أصغر بائع مانجو في مصر: «باطلع من الأوائل كل سنة» (فيديو وصور)
السبت، 22 يوليو 2017 07:05 م
عندما يحط الشقاء رحاله على حياة شخص ما، فإنه لا يفرق بين الكبير، والصغير، ولا بين القوي القادر على التحمل، أو الضعيف الذي لا يحتمل مرارة أيامه.
ولأن للشقاء قوانين تحكم الحياة، وأهمها أنه لا يغادر بسهولة، فإن المعركة معه قد تبدأ مبكرا جدا، وربما ترحل الحياة كاملة، دون أن يفكر هو في الرحيل، كما أنه لا يهتم بما يتركه من آثار على وجوه، وقلوب من أختار أن يرافقهم دون كلل أوملل.
"عطية" طفل في السن، إذ لم يتجاوز السنوات العشر، لكن الشقاء صنع منه رجلا عاش على الأقل عشرة أضعاف عمره، لما لا، وهو يفترش منذ صغره طريق أبوسلطان بالإسماعيلية، يوميا؛ لبيبع المانجو، حتى صار أصغر بائع لهذه الفاكهة المحببة ربما في مصر بأسرها.
عندما تتوقف أمام "عطية"، لن تستطيع أن تميز ملامحه التي تنافس المانجو في صفارها، لكنك عندما تتحدث إليه، تشعر أنك أمام رجل ناضج خاض من تجارب الحياة، ما يكفي لتربية جيل كامل!!
أثناء رحلتنا إلى الإسماعيلية، جذب انتباهنا ذلك الطفل، الذي لا يكاد يظهر من خلف الفرش الذي يقف عليه لبيع المانجو، وقررنا أن نعرف حكايته.
وقال عطية لـ"صوت الأمة": "أنا باقعد على الفرش منذ سنتين؛ لمساعدة والدي، والآن تعلمت أصول العمل، وأصبحت أفضل منه، وصار يترك لي مهمة شراء المانجو من السوق، وبيعها هنا على فرشتنا".
وأضاف: "أمتلك الآن الخبرة الكافية لإدارة هذا العمل، فأستطيع أن أعرف الزبون منذ لحظة حضوره، هل هو من النوع اللي بيفاصل، ولا مش هيتعبني، كما أنني عندما أذهب إلى الحقل؛ لشراء المحصول، أستطيع أن أعرف كم سترمي الأشجار من كمية، وكم عدد الأقفاص التي سأعود بها".
وحول حياته الخاصة قال "عطية": "أنا متفوق في دراستي، وباطلع الأول على مدرستي كل سنة"، مضيفا عندما لاحظ دهشتنا: "العمل والشقا، لا يمنعان من التفوق في الدراسة، ما دامت هناك رغبة من الإنسان في أن يحقق هدف التعليم"!!
المثير أننا اكتشفنا أن "عطية" قادر على تحليل الوضع الاقتصادي بدقة، إذ قال: "دلوقتي مابقناش نبيع زي الأول، لأن ارتفاع الأسعار؛ صرف الناس عن شراء المانجو، معتبرين أنها حاجة ترفيهية، مش أساسية زي باقي الحاجات اللي هما أصلا مابقوش عارفين يدبروا ميزانيتها".
وأضاف: "أربح في الموسم ما بين 2000 و3000 جنيه، يتركهم لي أبي؛ لكي أشتري أغناما وأربيها".
واختتم "عطية" حديثه لـ"صوت الأمة" بنصيحة لزملائه، ولجميع الأطفال الذين في مثل عمره قائلا: "الشقا مايمنعش التفوق، بشرط الإرادة تكون موجودة، وأطالبكم بأن تساعدوا آباءكم لأن الدنيا صعبة، واللي مايقدرش يشتغل، على الأقل يذاكر كويس وينجح عشان يوفر على أهله مصاريف الدروس أو إعادة السنة".
أٌقرأ ايضا:
«صوت الأمة» تخترق العالم الخاص «للغنامة» في الإسماعيلية (فيديو وصور)