نجاح الدبلوماسية المصرية في باريس.. «شكري» يشارك في مباردة «ماكرون» لوقف إطلاق النار بين «حفتر والسراج»
الأربعاء، 26 يوليو 2017 03:34 م
صدى دبلوماسى مكثف لزيارة وزير الخارجية، سامح شكرى، لمدينة النور العاصمة الفرنسية «باريس»، تلك الزيارة التى جاءت فى توقيت استراتيجى بالتزامن مع توقيع مبادرة الرئيس الفرنسى الجديد، ماكرون، لوقف إطلاق النار فى ليبيا، بحضور فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسى الليبى، والمشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطنى الليبى، فى مدينة لاسيل سان-كلو فى فرنسا، والذى وصفته مصر بأنه يمثل خطوة إضافية على طريق التوصل إلى الحل الشامل فى ليبيا، مشيدًا بمستوى التنسيق القائم بين مصر وفرنسا على مدار الأشهر الماضية.
وأكد وزير الخارجية، خلال لقاءاته الثنائية مع كل من «حفتر»، و«السراج»، أن مصر ستواصل جهودها بالتعاون مع الدول الصديقة، لدعم الحل السياسى فى ليبيا، استنادًا إلى اتفاق الصخيرات الموقع فى ديسمبر 2015، وبالشكل الذى يكفل تحقيق طموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار والبدء فى مرحلة إعادة البناء.
مباركة وقف إطلاق النار فى ليبيا
كان لوزير الخارجية، سامح شكرى، عددا من اللقاءات والتصريحات الخاصة بقرار وقف إطلاق النار فى ليبيا والذى تم توقيعه أمس بمباركة مصرية خلال زيارة وزير الخارجية إلى باريس بالتزامن مع عملية التوقيع.
لقاء حفتر
التقى «شكري»، مع المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، لبحث تطورات الملف الليبي حيث نقل في مستهل اللقاء تحيات الفريق محمود حجازي، رئيس اللجنة الوطنية المعنية بالأزمة الليبية، مهنئا المشير حفتر، بالنتائج التي أسفر عنها لقاؤه مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي في فرنسا، أمس، والتي تمثل خطوة هامة لحلحلة الأوضاع في ليبيا ورأب الصدع بين مختلف الأطراف، مشيرا إلى أهمية البنود التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن اللقاء، مؤكدا ثقة مصر في أن العمل المشترك سيساعد في التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف، وتتيح الانتقال إلى مرحلة إعادة بناء الدولة الليبية ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الإرهاب واستعادة الأمن.
وأعرب المشير حفتر، عن تقديره العميق لما تبذله مصر من جهود لتفعيل المسار السياسي من خلال الحل السلمي والحوار بين كافة الأطراف الليبية، مؤكدا على خصوصية العلاقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، ومثمنا في هذا الصدد الدور المصري المحوري والرائد في المنطقة، ومواقف القيادة السياسية المصرية الداعمة ليس فقط لليبيا ولكن للأمة العربية كلها، مشددا على أن مساندة ودعم مصر لليبيا هي ما مكنتها من الصمود أمام التحديات الجسام التي واجهتها على مختلف الأصعدة.
لقاء السراج
وفى المقابل، التقى وزير الخارجية، مع فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، في اطار التحرك الدبلوماسي المصرى لدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا حيث رحب في لقائه بنتائج اللقاء الذى جمع السراج مع المشير خليفة حفتر، في فرنسا، مشيرا إلى أنه يمثل خطوة إضافية هامة على مسار تحقيق المصالحة الوطنية ورأب الصدع بين الأطراف الليبية المختلفة.
وأضاف أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي حرص على إحاطة وزير الخارجية، بالتفاصيل الخاصة بلقائه مع المشير حفتر، وأنه أشاد بما عكسه اللقاء من روح إيجابية ورغبة في التقارب وتعزيز الحوار، فضلا عن التأكيد على محورية اتفاق الصخيرات كأساس للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا.
مبعوث الأمم المتحدة فى ليبيا
ومن ناحية أخرى، حرص الوزير على لقاء مبعوث سكرتير عام الأمم المتحدة، غسان سلامة، على تأكيد محورية دور الأمم المتحدة في متابعة تنفيذ اتفاق الصخيرات، وإحاطة المبعوث الأممي بالجهود التي قامت بها مصر مؤخرا من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، فضلاً عن تقييم الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في هذا الشأن.
وفى مستهل الزيارة، التقى وزير الخارجية، نظيره الفرنسى، جان إيف لو دريان، الذى زار مصر مؤخرا وتوجه مساء أمس الثلاثاء، إلى مقر السفارة المصرية وإقامة سامح شكرى فى باريس، تعبيرا عن ترحيبه بالزيارة واحتفالا بذكرى ثورة 23 يوليو
لقاءات غرف البرلمان
كما التقى سامح شكرى، كريستيان كامبون، رئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي، وهى الغرفة الأعلى بالبرلمان الفرنسى التى يطلق عليها غرفة صناعة القرار.
الوزير سامح شكرى، أشار إلى تطلُّع مصر لاستمرار العلاقة المتميزة بين الغرفة الأولى للبرلمان الفرنسي، ومجلس النواب المصري، مع الرغبة في استشراف مجالات جديدة للتعاون تثري العلاقة بين البلدين كما أعرب «شكري» عن امتنان مصر للدعم الذي قدمته فرنسا للجانب المصري خلال السنوات الأخيرة، معربا عن اهتمام مصر بتمثيل فرنسا في البرلمان الأوروبي وتطلعها للدعم الفرنسي في إطار المؤسسات الأوروبية علي ضوء تفهم فرنسا للتحديات التي تمر بها مصر.
كما تناول الحوار أيضا الأزمة مع قطر، حيث استعرض «شكري»، الموقف المصري المتضرر من دعم قطر للإرهاب وتدخلها السلبي في زعزعة استقرار مصر منذ عام 1996 مع بداية احتضان قطر للفكر المتطرف لمحاولة لعب دور إقليمي، حيث زاد هذا التأثير السلبي مع اندلاع ثورات الربيع العربي وبزوغ ما يسمي بالإسلام السياسي ودعمً الغرب لهذا التيار، مشيرا إلي رفض الشعب المصري للتيار الاسلامي المتطرف، وهو ما جعل الموقف القطري يتجه نحو دعم التنظيمات الإرهابية لزعزعة استقرار مصر ومحاولة الإضرار بالوحدة الوطنية للشعب المصري، ولم تنجح كل المحاولات لإثناء قطر عن هذا المنحى، فما كان إلا أن تحركت مصر سويا مع شركائها في الدول العربية الثلاث للضغط على قطر لتصحيح مواقفها، وأبدي «شكري» الأسف من بعض المواقف الغربية التي تأبي أن تدرك مخاطر المواقف والتصرفات القطرية وتأثيرها السلبي علي استقرار المنطقة، مؤكدا أنه لا يوجد أي تهاون أو تفريط مع من تلوثت يداه بدماء المصريين.
واتفق النائب الفرنسي مع رؤية مصر بشأن خطورة ظاهرة الإرهاب، مؤكدا على دعم فرنسا لمجهودات مصر في محاربة الإرهاب.
كما جمع سامح شكرى، لقاء خاص بفرانسوا دي روجي، رئيس الجمعية الوطنية «إحدي غرفتيّ البرلمان الفرنسي» حيث ثمن العلاقات المصرية الفرنسية مشيرا إلى سابق عضويته في لجنة الدفاع بالجمعية الوطنية، حيث شهد بنفسه على عمق العلاقات المصرية الفرنسية في مجال الدفاع.
و أعرب وزير الخارجية عن تطلع مصر لاستمرار التعاون بين الجمعية الوطنية، ومجلس النواب المصري، كما هو الحال بالنسبة للعلاقات المصرية الفرنسية في مختلف المجالات.
موضوعات متعلقة:
شكري يجتمع مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية و الدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسى