بعد 29 عاماً.. كابوس «اللاندين» شحنة المبيدات المسرطنة ينتهي للأبد.. نقل 220 طن مبيدات مسرطنة من ميناء السويس بتكلفة 2 مليون دولار
الثلاثاء، 18 يوليو 2017 09:01 م
27 عاماً مرت على وجود شحنة المبيدات المسرطنة «الليندين» والتى تم ضبطها وهي فى طريقها لدخول مصر، وفر صاحبها هرباً وتركها بميناء الأديبية بالسويس عام 1988، وباتت تشكل تهديداً لمصر لوجودها بقرية البضائع بالميناء، وأصبحت كابوس للكل بدءا من الوزراء ووصولا للعاملين، فى مجال البيئة بعد أن سيطرالقلق والخوف على صحة المواطنين، من التأثير الصحي للشحنة على العاملين بقرية البضائع، مما اضطرهم لعزلها فى مكان محظورباحتياطات بيئية وصحية وامنية منعا لتسريبها للسوق المصرية وتدراكا لأخطارها الاشعاعية والبيئية ، ومن وزير لوزير ومن عهد لعهد يتم وضع المقترحات والحلول لكن فى النهاية وقف الكل مكبل، نظراً للتكلفة الباهظة لعملية التخلص، خاصة أنها تعد من المخلفات الخطرة، التى يحظر تداولها طبقا لاتفاقية بازل، لمنع استخدام وتداول المخلفات الخطرة دولياً، حتى جاء وزير البيئة الدكتور خالد فهمي، ونجح بعلاقاته الدولية، أن يستقدم مشروع من البنك الدولي للمشاركة فى التخلص من هذه المبيدات، والأمر يتطلب إجراءات دولية، تحتاج إلى كثير من الوقت، و بدأ العد التنازلى للتخلص من الشحنة.
في هذا السياق، أكد الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، أن الوزارة انتهت من الحصول على جميع الموافقات اللازمة، من دول العبور لمسار شحنة مبيدات اللاندين حتى تصل لفرنسا للحرق في أفران خاصة، وأيضا على الموافقات الخاصة داخل مصر من ميناء الأدبية حتى الإسكندرية مشيرا إلى أن نقل الشحنة برا إلى الإسكندرية يرجع لعدم وجود خطوط شحن لشركات دولية متخصصة ومعتمدة في هذا المجال في ميناء الأدبية.
وأشار وزير البيئة فى تصريحات خاصة لـ "صوت الأمة " أنه بنقل هذه الشحنة خارج مصر يتحقق تنفيذ أحد المكونات الرئيسة لمشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة، والذي يهدف للتخلص من 220 طنا من مبيد اللاندين المخزنة في ميناء الأدبية بالسويس منذ أكثر من 18 عاما .
وقال الوزير إن هذه الخطوة تخلص البيئة المصرية، من حمل ثقيل ظل قابعا داخل ميناء الادبية بالسويس لاكثرمن 18 عاما ، حيث يتم ذلك على اعلى مستوى من الدقة والاحترافية والمعايير الدولية وهو ما حرصت عليه الوزارة منذ بدء تنفيذ المشروع من خلال استقدام الوزارة أفضل الشركات العالمية فى هذا المجال عن طريق الاعلان عن مناقصات دولية بعد مشاركة مجتمعية مع الاهالى و الجمعيات الاهلية و الجامعات ومجلس النواب لاطلاعهم أولا بأول على الخطوات التى يتم اتخاذها.
كما أكد «فهمي» على أهمية هذا المشروع وإنجاز أحد مكوناته بالتخلص الأمن من هذه الشحنة للبيئة المصرية وإلتزام مصربتنفيذ مختلف الإشتراطات والإجراءات والمعاهدات الدولية في هذا الشأن ومنها اتفاقية بازل الخاصة بنقل المخلفات الخطرة عبر الدول و اتفاقية استوكهولم للملوثات العضوية الثابتة مؤكدا على حرص الوزارة على بناء القدرات الوطنية فى مختلف المشروعات ومنها هذا المشروع الذى يتم من خلاله تنفيذ خطة تدريبية طموحة لبناء القدرات فى هذا المجال يتم الاعتماد على مستقبلا.
وأقرت وزارة البيئة دراسة تقييم الأثر البيئي، والخطة الخاصة بنقل شحنة مبيد اللاندين من ميناء الأدبية براً إلى ميناء الشحن بالأسكندرية بعد نقلها من الحاويات القديمة إلى حاويات جديدة خاصة بنقل وشحن هذه النوعية من المواد الخطرة ، لتذهب بعد ذلك في طريقها للحرق في أفران خاصة في فرنسا والتي أعدتها الشركة الدولية المنفذة لهذا المكون وذلك بعد أن انتهت من عمليتي إعادة التعبئة والتغليف لمحتوى الشحنة البالغ حجمها 220 طنا ، مع تطبيق أعلى المعايير القياسية العالمية في هذا الشأن ، وشملت الدراسة مختلف الإجراءات و الاحتياطات اللازمة لتحرك الشحنة من ميناء الأدبية إلى ميناء الإسكندرية و التخلص الآمن من الحاويات القديمة و تطهيرها و كانت الشركة المنفذة قد نظمت جلسة استماع كبرى بحضور مجموعة من الخبراء و المختصين للوصول إلى أفضل الطرق العلمية لعملية النقل و التي من المتوقع أن تتم خلال الأسابيع القليلة القادمة طبقا لجدول عمل شركات الشحن العالمية المتخصصة في هذا المجال.
وطبقا لدراسة تقييم الاثر البيئى التى اعدتها وزارة البيئة ، أنه يعد مشروع التخلص من اللانديين أحد المشروعات البيئية التى تنفذها وزارة البيئة تحت أسم "مشروع الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابته " بى أو بى أس " تحسين إدارة والتخلص الأمن من مخزونات الملوثات العضوية الثابتة بالتركيز على المبيدات الزراعية منتهية الصلاحية وثنائى الفنيل متعدد الكلور وذلك بأسلوب بيئى سليم وممول من "الجيف" أو "مرفق البيئة العالمي" بمنحة قدرها 8 ملايين دولار، ويديره البنك الدولى وتساهم فيه الحكومة المصرية بمبلغ 6 ملايين دولار "4 ملايين من وزارة البيئة، ومليون من كل من وزارة الكهرباء والزراعة.
وطبقا لدراسة تقييم الاثر البيئى الخاص بالمشروع التى اصدرتها وزارة البيئة ، فأن مصر لديها مخزون هائل من المبيدات الحشرية المهملة التي تدهورت على مدار السنين، تعتبر هذه المواد من المواد خطرة كما بيّن مشروع إدارة الملوثات العضوية الدائمة المستدامة )116230 P ،)يوجد 18 موقع مخصص لتخزين المبيدات في مصر ويمكن أن مرشحا للمعالجة والتخلص الآمن . وبنا ء على البيانات المتوافرة فإن الكمية الكلية يصبح للمبيدات المهملة والعضوية الداشمة يترواح مابين 2250 و 4600 طن من هذه الكمية فإن كمية المبيدات العضوية الدائمة يتراوح مابين 250 إلى 1500 طن. والموقع الخاص بالملوثات العضوية الدائمة قد يحتوي على مصدر واحد أو أكثر من مصادر التلوث
ويستهدف المشروع خطتين لضمان أمن البيئة الاولى متعلقة بالتقييم البيئى والثانية هى ادارة المبيدات ، فالمقصود بآمن البيئة هي التقييم البيئي والثانية هي إدارة المبيدات حيث إن نتائج التقييم المتناظر قد أوردت أن سياسة تقييم البنك الدولي والمصري على التقييم البيئية كما عدلت في عام 2009 تقريبا متساويتين تماما وأن المستديمة تخضع لتقييم جدوى بيئية وتقييم أثر بيئي وتحضيرخطوط عامة استرشادية لهذا التقييم ، وكذلك وضع خطة عمل تشريعية وإدارية بما يتفق مع تفاصيل معاهدة استكهولم والمعاهدات األخرى المتعلقة بالمواد العضوية
المستديمة والتي تعد مصر من الدول المشتركة وعليه فإن الحكومة المصرية قدمت خطة تطبيق محلية تشتمل على ثلاثة محاور الاول إدارة وتخلص بيئي رشيد للفينوالت عديدة الكلورة والمبيدات ، والثانية إجراءات مؤسسية وتنظيمية قوية ، والثالثة بناء الوعي وأنشطة أصحاب المصلحة
ووصف الدراسة ميناء الأدببية بالسويس أنه هو موقع تخزين تم بناؤه في مصر عام 1975 وخصص لتخزين البضائع الجافة ويقع على بعد 125 كم شرق القاهرة ويتم الوصول إليه عن طريق سلوك اطريق السريع وأقرب مدينة كبيرة له هي مدينة السويس بمحافظة السويس 17 كم إلى الشمال، والمخزن في باحة مفتوحة مصممة للتخزين المؤقت للبضائع المشحونة. ولها بوابتين، واحدة منهما في الركن الشمالي الشرقي هي بوابة الطوارئ..
وحددت الدراسة أنه يقدر حجم المخزون بميناء الادبية من اللندين بحوالي 220 طن تم تخزينها منذ عام 1988 ، وهذه المخزونات المهملة معبأة في حقائب ورقية ثقيلة مدعمة بإطار بالستيكي سعة 25 كيلوجرام ، ومخزنة في عشرة حاويات إرتفاع 20 قدم تشغل مساحة 5850 م
تبلغ التكاليف التقديرية لتنفيذ الحماية والتخلص من الليندين ، والتربة الملوثة والمواد الملوثة الاخرى، جنبا إلى جنب مع تكلفة الرصد البيئي ومتطلبات التدريب حوالي 1824 الف دولار امريكى تقوم هذه التكاليف على متوسط أسعار الوحدات وتشمل جميع التكاليف المترتبة على ذلك حتى التخلص النهائي لها خارج مصر. متوسط سعر الوحدة ماخوذ من حالات مماثلة مع اخذ فى الاعتبار تعديلات الظروف السائدة.
وعن المسح الاشعاعى لحاويات اللندين المهمل ، أكدت الدراسة ، أنه وجد أن معدل جرعات الأشعاع تترواح مابين 08, إلى 0.29 ميكروسيمنز فولت / ساعة.
للأضطلاع على دراسة وزارة البيئة
موضوعات متعلقة :
البيئة: مصر تحصل على موافقة دول عبور شحنة مبيد اللاندين حتى وصولها لفرنسا للحرق