنازع عليها لصالح إقليم كردستان.

إضافة إلى  التدخلات الإقليمية، حيث يعاني العراق منذ الاحتلال الأمريكي، من الصراعات الإقليمية على مقدرات شعبه. ولهذا، يتوقع تزايد التنافس الإقليمي داخل الدولة خلال الفترة المقبلة، خاصة بين إيران وتركيا، وذلك في ضوء تباين مصالح وأجندات الطرفين في الشرق الأوسط بشكل عام وبغداد بشكل خاص.

كما تعاني العراق من خلل اقتصادي، وذلك يرجع ذلك إلى طبيعة الاقتصاد العراقي، والذي يعتمد على مصدر واحد للدخل وهو القطاع النفطي، حيث يشكل حوالي 95% من إجمالي الموازنة العامة للدولة. كما أن بغداد تُعد ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وبالتالي عندما تنخفض أسعار النفط، يتراجع اقتصادها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق