«تميم».. عامل فيها محترم
الأربعاء، 19 يوليو 2017 10:51 ص
شخصية انقلابية من الطراز الرفيع، بدأ حياته السياسية بالكلمات المعسولة حتى استطاع أن يطيح بوالده من مقاليد الحكم القطري وانفرد به وحده- اتمسكن لحد ما تمكن - بمساعدة السيدة القطرية الأولى- موزة - المخطط الرئيسي للانقلاب.
التي ساهمت في تصدير صورة للعالم مفادها أن التاريخ يعيد نفسه من جديد، وبسرعة غريبة في الدولة الخليجية الصغيرة ذات الأذرع الممتدة في الشؤون الداخلية لجاراتها- وفقًا لما أوردتها «تيليجراف» عبر صفحاتها عقب انقلاب الشاب صاحب العقد الثالث على والده.
قد تكون بداية تمكنه من الحكم القطري، هي الدافع ليعتقد نفسه إلهًا قادرًا على حكم الوطن العربي والسيطرة عليه- هتلر العصر الحديث بسلامته - فقد استغل «تميم»، الجماعات الإرهابية ودعمها ماديًا حتى يتمكن من نشر الإرهاب والسيطرة فيما بعد على تلك الدول -تحقيقا لحلم السيطرة على العالم.
«حكم حارة وافتكر نفسه إله».. قد تكون تلك الكلمات أقرب ما يكون لوصف «أمير الإرهاب»، تميم بن حمد، فبالرغم من فشله في حكم قطر، والتي تعد دويلة صغيرة- بئر بترول وطلع له شعب - إلا أن طموحه الجامح جعله يعتقد أنه قادر على السيطرة على دول الخليج العربي، باستخدام الأموال القطرية، ودعم الإرهاب.
من أين كانت البداية؟.. لا تعد الخيانة أمرًا جديدا على عائلة «أمير الإرهاب»، فالتاريخ يسرد قصة خيانة وطموح آل تميم في الانفراد بالسلطة - إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص- وهذا هو حال بيت آل حمدًا، فمن يستطيع أن يتناسى قصة تولي «خليفة» مقاليد الحكم القطري.
«خليفة»- جد تميم - الذي كان نجل الابن الأصغر للشيخ عبد الله بن قاسم آل ثان، عاشق الحكم والانقلابي الأول في العائلة، الذي وجد أن الحكم يتجه إلى فرع من الأسرة آخر، بسبب الوفاة المبكرة لأبيه، وهو بالفعل ما حدث حين تنازل الأمير «علي» عن الحكم لنجله «أحمد»، الذي كان مدركا لمطامع «خليفة» وأسرته، فأراد أن يهدئ روعه، فعينه وليا للعهد فور توليه الحكم سنة 1960.
لكن «خليفة» لم يرض سوى بمنصب الحاكم، فأسرها في نفسه، 12 عاما كاملة، حتى يقوم بانقلابه ليغتصب السلطة من يد «أحمد بن علي آل ثان» من خلال انقلاب عسكري.
ومع مرور الأيام، وبالتحديد في بداية صيف عام 1995- بدا للعالم أن شيئا ما غير طبيعي يدور في قطر، كان الوالد حينها يقضي إجازته في سويسرا، واتفق «حمد بن خليفة»- والد تميم - مع القادة العسكريين، على عزل أبيه، معلنا ذلك في خطاب تليفزيوني قصير. قال فيه «لست سعيدًا بما حدث، لكن كان يجب أن أقوم به لتصحيح أوضاع كثيرة خاطئة».
«إنها حقًا عائلة محترمة».. هكذا تربة أسرة «تميم» على عشق السلطة والانقلاب على بعضهم البعض، فكيف ننتظر منهم أن يحترموًا دول العربية والشؤون الداخلية لها؟.. إن «أمير الإرهاب» سعى جاهدًا منذ توليه حكم «إمارة الإرهاب»، إلى إضعاف الوطن العربي، والسيطرة عليه من خلال استغلال أمواله، تنفيذًا لمخططات أكبر منه بكثير.
ربما كان تجمع الدول العربية معًا على قلب رجل واحد، في مقاطعة «إمارة الإرهاب»، بمثابة ضربة قاسمة كلفت قطر الكثير من الخسائر، ولكن على الرغم من ذلك لم يردع «أمير الإرهاب»، قرار المقاطع، ودفع جنود الإرهابية لمحاولة تشويه الصورة العربية من خلال استهداف الدول المقاطع بعمليات إرهابية.
ولكن الغريب في الأمر هو حالة الكبر التي التزمت بها قطر، والتي وصفت نفسها خلالها بأنها تحارب الإرهاب، وأن ما يحدث هو اضطهاد لها، معلنة استعدادها للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي. متجاهلة التسريبات -ويكليكس قطر- التي رصدت المعاملات القطرية مع الجماعة الإرهابية ودعمها المادي لتنفيذ عملياتها الإرهابية.
كانت الفضائح القطرية خلال الفترة الماضية كفيلة بخروج العديد من الدول الأوربية عن صمتها والانضمام إلى حرب الوطن العربي ضد الإرهاب، الذي تقوده قطر، حيث قال ريتشارد بورتشل، مدير الأبحاث والتواصل في مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات في بروكسل، إن هناك «دلائل ووثائق» تؤكد دعم قطر للإرهاب والجماعات المتطرفة بشكل مباشر.
وأكد «بورتشل»، أنه وفقا لمعلومات جمعها المركز من مؤسسات وأفراد، تعد قطر من بين الدول التي تدعم الإرهاب. وأضاف أنه بينما تبذل دول مثل السعودية والإمارات والبحرين قصارى جهدها مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، فإن قطر لا تبذل أي جهد للتعاون مع أي كان في هذا الصدد.
وقال: «إن الدول الخليجية محبطة بسبب تاريخ قطر الطويل في دعم الإرهاب»، وأضاف أنه «منذ عام 2013 وعام 2014 كان هناك اتفاقات بخصوص مكافحة الإرهاب، لم تنفذها ولم تلتزم بها قطر».. كان هذا بالإضافة إلى التسريبات -ويكليكس قطر- والتي فضحت تعاون «إمارة الإرهاب»، مع الجماعات المتطرفة ودعمها لها في الدول العربية كافة.