«صوت الأمة» تخترق معسكرات «داعش» بالإسماعيلية.. وتكشف كواليس عملية «الكيلو 11» (صور)
الخميس، 13 يوليو 2017 02:41 م
- خفايا بؤر الإرهاب داخل المدينة الهادئة.. وقصة "سامي سعد"
لم تكن عملية قتل 14 إرهابيا، بمحافظة الإسماعيلية، خلال الأيام الماضية، والتي عرفت إعلاميا باسم "عملية الكيلو11"، مجرد نصر أمني على مجموعة من العناصر الإرهابية فقط، وإنما مثلت ضربة قاصمة، لمعتنقي الفكر التكفيري في مصر.
وتعود أهمية هذه العملية؛ إلى أنها كشفت معسكرات التدريب التابعة لعناصر داعش، في الإسماعيلية، وألقت الضوء على خططهم الاستراتيجية، للخروج من سيناء، والاتجاه غربا، وجنوباـ متوغلين في المحافظات الأخرى، كما أنها كشفت عن مقدار ما تتمتع به هذه العناصر من دعم، معلوماتي، ولوجسيتي يوفر لهم الحماية، والاختباء.
ويؤكد المراقبون أن "عملية الكيلو11"، لا تقل في أهميتها عن الضربات التي وجهت للعناصر الإرهابية، وقضت على الكثير من قوتهم.
«صوت الأمة»، اخترقت معسكرات داعش في الإسماعيلية، وكشفت كواليس العملية الأمنية الناجحة التي جرت في الكيلو11 بالإسماعيلية.
المدينة الهادئة في قبضة الأمن
عندما تدخل الإسماعيلية تكتشف بسهولة أنك أمام أجهزة أمنية، تدرك طبيعة وأهمية المكان، وتمنحه الاهتمام الواجب، حتى أنه تم إحاطته بتعزيزات أمنية هائلة، وتنتشر بها نقاط التفتيش، التي كادت تحولها إلى ثكنة عسكرية؛ لمواجهة وضبط العناصر التي تحاول التسلل إلى داخل المحافظة، والاحتماء بأقاربهم في القصاصين، والتل الكبير، أو التخفي في المزارع التي تنتشر على أطراف المحافظة، أو في الظهير الصحراوي المحيط بالإسماعيلية، ويمتد حتى حدود الشرقية، وتحديدا مدينة الصالحية، بالإضافة إلى أجزاء من المزارع الموجودة بمنطقة يطلق عليها "جمعية العاشر من رمضان"، وتقع خلف معسكر قوات الأمن المركزي بطريق الإسماعيلية ـ القاهرة، والتي استغلتها الجماعات الإرهابية لإيواء عناصرها بها، وإقامة معسكرات لهم.
وتعد كتائب الفرقان، من أهم الجماعات الإرهابية التي ظهرت فى المحافظة، وارتكبت عناصرها 16 عملية إرهابية، نذكر منها استهداف رجال القوات المسلحة والشرطة والتعدى على المنشأت العسكرية والاقتصادية، واغتيال العقيد محمد السيد الكومي، وإصابة الرائد مجدي محمد سعيد والمساعد عادل محمد عطا، في يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، إضافة إلى واقعة اغتيال العميد طه زكى طه، مدير إدارة تأمين كوبري السلام، والشرطي عطية سعد محمد توفيق، ومحاولة تفجير خط الغاز بناحية محطة بلوف بطريق الإسماعيلية - القاهرة الصحراوي، فضلا عن ارتكاب العناصر ذاتها واقعة تفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية، بسيارة مفخخة، ما أسفر عن إصابة 4 عسكريين، وعدد آخر من المدنيين.
سامي سعد
يمكن أن نبدأ برصد الأوضاع من منطقة سامي سعد، ليس لأنها الأخطر فقط، لكن لأنها الأقدم، وهي تحمل اسم صاحب أول مزرعة أنشئت فيها، اللواء "سامى سعد"، وتعد وكرا للعناصر التكفيرية المسلحة، وتستخدمها كبوابة للهروب بعد تنفيذ عملياتها الإرهابية في سيناء.
ومنطقة "سامى سعد"، هي منطقة حدودية، تربط بين محافظتي الإسماعيلية والشرقية وتبدأ حدودها من منطقة مفارق الشرطة بالصالحية القديمة، وتنتهى عند كوبرى الكيلو 11 بالإسماعيلية، ويمر الطريق الذي يربط بين المنطقتين بطول نحو 30 كم، وسط مزارع على الجانبين، وتنتشر بساتين الموالح بكثافة، ما يجعلها بيئة مناسبة لاختفاء الإرهابيين داخلها.
وتعد التجمعات السكنية التي تمتد على جانبي طريق القنطرة غرب ـ الصالحية، وما تضمه من مزارع البعيدة عن الملاحقة الأمنية، مركزا مهما لانطلاق للمسلحين لمهاجمة سيارات المواطنين لسلبها تحت تهديد السلاح، ومن أهم المناطق المحيطة بـ"سامي سعد"، منطقتي "مفارق الإصلاح"، و"العزبة الجديدة".
الكيلو11
شهدت المناطق الحدودية لمحافظة الإسماعيلية، عمليات أمنية متكررة لتطهيرها، وكان آخرها عملية الكيلو11, التي لم تكن مجرد عملية تم خلالها تصفية عدد من الإرهابيين، وإنما كشفت دور معسكرات الإرهاب في هذه التخطيط، للعمليات التي شهدتها البلاد على مدار الشهور الماضية، وتنفيذها.
بدأت العملية بمعلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني، حول تمركز مجموعة من العناصر المتطرفة، والمتورطة في عدد من الهجمات التي وقعت خلال الأيام الماضية، وتحديدا في رفح، التي كان من بينها استهداف بعض رجال الشرطة، والقوات المسلحة.
وكشفت الوزارة عن توافر تكوين العناصر الهاربة من سيناء، معسكرا لتدريب الكوادر الجديدة التي تم تجنيدها من مختلف أنحاء الجمهورية، على برامج عسكرية، لاستخدام مختلف أنواع الأسلحة النارية، وتصنيع العبوات المتفجرة، وصقلهم بدورات لتأهيل العناصر الانتحارية، تمهيدا للدفع بهم لمواصلة نشاطهم العدائي ضد الوطن.
وأوضحت المعلومات، أن أجهزة وزارة الداخلية تمكنت من رصد مكان تجمع هذه العناصر بنطاق الكيلو 11 دائرة، التابع لمركز شرطة الإسماعيلية، وتم استهدافه، وبعد معركة ساخنة بالأسلحة النارية، أمكن تصيفية 14 إرهابيا.
وحددت الوزارة هوية عدد من الإرهابيين الذين تم تصفيتهم، وتبين أنهم جميعا ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي.