ياسمين الخيام: ماليش في السياسة
الثلاثاء، 08 ديسمبر 2015 05:39 م
لأننا كنا على موعد هذا الأسبوع مع ذكرى الشيخ الحصرى أول من سجل القرآن كاملاً بصوته حفاظاً عليه من محاولات التحريف لم نجد أفضل من ابنته ياسمين الخيام لإحياء تلك الذكرى معها من خلالنا على الرغم من انقطاعها عن كل وسائل الإعلام منذ فترة، قبل أن تخصنا بهذا الحوار التى تحدثت فيه عن الكثير من الحقائق والأسرار.. ياسمين من داخل مقر جمعية والدها فى السادس من أكتوبر تتحدث.
< فى البداية من هم أهم معاونى الحاجة ياسمين فى العمل الخيرى عبر «جمعية الشيخ الحصرى»؟
- فى البداية علينا الرجوع إلى الوالد الذى علمنا إتقان عملنا عبر وصيته حينما تبرع بثلث تركته للأعمال الخيرية، ليستكمل ما بدأه فى حياته من أعمال عديدة، كإنشائه مسجدين ومعهدا أزهريا لكل مراحل التعليم ابتدائى وإعدادى وثانوى، إلى جانب عطائه الكبير فى الخير للأيتام تحديداً، لإحساسه بهم، لأنه فقد والده فى سن صغيرة، كما علمنا العطاء من خلال بيتنا الذى كان مفتوحا لإطعام الجميع على مدار 24 ساعة، ولذلك حرص على أن نقيم فى فيللا حتى لا يزعج الجيران.
< هل كان للشيخ الحصرى عادة تميزه مع ضيوفه؟
- بالتأكيد، وأهم عاداته حرصه على إهدائهم مصحفا و قلما أثناء خروجهم، حتى أننى سألته مرة عن السبب فرد: «لعله يا بنتى يفتح المصحف يلاقى آية يعمل بيها»، ولذلك أعطانى درسا بأن حياته كلها متعلقة بالقرآن.
< هل تذكرين قصة إقدامه على توثيق القرآن كاملاً بصوته حينما وجده محرفاً بإحدى الدول؟
- نعم، فحينما سافر إلى الكويت ووجد التحريف فى بعض الآيات، وأبرزها «غلت أيديهم» التى تحولت إلى علت أيديهم فى إشارة إلى اليهود جاء إلى مصر مسرعاً، ولم يهدأ له بال حتى طرح فكرة توثيق القرآن بالصوت كاملاً على وزير الأوقاف خوفاً من تحريفه، وما إن وصل الأمر إلى الرئيس عبدالناصر حتى قرر فتح إذاعة مخصصة للقرآن الكريم، واستمرت تلك الإذاعة بصوت والدى فقط طيلة 10 سنوات أبهر به المستمعين بمدرسة جديدة فى الترتيل، ليصير على نهجه فيما بعد الشيوخ مصطفى إسماعيل والمنشاوى والبنا، الذين بدأوا تسجيل المصحف مرتلاً.
< نذهب إلى فيللا الشيخ الحصرى بالمهندسين.. من هم أبرز الزوار الذين كنت تشاهدينهم فى صغرك؟
- كما قلت الباب كان مفتوحا للجميع، ولكن الأمر الذى لفت نظرنا أنا وإخوتى هو أن مائدة بيتنا كانت تجمع كل العلماء الأفاضل، مثل الشيخ الغزالى والشعراوى وشلتوت وغيرهم، ولم يحدث يوماً أن صنفهم أحد بالمنزل على أن هذا إخوانى أو صوفى وما إلى ذلك من تصنيفات صارت تميز هذا العصر الذى نعيشه حالياً، فكل منهم كان يطلق عليه العالم الجليل فقط.
< من هم أبناء الشيخ الحصرى.. وهل يساعدونك فى إدارة الجمعية أم لا؟
- نحن سبعة إخوة، أكبرنا على الذى كان يعمل رجل أعمال، ثم أنا ومحمد طبيب الأسنان، وأخى سيد وكيل أول وزارة فى مجلس الشورى، كذلك لنا أخت توفيت وأبناؤها الثلاثة مستشارون، أما أختى إيمان فتعمل بالمصرف العربى الدولى وأخيراً حسين هو الأصغر، وكلنا نعمل معاً لخدمة الجمعية التى نأمل أن تخدم الناس إلى قيام الساعة.
< ما حقيقة عملك قديماً داخل مجلس الشعب؟
- عملت موظفة داخل مجلس الشعب منذ عام 1970 واستمررت فيه حتى سن التقاعد.
< بحكم عملك داخل مجلس الشعب وعملك حالياً فى العمل العام.. لماذا لم تفكرى فى الترشح لانتخابات البرلمان؟
- إطلاقاً وذلك على الرغم من إلحاح الناس على لدخول العمل السياسى، ولكنى قلت للجميع أنا حالياً أتشرف بخدمة ربنا فقط، وأحب الاطلاع على السياسة لا دخولها.
< هل اطلاعك على السياسة هو الذى دفعك لمرافقة وفد الرئيس السيسى الذى سافر إلى ألمانيا؟
- نعم، ولذلك لم أتردد فى قبول دعوة المشاركة مع الوفد الذى ضم الإعلاميين الأفاضل والفنانتين يسرا وإلهام شاهين، لأننا فى وقت مهم ينبغى ألا نتأخر فيه على الوقوف مع بلدنا».
< «يسرا وإلهام شاهين كانتا صائمتين خلال الرحلة».. ما الذى دفعك لهذا التصريح فور عودتكم من ألمانيا؟
- لأننى لاحظت تقليل بعض الناس منهن فقلت الحقيقة التى تتمثل فى أنهما كانتا صائمتين، فمجالهما الذى يجعلهما تحت دائرة الضوء لا يعنى أنهما أقل تديناً، بل على العكس قد يكون الفن دافعاً لهما ليكونا أكثر تديناً لإحساسهما أكثر بالناس، لكن للأسف دوماً ما يحب الناس الميل للشائعة والابتعاد عن الحقائق.
< نعود لفيللا الشيخ الحصرى.. ماذا عن والدتك التى لم يسلط الضوء عليه مطلقاً؟
- اسمها سعاد محمد الشربينى وهى ككل أمهات جيلها العظيم تفرغت لتربية الأبناء وحفظ الزوج وكرم الضيافة، وقد كان لها عامل كبير فى تشكيل شخصيتنا لسفر الوالد كثيراً خارج مصر.
< بمناسبة السفريات.. هل طلب الرئيس الأمريكى جيمى كارتر نسخة قرآن من الوالد أثناء وجوده فى أمريكا؟
- نعم طلب منه نسخة من المصحف المرتل أثناء لقائه فى أمريكا، وبالمناسبة والدى هو الوحيد الذى قرأ القرآن فى البيت الأبيض والكونجرس الأمريكى، كما أنه الوحيد الذى رفع الآذان فى الأمم المتحدة حينما أتى موعد الصلاة، فسأل الحضور بتلقائية طالما وجد مسلمون وجب وجود مصلى ووجب رفع الآذان، ثم رفع الآذان هناك.
< أيهما كان الأقرب لقلب الشيخ الحصرى.. السادات أم عبدالناصر؟
- طوال عمر الوالد لم يكن حريصا على الاقتراب من ذى سلطان، وإنما كان يرزقه الله بمحبة الجميع له، فالرئيس عبدالناصر كان حريصا على اصطحابه فى رحلاته إلى شرق آسيا، بينما اصطحبه السادات إلى سيناء بعد تحريرها، كما كان له موقف مع ملك السعودية.
< ما هذا الموقف ؟
- حينما أدخلوا مكبرات الصوت إلى الحرمين الشريفين كان لوالدى الشرف فى أن يكون أول من يقرأ القرآن عبرها، وذلك من خلال الملك سعود، الذى أرسل لوالدى فى القاهرة.
< لماذا أقدمتم فى الجمعية على إنشاء دار للمسنين، بعدما رفضتِ الفكرة أكثر من مرة فى السابق؟
- لأننى فى السابق كنت استنكر وجود دور المسنين بسبب الآية التى تقول «إما يبلغن عندك الكبر»، وهى تخاطب الأبناء، ما يعنى فرضية اهتمام الابن بوالديه بكبرهما أمام عينيه، كما أننى نشأت فى بيت مفتوح للعائلة بأكملها، فلم أتخيل أن يترك الابن والديه بأى مكان، حتى غير حسب الله الكفراوى رأيى.
< كيف دفعك حسب الله الكفرواى لإنشاء الدار؟
- سألنى مرة أثناء زيارتى له ما عندكيش دار مسنين؟ فأجبته بالنفى ليقول لى أنتى شايفة الكبير حالياً بيتبهدل إزاى، ولذلك فوراً نزلت من عنده واخترت أرضا قريبة تابعة للجمعية خلف مول العرب لتكون دار استقبال المسنين.
< «أيقنت أن والدى صبر على صبر أيوب».. ما الذى دفعك لقول تلك الجملة بعد وفاته؟
- لأننى فهمت أنه كان راسما لنا كأب خطا معينا نسير فيه قبل أن أفاجئه بالخروج إلى خط مخلتف تماماً، حينما دخلت مجال تحت الأضواء، ولذلك كان خائفا على من خطورة هذا المجال، وكان لا يتوقف عن الدعاء لى متحلياً بالصبر الجميل.
< ما حقيقة طلب الرئيس السادات منه السماح لك بالغناء بعدما لاحظ رفضه التام؟
- ترددت أقاويل كثيرة أغلبها لا أساس له من الصحة، فكل ما حدث كان مُسخراً، بداية بمجىء أم عدنان زوجة بهجت التلهونى رئيس البرلمان الأردنى إلى مصر لأجل زيارة السادات مع زوجها، وقتها دندنت أم عدنان بالغناء فدندنت معها وأعجبت جداً بصوتى، كما جعلتنى أقابل عبدالوهاب الذى يرتبط معها بصلة نسب، ثم لحن لى أكثر من أغنية، أيضاً سمعتنى جيهان السادات وأعجبت بصوتى.
< هل لذلك أرسلت جيهان السادات إلى والدك لإقناعه بالموافقة على احترافك الغناء؟
- كما ذكرت ترددت أقاويل كثيرة مكذوبة، وكل ما هنالك أن الوالد خاف على من هذا المجال، ثم رفض الأمر عكس زوجى الذى رحب، وقد استندت إلى رأى زوجى الذى يعتبر ولى أمرى إلى جانب قراءة بعض الأسانيد، ولمن لا يعلم فقد عشت مع والدى بالبيت طوال فترة غنائى قبل موته عكس كل ما قيل لأننى لم أفعل ما يدعو للخجل.
< طوال تلك المدة التى عشتها مع والدك ألم يعجب بأية أغنية دينية من أغانى البدايات بالتحديد؟
- لم يعلق على أى أغنية مطلقاً من قريب أو بعيد، لأن المسألة بالنسبة له كانت مرفوضة تماماً، وذلك على الرغم من أن بداياتى هزت الدنيا بأسرها حينما غنيت أغانى مسلسل محمد رسول الله.
< هل تذكرين يوم وفاته؟
- نعم وقد كنت للأسف فى ميونخ وقتها، لأن الوالد لم يكن يعانى مما يدعو للقلق، ولكنه توفى عقب انتهائه من صلاة العشاء مباشرة بعد عودته من الحج.
< أخيراً.. ما حكاية الرؤيا التى راودت جدك بشأن ابنه الشيخ الحصرى؟
- جدى كان يرى سلسلة ظهره عبارة عن عنقود عنب ذى مذاق جميل، مما كان يجعل الناس تأتى للقطف منه من كل فج عميق دون أن ينقص العنقود، ثم يأكلون و يقولون «الله»، ولأن الرؤيا عاودته مراراً ذهب لأحد المفسرين، الذى قال له لن يثنى بالله إلا على كلام الله، ثم سأله عن أولاده فأخبره جدى بأن عنده طفل وحيد مما جعل المفسر ينصحه بضرورة تحفيظه القرآن، وبالفعل أتم أبى حفظ القرآن فى سن 8 سنوات تقريباً.