«لحظات حرجة» تعيشها اﻷسر المصرية قبيل إعلان نتيجة الثانوية العامة

الأربعاء، 12 يوليو 2017 11:06 ص
«لحظات حرجة» تعيشها اﻷسر المصرية قبيل إعلان نتيجة الثانوية العامة
طلاب الثانوية العامة
الشرقية - سها الباز

الساعات والدقائق تمر بطيئة جدا وثقيلة، تتعلق اﻷذهان واﻷنظار بكل ماهو جديد حول إعلان نتيجة الثانوية العامة، أو الكابوس الجاسم فوق الصدور.

تقول  إيمان عبد الحميد والدة طالب بالثانوية العامة علمي رياضية، ما أصعب تلك اللحظات وأقساها علي البيوت، أشعر أن كل شئ حولي توقف تماما، فلا أرَ وﻻ أسمع سوى ما يخص إعلان النتيجة، وأردفت: ارتباك في كل شئ، النوم طار من العيون، والده يحاول تهدئة الوضع ولكن سرعان ما يدخل معنا في تلك الحالة من الترقب والخوف.

وتابعت: الثانوية العامة هي بحق بعبع البيوت نظل نحسب حساب هذه اللحظة طوال مراحل اﻷبناء الدراسية، مضيفة أن ابنها هو أكبر أبنائها سنا، لذا لم تعش هذه التجربة من قبل مع أحد من أبنائها.

وتصمت لتلتقط أنفاسها، ثم تنظر إلى السماء، وكأنما تنتظر تحقيق أمنية طلبتها من الله، وتابعت قائلة: كانت سنة عصيبة خصوصا مع تطبيق نظام البوكليت ﻷول مرة، ونحن لم نعهده من قبل، وصعوبة الامتحانات، والتوتر في البيت ليل نهار، فانقطعت الزيارات، وتم غلق التليفزيون قبل الامتحان بـ3 أشهر، وسادت حالة الطوارئ في المنزل، وصلت لحد إننا كنا نمشي على أطراف أصابعنا، حتى لا نشتت تفكيره.

وأردفت: أتمنى لكل اﻷسر المصرية التي يوجد بها طالب أو طالبة بالثانوية أن يكلل تعبهم ومجهودهم  بالنجاح والتفوق.

أما ميرفت عبد الخالق فتقول: عشت هذه اللحظات من قبل مع ابنتي قبل سنوات واﻵن اعيشها مع ابنتي الثانية، وتابعت هي بالفعل لحظات حرجة، يتوقف الزمن عندها، ولكن لتجربتي السابقة مع ابنتي تيقنت تماما أن مهما فعلنا وتوترت أعصابنا وأخذ الفزغ منا لن ننال إلا ماكتب لنا شئنا ام ابينا.

أما إبراهيم عبد النبي فيقول: لقد قدمت ابنتي ما في استطاعتها وذاكرات واجتهدت وهي تريد الإلتحاق  بطب اﻷسنان، وتلك رغبتها فإن قدر الله لها اﻹلتحاق بها فهو خير وإن لم يشأ فاختياره لنا خير.

وتابع: زوجتي وابنتي ﻻ يذوقان الطعام منذ يومين، إلا لقيمات صغيرة، زوجتي تقطع البيت ذهابا وإيابا، وكذلك ابنتي، ويري اﻷب أن الثانوية العامة سنة عادية جدا ولكن وسائل اﻹعلام والهالة التي صنعناها حول بعبع الثانوية هي السبب اﻷساسي في توتر اﻷسر.

ويقول أحد أخصائي الطب النفسي، يكثر في هذه اﻷوقات من العام التردد على عيادات الطب النفسي وخصوصا بعد إعلان النتيجة، إذ يتعرض بعض الطلبة لصدمات نفسية حادة، قد تعرقل حياتهم العلمية فيما بعد.

ويروي الطبيب حكاية حالة لطالب منذ سنتين، قائلا جاءني مع والديه في حالة سيئة ﻻ يرد التحدث ﻷحد، يحملق في اللاشئ، وحكت لي والدته أنه كان متفوقا طوال سنوات دراسته، واجتهد في الثانوية وكان يحلم باﻹلتحاق  بكلية الطب، وقد كان يخرج من الامتحان مطمئنا هادئ البال، حتي ظهرت النتيجة، ولم يستطع دخول الكلية التي يرغبها بفارق درجتين، وتحكي والدته أنه لم يتذمر ولم يبكِ، ولم يعترض، ولكن ساء خلقه بعض الشئ، ثم استسلم للصمت.

ويؤكد الطبيب أن هناك دورا يقع على عاتق اﻷهل، وهو محاولة طرح بدائل وتوجية نظر الابن أو الابنه إلى شئ آخر ورغبة أخرى حتى ﻻ يصتطدم بالتنسيق وتتملكه اللامبالاة بعد ضياع حلمه، مضيفا أنه يجب على اﻵباء أن تفعل ذلك طوال العام وليس بعد ظهور النتيجة، وسرد صورا كثيرا ونماذج ﻷشخاص نجحوا في الحياة، ولم يوفقوا في الإلتحاق بما يريدون.

اقرأ أيضا

مصادر بـ«التعليم»: تبكير موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة