أكشاك الفتوى تعيد «أرامل الإرهابية» إلى الساحة مجددا
الجمعة، 21 يوليو 2017 05:20 م
استغل المزايدون حالة الجدل الدائرة بشأن أكشاك الفتوى، ليدلوا بدلوهم كالعادة محاولين تنفير الناس من الفكرة، ومن بينهم جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان والذى وصف المبادرة بأنها «مزايدة باسم الدين». فيما طالبه البعض على مواقع التواصل الإجتماعى بالكف عن المزايدة والفزلكة على طريقة «حزلقوم».
وقال «عيد» فى تصريحات صحفية له : «في الحقيقة إنشاء أكشاك للفتوى في غير أماكنها أمر ليس مفهوما. يمكن تفهم وجود دار للفتوى لمساعدة المواطنين في حل مشاكلهم الشخصية وأمور حياتهم، أما هذه الأكشاك هي استمرار لمزايدة الدولة باسم الدين». وتابع متسائلا: «أين هي الخدمات الأكثر إلحاحا بالنسبة لراكبي مترو الأنفاق؟».
وزعم «عيد» أن من ينشئ أكشاكا للفتوى ينشئ هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالتالي يزيد التطرف.
وقال «عيد»: «ألا يحق لغير المسلمين من المسيحيين والبهائيين وحتى اللادينيين إطلاق مثل هذه المبادرات؟ فالدولة لا دين لها، فإذا قررت الدولة إطلاق خدمة فعليها أن تكون موجهة لصالح الجميع لا لصالح فئات بعينها».
وأضاف أن محاربة التطرف تأتي من خلال إطلاق الحريات، وأضاف قائلا: «لا أتذكر فتاوى لمؤسسة دينية تدعو عن العدالة الاجتماعية أو التنديد بالاختفاء القسري.
أما الدكتور عمار علي حسن أستاذ علم الاجتماع السياسي فقال إن فكرة طريقة تقليدية عفا عليها الزمن، وعلى المؤسسة الدينية اتباع أساليب أكثر حداثة للوصول إلى عموم الناس.
وأضاف فى تصريحات له أن التنظيمات الإرهابية لم تعد تعتمد في الغالب على علاقات الوجه بالوجه لنشر أفكارها، بل على الوسائل الأحدث، كوسائل التواصل. أما فكرة الحضور الجسدي تثير في الحقيقة تساؤلات حول طريقة تفكير هذه المؤسسات.
وتابع أن محاربة الفكر المتطرف تأتي من خلال زيادة جرعة الثقافة والوعي والتفكير العلمي في مناهج التعليم بمصر ووسائل إعلامها الفوضوية.
أما الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، فقال إن إنشاء أكشاك للجنة الفتوى فى مترو الأنفاق يستهدف حماية المواطنين من المتشددين والتكفيريين الذين يستحلون دماء الغير من خلال الفتاوى، لافتا إلى أن هذه الأكشاك ستكون فى عدد من محطات المترو، إلى جانب إنشاء مقرات للفتوى فى كل محافظات الجمهورية.
كما وجه «عفيفي»، فى تصريحات صحفية الشكر للمسؤولين بشركة مترو الأنفاق الذين قدموا تسهيلات عديدة لمجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى، قووافقوا على إنشاء الأكشاك دون مقابل مادى، موضحا أن مشيخة الأزهر استهدفت سد الفراغ وإغلاق الطريق على الفتاوى المتشددة، فالمواطن لديه مشكلة دائمة فى ضيق الوقت، ما يصعب عليه الذهاب لدار الإفتاء لأخذ الرأي، متابعا: «إحنا قررنا نروح لهم لحد عندهم بدلا من اضطرار الشخص للجوء لمتشدد فى الفتوى، لنعطيه نحن المعلومة من مصدر موثوق منه».
وقال «عفيفي» إن إنشاء تلك الأكشاك يمثل جزءا من مواجهة الإرهاب من خلال علماء الأزهر المؤهلين، ويحميهم من المتطرفين، فأنتم دائما ما تنادون الأزهر بالتحرك لمواجهة التطرف، والآن نعمل من خلال جهود متواصلة تصب فى إطار مجهود الدولة لقطع الطريق على غير المؤهلين للفتوى وحماية الإنسان من أى فكر متشدد.
فيما قال سامح عبدالحميد، الداعية السلفى إن فكرة أكشاك الفتوى بالمترو تقضى على الفتاوى الضاله وتهزم داعش وهى فكرة رائدة وعملية ومباشرة للاختلاط بالناس والإجابة عن استفساراتهم بطريقة صحيحة، وتُزيل الشبهات وتهدى الحيارى وتُطمئن النفوس حين تعرف الرأي الشرعي لأمور دينهم ودنياهم.
وتابع، فى بيان له أن الجامعات أشد حاجة لمثل هذه الأكشاك، لأن الشباب هو هدف الجماعات الضالة المتطرفة، وشباب الجامعات يحتاج لتصحيح المفاهيم وتقويم السلوك.
كما طالب بتعميم الفكرة في الجامعات والمدارس بمختلف مراحلها، ويكون هناك مكان ثابت للمفتي الشرعى، حتى لا يلجأ الطلاب للفتاوى المنحرفة ، وحتى يكونوا فى مأمن من العبث بعقولهم.