باحثة عن الشهرة.. تطاولت على المصريين

زينب البحرانى.. ما يعرف ولا يقال عن مساعدات مصر للخليج

الثلاثاء، 18 يوليو 2017 04:00 م
زينب البحرانى.. ما يعرف ولا يقال عن مساعدات مصر للخليج
زينب البحرانى
كتب طلال رسلان

سؤال ورسالة إلى السيدة البحرانى: لو عُرض عليكِ مليار دولار مقابل التنازل عن جنسيتك والحصول على الجنسية الأمريكية، فبماذا تجيبين؟

قبل تلك المقالة، التى حققت لها ما تريد «عددا لا بأس به من الفلورز»، عند كتابة اسمها فى محرك البحث «جوجل» لن يظهر لك سوى هذا التعريف «كاتبة وروائية سعودية من مواليد الخبر وتسكن مدينة الدمام، نالت نصوصها القصصيّة الأولى حظّ الفوز والتّنويه فى مجموعة من المُسابقات القصصيّة الشّبابيّة، ولها نصوص قصصية منشورة على صفحات مجلة (أقلام جديدة) الأردنية، وأخرى فى عدد من المجموعات القصصية المشتركة مع كتّاب آخرين حول الوطن العربى، ونُشرت لها مجموعة من الاستطلاعات والتغطيات الإعلاميّة الثّقافيّة والمقالات الأدبيّة على صفحات جريدة الوطن البحرينيّة.

لكن الآن سيظهر لك عنوان مقالها الجديد «ما يعرف ولا يقال».
 
الذى يدور حول سرد خاص بالكاتبة الباحثة عن الشهرة التى تزعم أن المصريين يقبلون ببيع جنسيتهم مقابل المال.
 
طبعا زعم الكاتبة مضحك ولن نأخذه على محمل الجد ونناقشه مناقشة جادة تفنده بل وتنسفه من جذوره.
 
سنكتفى بإيراد بعض الحقائق البسيطة لكى ننعش ذاكرة الكاتبة المغمورة ونرد إليها وعيها المفقود، لكى يلزم كل إنسان حدود معرفته ويتعلم آداب مخاطبة الدول والشعوب ذات العراقة التى لا ينكرها إلا جاحد.
 
معلومات بسيطة قد تفيد الكاتبة «زينب» عند كتابة مقالاتها المقبلة..مصر أوقفت 14754 فدانا من أراضى الصعيد فى الوادى وبعض الأراضى بمحافظة الغربية بالدلتا للحرم المكى، كما تظهر حجج الوقف بدار الوثائق المصرية المسجلة برقم 3280، إضافة إلى ارسال مصر 3 آلاف أردب قمح يوميا لبلاد الحجاز، وظلت مصر تقدم ما يوازى مليار جنيه سنويا لخدمة أهالى بلاد الحرمين لمئات السنين، وفى عام 1856 قدمت مصر منحة لا ترد بقيمة 42 مليون جنيه كان وقتها الجنيه يساوى 7 جرامات ذهب، بحد قولهم.
 
واستمرت مصر فى تقديم خيراتها وأموالها بمنح لا ترد حيث أظهرت الوثائق التاريخية أن كل المنشآت التى أنشئت بالخيرات المصرية فى بلاد الحجاز.
 
فى القرن التاسع عشر الميلادى، رصد الباحث الإيطالى أنتونيو فيجارى الذى كان يعمل مع الجيش الفرنسى، الخيرات التى كانت ترسلها مصر لبلاد الخليج العربى وخاصة بلاد الحجاز، وهى عادة مصرية استمرت لمئات السنين، إضافة إلى خيرات الزروع والتى رصدها الباحث الإيطالى فى كتابه المعروف بـ«حسن الصناعة فى فن الزراعة» والذى طبع فى مجلدين فى مطبعة ببولاق سنة 1874 م.
 
«فيجاري» أو فيجرى بك الذى كان يتجول فى محافظات الصعيد فى عهد محمد على باشا وفى عهد الخديو إسماعيل، أكد أن ما يتم توريده من ميناء القصير بالبحر الأحمر من خيرات مصر وأراضيها يقدر بـ3 آلاف أردب من القمح تورد يوميا لبلاد الحجاز وخاصة من قمح محافظة قنا.
 
الباحث أحمد الجارد أكد أن مصر استمرت لمئات السنين ترسل صرة الأموال لبلاد الحرمين، وأن الوثائق التاريخية أكدت أن مصر كانت ترسل الأموال حتى عام 1813م حين استولى محمد على باشا على الأوقاف المخصصة لبلاد الحرمين والحجاز، لافتا إلى أن آخر مبلغ أرسلته مصر للحجاز كعطايا ومنح لا ترد كما أظهرته الوثائق كان يقدر بـ 42 مليون و348 ألفا و746جنيها.
 
وفى أحد العهود العثمانية أرسلت مصر كيسا به 25٫5 ألف فضة ديوانى، وثلاثمائة وسبعة عشر كيسا مصريا وكسورا، كما أرسلت عشرين ألفا ومائة وثلاثة وعشرين نصفا فضة، بحساب الفندقلى، ومائة وستة وأربعين نصفا فضة، وأوضح الجارد أن مبلغ 42 مليون جنيه كان آخر ما أرسلته مصر لبلاد الحجاز فى عام 1856م بعد إصدار العملة المصرية «الجنيه» بـ20 عاما التى تم إصدارها عام 1836م، مشيرا إلى أن هذا المبلغ يعتبر قليلا حيث كانت مصر تعتاد لمئات السنين إرسال ما يوازى مليارات من الجنيهات سنويا لبلاد الحجاز.
 
وفى عهد السلطان سليمان القانونى وزوجته السلطانة هيام أوقفت مصر 14 ألف فدان و754 من أراضى الصعيد فى الوادى وبعض الأراضى بمحافظة الغربية بالدلتا للحرم المكى، كما تظهر حجج الوقف بدار الوثائق المصرية المسجلة برقم 3280، وفقا للباحث ضياء العنقاوى.
 
وأضاف العنقاوى أن خيرات الأراضى المصرية كانت تقدم هناك، حيث يتم تقديم دشيشة القمح للفقراء والنزلاء، والدشيشة تؤخذ من القمح المدقوق، وقد أطلق عليها الرحالة التركى أوليا جلبى «دار المرق»، لافتا أن المؤرخين فى مكة المكرمة كانوا يطلقون عليها الدشيشة الخاقية أو التكية السلطانية، مشيرا إلى أن «دار المرق» كان بها مطبخ، وبالقرب منه بئر مياه أيضا، مشيرا إلى أن هذه الأراضى المصرية الموقوفة جعلت السلطانة هيام تنشئ الكثير فى بلاد الحرمين ومنها مدرسة وصفها الرحالة التركى «أوليا جلبى» بأنها مدرسة عظيمة، بالإضافة إلى مستشفى، وكانت هذه المنشآت كلها يصرف عليها من ريع أراضى مصر التى أوقفتها للحرم المكى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق