قطر ترعى الصفقة الحرام بين تنظيم القاعدة وحزب الله في جرود عرسال
الخميس، 27 يوليو 2017 05:25 م
بعد معارك استمرت أيام في منطقة جرود عرسال بين ميليشيات حزب الله، ومقاتلي هيئة تحرير الشام السورية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، انتهت بعقد الطرفان صفقة تم بموجبها وقف إطلاق النار.
الصفقة التي عقدها الطرفان، جاءت بعد محاولات متكررة لعقد تسوية يخرج بموجبها المسلحون من الجرود، جميعها باءت بالفشل، غير أن المحاولة الأخيرة تم الإعلان عنها صباح اليوم الخميس، بعد ساعات من كلمة الأمين العام للحزب حسن نصر الله، أمس الأربعاء.
تضمنت كلمة نصرالله عدة محاور، هي: «معركتنا في الجرود مؤجلة منذ العام 2015 والتوقيت فرضته عودة تحول الجرود إلى قواعد الانتحاريين»، إضافة: «نحن من اتخذنا قرار المعركة وهو ليس قرارًا إيرانيًا أو سوريا»، على حد زعمه.
وأضاف نصرالله: «نحن أمام انتصار عسكري وميداني كبير جدًا وهو تحقق فعليًا في اليومين الأولين من المعركة بأقل كلفة، وأن المعركة في جرود فليطة كانت مشتركة بيننا وبين الجيش السوري وقاتلنا كتفا إلى كتف».
تضمن الاتفاق فتح ممر آمن لخروج من تبقى من مسلحي النصرة في تلال عرسال مع عائلاتهم نحو الداخل السوري، في مقابل إفراجهم عن 3 من مسلحي حزب الله، احتجزوا في معارك سابقة بين الطرفين.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اللبناني، وقف إطلاق النار، الأول من نوعه بين هذا الحزب وهيئة فتح الشام -النصرة سابقًا- في منطقة جرود عرسال على الحدود بين سوريا ولبنان.
وتولى المفاوضات نيابة عن هيئة تحرير الشام القاعدية، بحسب مواقع لبنانية، أحد رجال الهيئة الشرعية في القلمون والقصير.
ويشمل الاتفاق مغادرة أمير فتح الشام في القلمون، أبو مالك التلّي، مع عدد من المسلحين وعائلاتهم إلى معقل «النصرة» في «إدلب» بمرافقة عناصر من حزب الله والجيش السوري، مقابل إطلاق فتح الشام سراح 4 قادة ميدانيين من الحزب الشيعي.
القادة الميدانيون أسروا في أكتوبر 2015، وهم حسن نزيه طه، ومحمد مهدي شعيب، وموسى كوراني، إضافة إلى محمد جواد ياسين، الذي خطف منتصف أغسطس الماضي.
وتشمل الصفقة استعادة عدد من جثامين مقاتلين مفقودين من الحزب.
وأكدت معلومات لشبكة روسيا اليوم، أن الصفقة جاءت بعد إخفاق الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) في وساطته الأسبوع الفائت، وعدم تمكنه من إقناع التلّي بالانسحاب إلى إدلب.
وتضيف المعلومات أن التفاوض الذي باشر فيه اللواء إبراهيم شمل، شخصيات محلية على علاقة مباشرة بهيئة فتح الشام في الجرود، وكذلك شخصيات من خارج لبنان، بينهم مسؤولون أمنيون في قطر وتركيا.
وتابعت الشبكة أن عملية التبادل ستتم في حال نجاح المفاوضات في تركيا عبر أحد المعبرين البريين اللذين يربطان إدلب بتركيا، وهما إما معبر «باب الهوى» في شمال غرب المحافظة، وهو تحت سيطرة كتائب عدة في المعارضة المسلحة أبرزها «فتح الشام»، أو عبر المعبر الجديد الذي افتتحته السلطات التركية على الحدود مع سوريا عند قرية خربة «الجوز» في ريف إدلب الغربي والقريب من الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية، حيث خصصته لدخول الأفراد والنازحين من سوريا بمعدل خمسين شخصا يوميًا، ولم تحدد عدد المسموح بعبورهم باتجاه سوريا برقم واضح.