نص كلمة «أبو الغيط» بالاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية حول القدس
الخميس، 27 يوليو 2017 05:25 م
قال أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية "إن اجتماعنا اليوم يُعدُ رسالة واضحة في مغزاها ومعناها ورمزيتها .. إنها رسالةٌ للعالم أجمع بأن العرب لن يتخلوا يوماً عن المسجد الأقصى المُبارك أو الحرم القدسي الشريف.. إذا دعانا الأقصى فكلُنا يلبي النداء بلا تردد أو تهاون أو تأخير.
وتابع أبو الغيط فى كلمته بالاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، والخاص بمناقشة التصعيد الإسرائيلي الخطير في مدينة القُدس"يخطئ من يظنُ أن الأقصى يعني الفلسطينيين وحدهم بحكم أنه يُعد جزءاً من وطنهم المحتل .. فهذه البُقعة المباركة هي عنوانٌ لهويتنا العربية والإسلامية، إليها تتطلع أفئدة العرب والمسلمين جميعاً، وبها تتعلق أرواحهم وعلى حجارتها الطاهرة تشكل وجدانهم الديني والروحي.. إن قلوبَ العرب والمسلمين جمعياً مُعلقةٌ منذ أربعة عشر قرناً بأولى القبلتين وثالث الحرمين، وعيونهم تتطلع إلى هذه الأرض المُقدسة بكل خشوع ومحبة وإيمان.
واستطرد "رسالتنا اليوم واضحةٌ لا لبس فيها ... إن القدس خطٌ أحمر لا نسمح لأيٍّ كان بتجاوزه.. ولا نقبل أن يكون واقع الاحتلال المرفوض منّا، ومن العالم أجمع، مُقدمة لتغيير الوضع القائم في هذه البُقعة الشريفة المباركة.. القدس الشرقية، مثلها مثل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في الخامس من يونيو 1967، هي أرضٌ محتلة.. وحذر قائلا :" لا سيادة لدولة الاحتلال على الحرم القدسي أو المسجد الأقصى المُبارك.. لا أحد في العالم يُقر بهذه السيادة.
ومحاولة فرضها بالقوة وبحكم الأمر الواقع هي لعبٌ بالنارولن يكون من شأنها سوى إشعال فتيل حربٍ دينية وتحويل وجهة الصراع من السياسة إلى الدين.. بكل ما ينطوي عليك ذلك من مخاطر لابد أن يكون الجميعُ على وعيٍ بها..
وأكد :"إن أزمة الأيام الاثني عشر الماضية، ومنذ قامت سُلطة الاحتلال في 14 يوليو الجاري باتخاذ عدد من الإجراءات غير القانونية وغير المسبوقة في محيط الحرم القُدسي الشريف، والتي تنتهك حرية الأفراد في العبادة، وحقهم الثابت في إقامة شعائرهم الدينية .. أقول إن هذه الأزمة كشفت قبل أي شيء آخر عن أن تضامننا وتكاتفنا هما السبيل الوحيد لمواجهة أي تحد، والوقوف بوجه كل من تسول له نفسه المس بمُقدساتنا .. التحيةُ أولاً إلى الشعب الفلسطيني البطل، الصامد والمرابط.. والذي تدفقت جموعه حتى فاضت الساحات المُحيطة بأبواب الأقصى بعشرات
الآلاف من أبنائه الذين أتوا من كل حدب وصوب للصلاة والاعتصام والاحتجاج على الإجراءات الإسرائيلية الظالمة.. وحى القيادة الفلسطينية قائلا:"تحية احترامٍ للقيادة الفلسطينية التي أعلنت موقفها الواضح من اليوم الأول بُمطالبة سُلطات الاحتلال بالتراجع عن كافة الإجراءات التي اتخذتها، وعدم القبول بأي حل وسط في هذا الخصوص."
وقال أبو الغيط:"إن تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الاستفزازية وغير القانونية، وإن كان يُمثل حلاً للأزمة التي افتعلتها، إلا أنه لا يعني أن نهج الاحتلال نفسه قد تغير... فجميعُنا يتابع المخططات الإسرائيلية الحثيثة منذ سنوات طوال لتهويد القُدس الشرقية عبر تكثيف البناء الاستيطاني بها، والسعي إلى تغيير طابعها العربي والإسلامي من خلال أعمال الحفر والتنقيب الخطيرة في محيط الحرم القدسي الشريف، بحثاً عن معالم يهودية لا دليل علمياً على وجودها.. وجميعنا يُتابع ما يتعرض له سُكان القُدس من قمع وحصار وتضييق بغرض دفعهم لمُغادرة المدينة حتى تصير يهودية خالصة .. ولم تكن الإجراءات الأخيرة في مُحيط الحرم القُدسي سوى حلقة في سلسلة متصلة من هذه السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض السيطرة والسيادة على المدينة المُقدسة... وحصار سكانها من العرب والمسلمين."