أطباء بلا حدود: كثير من حالات وفيات الإيدز كان يمكن تجنبها
السبت، 29 يوليو 2017 03:00 صأمنية فايد
كشفت منظمة أطباء بلا حدود عن آخر ما توصلت إليه حول فيروس نقص المناعة المكتسبة من خلال عملها الميدانى على علاج المرضى بهذا الفيروس.
وأظهرت المنظمة أنه لا تزال أعداد المرضى الذين يصابون بأمراض مرتبطة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة في إفريقيا جنوب الصحراء كبيرة مما يؤدى إلى ارتفاع نسبة الوفاة بسبب الإصابة، ويرجع ذلك إلى لضعف إمكانية الحصول على علاجات تقيهم من المتلازمة أو على الرعاية الطبية التى يحتاجون إليها.
وفي إطار مشاركة "منظمة أطباء بلا حدود" فى مؤتمر الجمعية الدولية لمتلازمة نقص المناعة المكتسبة حول علوم فيروس نقص المناعة البشرية في باريس، سلط أطباء بلا حدود الضوء على البيانات الواردة من مستشفيات تدعمها المنظمة، ووضحت أن مستشفيات تديرها المنظمة وتدعمها في جمهورية "الكونغو" الديمقراطية و"غينيا" و"كينيا" و"ملاوى" تستقبل أشخاصاً يعانون من فشل مناعى شديد لدرجة أن معدل الوفيات بين المصابين بالمتلازمة يتراوح بين 30 إلى 40%، علماً أن ثلث الوفيات يقع في غضون 48 ساعة.
وعرضت المنظمة ورقة ملخصة بعنوان "الانتظار ليس اختيارًا: الوقاية من نقص المناعة المتقدم ومواصلة الحياة للمصابين به" وضحت فيه أن الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة إلى فشل العلاج أو انقطاعه وكذلك إلى تأخر التشخيص الذي يؤدي بدوره إلى تأخر البدء بالعلاج، وبخلاف الوضع الذي كان قائماً أوائل القرن الحالي حين لم تكن تتوفر سوى القليل من العلاجات، فإن أكثر من 50% من المرضى المصابين بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة والمقبولين في المستشفيات التخصصية التي تدعمها المنظمة يخضعون في الأساس للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، كما أن الكثير منهم تظهر عليهم علامات سريرية لفشل العلاج.
وإزاء هذا قال أخصائي علم الوبائيات في مركز الأوبئة "إيبيسنتر" التابع لمنظمة أطباء بلا حدود دافيد مامان: "رغم توفر مضادات الفيروسات بكثرة إلا أننا لم نشهد الانخفاض المتوقع في تظاهرات المرحلة الأخيرة للإصابة بفيروس نقص الناعة البشرية في البلدان النامية. ويتلخص الفرق في أن معظم من يدخلون إلى المستشفيات تكون إصابتهم مُشخّصة في الأساس والكثير منهم يخضع للعلاج منذ أعوام. ففي هوما باي في كينيا، حيث تتوفر مضادات الفيروسات منذ سنين، تظهر على نصف المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب متلازمة نقص المناعة المكتسبة علامات على فشل العلاج. ونحن ندفع باتجاه تحويلهم إلى أدوية الخط الثاني من مضادات الفيروسات بسرعة أكبر".
كما وضحت المنظمة استمرار وجود الوصمة الاجتماعية وعدم توفر المعلومات حول المرض، مما يستدعي إيجاد سبل جديدة لاكتشاف المرضى غير المعروفين في وقت مبكر قبل أن يصلوا إلى المستشفى وهم على وشك الوفاة أو يموتوا في بيوتهم دون علاج.