العلاقات القنديلية
الأحد، 16 يوليو 2017 09:00 صد. نجاح أحمد عبداللطيف
كانت لى مع قنديل البحر قصة لا أذكر تفاصيلها الآن بدقة بعد أن مر عليها من السنين ما مر، خلاصتها أن سيدة صينية كانت تعمل فى الاستيراد والتصدير قصدتنى مرة كى أترجم لها بعض العبارات عن قنديل البحر.
سألتها عن الهدف من هذه الترجمة فأجابتنى بأنهم يرغبون فى استيراد قنديل البحر من مصر.
لا أخفى عليكم أننى شعرت بفرحة غامرة، وتملكنى الزهو، أخيرا هناك ما يمكننا أن نصدره لتلك الدولة التى تصدر لنا كل شىء، ولا سيما وقد كنت أقرأ دائما أن قناديل البحر تزعج المصطافين وتعوق الملاحة.
يافرج الله يارب.
سألت عن استخدامات قناديل البحر عند الصينيين، بعضهم قال إنهم يأكلونه وبعضهم أنكر أكله وزعم أنهم يستخدمونه فى الطب والعلاج، وحاشا لله أن يأكل الصينيون مثل هذه الأشياء، مع إن العالم كله يعرف أن الصينيين يأكلون كل ماله أربعة أرجل ما عدا الكراسى والترابيزات وكل ما يطير ما عدا الطيارات.
فليفعلوا بالقنديل ما يشاءون، المهم أن يشتروه من عندنا، فيطهروا بحارنا ويشغلوا شبابنا فى صيده وتجميعه ويردوا إلينا بعضا من العملة الصعبة التى طالما استنزفوها منا.
لكن.. تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، توقف المشروع العظيم وظل قنديل البحر فى مكانه آمنا، ولما سألت عن السبب قالت لى السيدة الصينية: سعرنا لم يعجب المسئولين المصريين.
لا أفهم فى البيزنس ولكن، هل كان هناك عميل آخر سيدفع أكثر؟ هل القناديل سلعة إستراتيجية والمواطن المصرى أولى بها مثلا؟ أما من نظرة مستقبلية للعلاقات المصرية الصينية القنديلية؟
مدرسة بكلية الألسن جامعة عين شمس