نكشف خطة «النور» بعد الفشل في انتخابات النواب

الأربعاء، 09 ديسمبر 2015 04:32 م
نكشف خطة «النور» بعد الفشل في انتخابات النواب
أحمد بان
سماح محمد

حصد حزب النور «الذراع السياسية» للدعوة السلفية الانتخابات البرلمانية، 12 مقعدًا بنسبة لم تتجاوز 2%، وقد خاض الحزب بما يقرب من 200 مرشح على النظام الفردى، وقائمتين بشمال وجنوب القاهرة ووسط الدلتا وأخرى بغرب الدلتا.

أسباب فشل حزب النور في الانتخابات البرلمانية:

وفي ذات السياق، قال الخبير والباحث في الحركات الإسلامية أحمد بان، إن تراجع حزب النور في الانتخابات البرلمانية يرجع إلى عدة أسباب، هي: الانقسامات التي مر بها الحزب أدت إلى خروج مجموعة كبيرة من التيار السلفي، وقادته من الحزب سواء قبل ثورة 30 يونيو وما بعدها، وتأسيسهم لأحزاب منافسة استقطبت مجموعات سلفية كبيرة، وقواعد شعبية لديهم مثل حزب «الوطن» بقيادة عماد عبدالغفور، وحزب «الأصالة» بقيادة إيهاب شيحة، وهو ما أدى لتفتت التيار السلفي وانعكس ذلك بشكل مباشر على نتائج الحزب في الانتخابات الحالية، جعلته يفقد كثيرًا فرصة التواجد البرلماني كما كان في برلمان 2011.

وأضاف بان، في تصريح خاص لـ «صوت الأمة»، أن موقف الحزب من ثورة 30 يونيو، وانحيازه للدولة أفقده تعاطف قواعده الشعبية الميالة للإخوان، والتي كان يستند إليها وجعلته يخسر حتى في معاقل نفوذه كـ«الإسكندرية والبحيرة ومطروح»، فضلًا عن الحملات التي شنتها جماعة الإخوان ضد الحزب وقياداته، ودعوتها لأنصارها بعدم التصويت له.

وأشار الخبير والباحث في الحركات الإسلامية، إلى أن الخطاب الملتبس للحزب، والذي شكك الكثيرون في موقفه وخلطه للدين والدعوة بالسياسة، ما أفقده ميزة اكتساب قواعد جماهيرية أخرى، تعوضه عن قواعده التي فقدها عقب ثورة 30 يونيو، وانشقاق أغلب قياداته عنه.

وأكد «بان» خلال تصريحه، على أن الانقسامات والغموض داخل الحزب، أدت إلى أن الناخبين المصريين أصبحوا رافضين تمامًا لفكرة وجود التيار الإسلامي في السياسة، بعدما كشفت التجربة السابقة عن عدم درايتهم بشؤون الحكم، وتفضيلهم لمصالحهم الحزبية على حساب مصلحة الوطن، فضلًا عن أن تعاطف الشعب معهم في السابق كان راجعًا لمواجهتهم للحزب الوطني الحاكم المدعوم من مبارك، بينما في الوقت الحالي، لا يوجد حزب حاكم ولا يدعم الرئيس السيسي أي حزب سياسي، فكانت الاختيارات هذه المرة كاشفة عن تغير في المزاج العام المصري ومعبرة عن رغبة في التغيير والتطلع للأفضل.

وقال رئيس حزب النور، يونس مخيون، «إن كل السُبل كانت ممهدة من أجل قائمة «فى حب مصر»، وحزب «مستقبل وطن»، فى حين أن «النور» تعرض لحرب شرسة ظالمة وحرب تكسير عظام، سواء من الأمن، أو من وسائل الإعلام، وكأنه حزب «الليكود» الإسرائيلى، بالرغم من أن «النور» جزء من تحالف 30 يونيو».

اتهم يونس مخيون، فى حواره ببرنامج «العاشرة مساء» مع الإعلامي وائل الإبراشي على قناة «دريم»، أجهزة بالدولة بأنها صنعت أحزابًا وقوائم ودعمتها للسيطرة على البرلمان، والإطاحة بحزب النور، حسب قوله.

وتابع رئيس حزب النور: «إن ما قيل عن أن حزب النور بخسارة فادحة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة هو توصيف غير صحيح وغير دقيق»، مضيفًا أن الحزب حقق نتائج ايجابية أفضل من انتخابات 2012، مشيرًا إلى أنه كان من الممكن أن يحصد الحزب المزيد من المقاعد، لكن النظام الانتخابى «غير العادل»، تسبب فى تقليص المقاعد التي كان من الممكن أن يحصل عليها الحزب».

اتجاه نواب «النور» إلي اللجنة التشريعية:

وفي سياق منفصل، وعقب هزيمة الحزب السلفي، قرر الحزب توجيه نوابه بالبرلمان إلي اللجنة التشريعية بدلًا من اللجنة الدينية، ليؤكد للعب بأنه ليس حزبًا نُشئ على أساسًا دينيًا، مما أثار هذا القرار جدلًا بين نواب البرلمان.

من جانبه قال عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات، إن اللجنة الشريعية من أكبر اللجان داخل البرلمان، فهي مسيطرة علي جوانب كثيرة من القرار داخل المجلس، واصفًا إياها بـ«صمام التشريعات» في المجلس.

وأضاف «ربيع» في تصريح خاص لـ «صوت الأمة»، أن أختيار حزب النور الترشح للجنة التشريعية لم يعد هربًا من اللجنة الدينية، ولكن هو اختيار اقوى مركز السلطة وصمام القرار.

وقال النائب مصطفى الجندى، الفائز بمقعد مجلس النواب عن قائمة فى حب مصر، إن توجه حزب النور إلى اللجنة التشريعية وترشيح نواب عليها بدلًا من اللجنة الدينية، سوف يحدث صدامًا مبكرًا داخل البرلمان.

وأضاف «الجندى» فى تصريح خاص لـ«صوت الأمة»، أن حزب النور يوجه نوابه إلى اللجنة التشريعية، بسبب المادة الثانية من الدستور، والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، لمحاولة الإستحواذ على القوانين التي سوف تصدر عن البرلمان، لافتًا إلى أن حزب النور مازال يتاجر بالدين من خلال إدخال الدين في اللعبة السياسية.

وقال الدكتور عمرو هاشم، ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن قلة عدد نواب حزب النور فى البرلمان، سوف يؤثر على أداءه تحت القبة، وسيجعل كتلته البرلمانية ضعيفة على عكس البرلمان الماضي.

وأضاف «هاشم»، فى تصريح لـ«صوت الأمة»، أن حزب النور سيسعى إلى الدخول في تحالف داخل البرلمان، ولكن مع من يتوافق معة في الفكر، موضحًا أن أغلب الأحزاب المدنية التي لديها نواب داخل البرلمان تختلف مع النور في الأيديولوجية.

دعم قرارات الحكومة تحت قبة البرلمان:

وذكر الموقع الرسمي لحزب النور السلفي، أن أعضاء الكتلة البرلمانية داخل البرلمان المقبل، سيتبنون قاعدة عامة للتعامل مع الملفات الحكومية بشكل يومي، مؤكدًا أن سياسته في ذلك ستنتهج مناقشة القرارات داخل الهيئة العليا أولًا، ومن ثم إبداء الرأي عليها، سواء بالموافقة أو الرفض، مضيفًا أنه سيعتمد على أربعة أركان بصدد القرارات المختلفة تحت قبة البرلمان، موضحًا أنها تعتمد في المقام الأول والأخير على دعم القرارات الحكومة الصائبة، بالإضافة إلى تقديم النصيحة في القرارات التي تتحمل الصواب والخطأ في ذات الوقت.

تابع موقع «النور»: "سنرفض بكل تأكيد جميع القرارات التي تتعارض مع مصلحة الشعب المصري، وتستهدف النيل من مصلحته العامة".


ويعقد حزب النور السلفي، إجتماعًا للهئية البرلمانية للحزب، لبحث الأجندة التي سيسير عليها النواب خلال الفترة المقبلة.

ويعد هذا الاجتماع الأول لنواب الحزب، وسيناقش الاجتماع عدد من الأمور الخاصة بالبرلمان، وما سيجري تحت قبة البرلمان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق