مصر هبة «ثقة شعبها بنفسه».. ألا عدت ثانية
الأحد، 30 يوليو 2017 10:00 ص
مَن يعتقد أن المنطقة تسير نحو الاستقرار والهدوء بعد سنوات من العواصف المدمرة، فهو واهم، لأن الأسد لم يشبع بعد.
الصراع الروسى - الأمريكى الحاصل فى سوريا، يتجه نحو تكرار تجربة نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن هذه المرة دون «برلين» مقسمة. الأوروبيون مدركون أنهم على الهامش فى الملعب السورى، لكن قفزة الفرنسيين نحو المستنقع الليبى، أغضبت الطليان، الذين لا حول لهم فى المشهد.
المنحدر اليمنى، تبين أنه بلا نهاية، وأن وجود مفتاح بوابة المنحدر فى الرياض، لا يجعل ابن الملك قادرا على حسم أى شىء، فى الداخل.
يعتقد ولى العهد الجديد، أنه تجاوز العقبة الكبرى، لكن الحقيقة أنه قد دخل بقدميه، فى الشرك الأكبر، مربوطا بخيط ثوب العائلة الآخذ فى «الكر».
الطموح القطرى، تجاوز سقف الممكن، ويتجه متسلحا بلا شىء نحو فضاء المتاهة، بعد أن راهن على قدرات «مشتراة» لن تتردد فى دخول مزاد جديد.
الإمارات ستبدأ فى استخدام نفس «الزلاجة» القطرية، معطية ظهرها لأسفل المنحدر، معتقدة أن معامل الانحدار سيتجاهل قانون الجاذبية.
لن تكون نهاية داعش فى العراق –إذا انتهى- سوى بداية الانفجار العشوائى، ليس بعامل الفراغ، لكن بعامل الانفراد الإيرانى الذى سيقابله تفسخ عظيم.
كل اختبارات حزب الله العسكرية فى لبنان، تصب فى صالحه، لأنه من الذكاء ما يجعله يبتعد عن كمائن السياسيين الذاهبين للانتحار.
راهن الملك المغربى على الخليج، لكنه تمخض وعودا، فكان الموقف «انتقاميا» من الأزمة القطرية، فى ظل غليان الشمال، وصمت الجنوب.
تونس ذاهبة لـ«الاقتراض»، دون جبهة داخلية موحدة، أو جيش قوى، فى ظل حكم «الشيخ والشاب»، ما يسرب أى أمل فى غدٍ أقل سوءا.
يمسك الملك الأردنى بخيوط لعبة متوارثة، عشائر تحت السيطرة، وبوابات مملكة مفتوحة للحليف، وعلاقات متوازنة مع الجيران.
السودان العظيم، حطم طموحه كل حكامه، بالاستقرار فى قاع الأحداث، نصبوا من الشمال عدوا، والجنوب كفارا، والغرب مرتدين.
مصر هبة ثقة شعبها بنفسه، لا يهم من حولها، فبدونهم سكنها الآلهة وعبدها الكون، وبهم عبرت وانتصرت بعد أن جروها لنكسة الشتاء والصيف.
كبسة الزر التى دشنت الفوضى، لم تكن بلا رؤية، ولم تكن بلا هدف، بل كانت شرارة الانطلاق نحو ركوب القزم على أكتاف العملاق.
إن جاءت المؤامرة من الخارج، فلها أصدقاء هم والأعداء سواء، فى تزكية الخراب، ونشر الفوضى، وتغذية الفقر، والإمعان فى السفه.
عن الوطن الأكبر أتحدث، عن أكبر قوة غنية بالفقر والضعف أتكلم، عن أعظم تاريخ عرفته البشرية أشير، عن المارد الذى قزّم نفسه أقول «ألا عدت ثانية».