«صوت الأمة» تخترق أوكار المخدرات والسلاح في قرى الجيزة
السبت، 22 يوليو 2017 06:06 م
- الصف والحوامدية والبدرشين أخطر معاقل تجارة وتصنيع الطبنجات والمسدسات
- الجرينوف والبنادق الآلية الأنواع الرائجة.. والحشيش أكثر أصناف الكيف مبيعا
- عائلات الشوبك تخزن الـ (RBJ) والقنابل اليدوية للبيع وحسم معارك الثأر
ربما لا يعلم الكثيرون أن العادات القبلية، والحرص على الثأر، والتباهي بحيازة الأسلحة، والاحتكام إلى قوانين عرفية، بعيدة عن قبضة الدولة، باتت تسيطر على عدد كبير من الأماكن، البعيدة بمئات الكيلومترات عن الصعيد، إذ لم تعد هذه المفردات الحياتية مسيطرة على المجتمع الجنوبي وحده، وإنما امتدت إلى الشمال أيضا.
وتعد محافظة الجيزة، وبخاصة قراها التي تقترب من محافظات شمال الصعيد، نموذجا واضحا على تمدد الفكر العنيف، لا سيما وأن معظم مدن وقرى الجيزة، وبخاصة في جنوبها، تتشابه كثيرا جغرافيا، واجتماعيا مع الصعيد، من حيث الظهير الصحراوي، الذي يوفر بيئة آمنة وجاذبة، للأنشطة الإجرامية، في ضوء غياب الدولة عن أداء دورها في توفيرالخدمات التي تحسن المستوى المعيشي للأهالي.
وإذا أضفنا لما سبق، انتشار الجهل، والمرض، المدعومين بحالة من الفقر الشديد؛ سنجد أنفسنا أمام فاجعة، وهي أن العادات الصعيدية العنيفة، قادرة على كسب مزيد من الأتباع، وهو أمر يبدو شديد الخطورة؛ بالنظر إلى التحديات التي يواجهها المجتمع حاليا، وبوجه خاص فيما يتعلق بالإرهاب.
«صوت الأمة»، اخترقت مجتمع قرى جنوب الجيزة، وكشفت أسرار عالم المخدرات، والسلاح بها، بالإضافة إلى إزاحتها الستار عن نشاط مطاريد الإرهاب، الذين فروا من ضربات القوات المسلحة في سيناء؛ ليجدوا لأنفسهم مأوى بقرى جنوب الجيزة، القريبة من مجاهل الصعيد من جهة، وكهوف ومدقات الصحراء شرقا، وغربا من جهة إخرى.
قرية العرب
البداية كانت في قرية العرب، التي تعد معقلا مهما لأعراب الجيزة، الذين ينتشرون من هذه القرية، وحتى سقارة، والأهرامات، ويعمل عدد غير قليل منهم في تجارة السلاح، والمخدرات.
خطورة الأوضاع داخل هذه القرية، منعتنا من النزول إليها، أخذا بنصائح عدد من العالمين بطبيعة الأمور في تلك المنطقة.
الصف وأطفيح والبدرشين.. ثالوث الإجرام
ومن قرية العرب انتقلنا إلى مدينة الصف، إحدى أخطر بيوت الإجرام في جنوب الجيزة، إذ تنتشر بها أوكار جميع أنواع العناصر التخريبية، والإجرامية، الذين يتحصنون بالجبال المحيطة بالمدينة، ويستغلون الجهل، والفقر، وغياب الخدمات؛ لاستقطاب الأتباع من الغاضبين، والعاطلين.
وتتصل الصف التي تبعد عن حلوان 30 كيلو مترا، 25 قرية ومركزا، ويحدها شمالا مدينة التبين، وجنوبا مركز أطفيح، من الشرق بصحراء البحر الأحمر، وهو ما يساهم في انتشار تجارة السلاح، والمخدرات.
وشهدت الصف خلال الفترة الأخيرة انتشارا كبيرا لمصانع الأسلحة المحلية، التي لجأ إليها أصحاب ورش الخراطة، والحدادين، كتجارة مربحة، وهربا من البطالة التي ضربت كل الحرف هناك.
وتستقبل الصف كل يوم أعدادا كبيرة من الخارجين عن القانون، الذين يتدفقون من محافظات الصعيد، ومعظمهم هاربون من الملاحقات الأمنية، عقب جرائمهم خلال فترة حكم الإخوان، وبعد الثورة عليهم.
ولا تختلف الصف في انتشار تجارتي السلاح والمخدرات، عن غيرها من الأماكن بجنوب الجيزة، إذ تعد مدينة أطفيح الوجه الآخر المماثل للصف، وتحديدا في صف البلد، والديسمي والقبابات والكداية، والبرمبل، وعرب أبوساعد، وعرب أبوطماعة، وعرب الحصار، وقرية الشوبك الشرقي، والمناطق الجبلية المحيطة بها، وحتى حلوان والكريمات.
الأمر ذاته
الأمر ذاته يتكرر في البدرشين، التي تؤوي تجار المخدرات في أبوربع والساحة، والعزبة الغربية، والطرفاية، وكلها أماكن ذاع صيتها في تجارة الكيف.
تجارة السلاح
ويعمل عدد كبير من أبناء القى السابق الإشارة إليها، بالإضافة إلى أعداد أخرى من المقيمين في الحوامدية، في تجارة السلاح، وبخاصة البنادق الآلية التي يصل سعرها إلى 15000 جنيه، والمدفع الجرينوف، الذي تبلغ سعته 1000 طلقة، ويتجاوز سعره 35 ألف جنيه، والطبنجة الـ9 ممل، التي يتراوح يتجاوز ثمنها 5 آلاف جنيه.
ويتنشر السلاح، وكذلك ورش تصنيعه بوجه خاص في قرى عرب الساحة، والعزيزية، وأبوصير.
وتعد قرى جنوب الصعيد أحد أخطر معاقل تجارة الأسلحة الرشاشة، لا سيما في قريتي «الشوبك» الشرقية، والغربية، المشتعلة بالخصومة الثأرية بين عائلاتها، التي يمتلك بعضها قاذفات الـ RBJ، المضادة للدبابات، فضلا عن القنابل اليدوية.
وتعد قرى المنوات أيضا من المناطق التي يحتشد فيها تجار المخدرات والسلاح بشكل كبير بينما تشتهر قرية أبوصير بأنها منطقة لتجارة وبيع الآثار المسروقة.
أقرأ أيضا:
«صوت الأمة» توثق معركة الأمن ضد الإرهاب
صوت الأمة» تخترق معسكرات «داعش» بالإسماعيلية.. وتكشف كواليس عملية «الكيلو 11» (صور)