تفاصيل جديدة فى واقعة قتل أب لابنه أمام أمه فى أسيوط.. الزيجة الثانية سبب الخلافات

الثلاثاء، 25 يوليو 2017 09:00 ص
تفاصيل جديدة فى واقعة قتل أب لابنه أمام أمه فى أسيوط.. الزيجة الثانية سبب الخلافات
قتل
طلال رسلان

كان يوما مختلفا عن بقية الأيام، قررت فيه مديحة بدر عطية الخروج من بيت أبيها الذى لازمته منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، لعرض صغيرها على الطبيب، الشارع فى سكون تام كأن على رؤوسهم الطير، سوى من صوت أقدام الأم وإلى جوارها ابنها الشاب حمادة.

صوت أقدام تهرول من بعيد يلتفت الابن ليرى والده محمد عبدالرحيم، وفى عينيه الشر، يقترب الأب مسرعا، وفى لحظات يخرج من جيب جلبابه الصعيدى مسدسا ويصوبه ناحية الأم، لا إراديا يتدخل الابن ليحصل على الرصاصة الأولى بدلا من أمه ويسقط أمام عينيها وجسده ينتفض، لم يهرع الأب الهائج لصورة ابنه والرصاصة اخترقت جسده، بل أعاد الكرة ثلاث مرات، كل واحدة برصاصة تخترق جسد الشاب المكلوم.
 
فيديو  هزَّ أرجاء منفلوط فى محافظة أسيوط التى استيقظت صباحا على الحادث، العجيب أننا لم نر فيه قطرة دم واحدة، ولم يكن أكثر بشاعة من فيديوهات ذبح فى الشارع وأمام الناس رأيناها قبل ذلك، لكن صورة الأب وهو يقتل ابنه أمام أمه بعدد من الرصاصات تخترق جسده فى الشارع كان حقا صدمة، ما هو الدافع وراء تلك البشاعة؟ الأب لم يتردد لحظة واحدة فى فعل هذا، صحيح أنه كان يقصد الزوجة، لكن إصراره على إعادة إطلاق الرصاص على جسد ابنه يؤكد نيته المسبقة وإصراره على الفعل! الأمر فى يد جهات التحقيق.
 
قبل ذلك الحادث بنحو 30 عاما، قررت أسرة محمد عبدالرحيم، الشاب الصعيدى الذى لم يخرج من محافظته يوما ما، زفافه إلى عروسه مديحة، التى كانت تصغره ببضع سنوات، «كانوا شبه بعض، ومن غير كلام غلابة»، كما حكى شخص مقرب من الأسرة رفض ذكر اسمه لحساسية الوضع فى المجتمع الصعيدى، الحياة كانت تقليدية كعادتها فى صعيد مصر، الأب يخرج من البيت ويسعى فى خشاش الأرض، يحاول توفير نفقات البيت، والأم إلى جواره بكل السبل، الزواج أفرغ 7 أبناء، (5 ذكور وبنتين).
 
تغير حال الأب منذ سنوات ليست بقليلة، لم يعد يعمل، بل ينتظر النقود من أولاده، يأخذ الأموال ويبددها فى اللا شىء، لم تعلم الأسرة أين يُبدد أموالهم؟ ماذا يفعل بها؟ لا يجرؤ أحد على سؤاله، كان محمد عبدالرحيم مثل الثور الهائج دائم الاعتداء والشجار.
 
فى مرة من المرات علا صوت أحد الأبناء عليه فى المنزل، أخرج سكينا من جعبته، واعتدى به على زوجته محاولا قتلها،  طعنها عدة طعنات احتجزت فيها بالمستشفى المركزى فى مدينة أسيوط، وتم تحرير قضية ضده وحبس لمدة 3 شهور.
 
قالت إحدى المقربات من الأسرة قبل تلك الواقعة بأيام قليلة، اكتشفت مديحة أن زوجها يريد الزواج من أخرى، «إزاى يعنى هيتجوز من واحدة تانية وهو أصلا ما بيصرفش على ولاده؟!»، وأكملت «لما العيال عرفوا كلموه فهددهم اللى هيتكلم هادفنه فى البيت».
 
الأم تحدثت بعد واقعة قتل ابنها قائلة إنها اتصلت بحمادة، للذهاب معها إلى الطبيب للكشف على أخيه الأصغر «لما خلصنا لقينا محمد مستنينا فى الشارع أمام العيادة، كان عايز يقتلنى أنا، حمادة وقف فى طريقه عشانى، طلع المسدس من جيبه، وطخه 3 مرات، يا ريت الرصاص كان قطع جسمى أنا بدل حمادة».
وأضافت الأم المكلومة: «لا كان بيصرف علينا، ولا كان بيشتغل، بياخد الفلوس من العيال يرميها مش عارفين بيروح فين ولا بييجى منين؟ السلاح دايما فى جيبه ما بيفارقهوش».
 
قال مصدر أمنى بمديرية أمن أسيوط، إن كاميرا مراقبة مثبتة بأحد الشوارع كشفت الجريمة التى أظهرت قيام الأب بقتل ابنه رميا بالرصاص، بعدما حاول الابن الدفاع عن والدته، مضيفا أن الأب القاتل يدعى محمد عبدالرحيم عيد إبراهيم من قرية جمريس مركز منفلوط، ويبلغ من العمر 52 عاما، وتم ضبط السلاح المستخدم فى الحادث وهو «فرد خرطوش».
 
تحريات أجهزة الأمن كشفت أن الأب قتل ابنه بسبب خلافات أسرية، حيث حاول الابن الدفاع عن والدته التى كانت تقف أمام عيادة طبيب بمنطقة حى السلام بمدينة منفلوط ونشبت مشادة بين الأب وزوجته، وتدخل الابن للدفاع عن والدته، فجن جنون الأب وأطلق النار على ابنه ليرديه قتيلا على الفور ويتركه جثة هامدة ويفر هاربا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق