«بنك من غير زباين».. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تستعد لافتتاحه
الثلاثاء، 11 يوليو 2017 02:29 م
تتأهب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لافتتاح بنك لليورانيوم، فى قازاخستان بآسيا الوسطي، غير أنها قد لا تجد له أى زبائن. وسيتم تخزين اليورانيوم الخام المستخدم فى تصنيع الوقود النووى والقنابل الذرية فى منشأة صناعية، ترجع إلى العهد السوفيتى، كان الأمن فيها يعتبر متراخيا لدرجة، أنه تم نقل كل اليورانيوم عالى التخصيب الموجود بها فى عملية سرية أمريكية عام 1994.
وهدف الوكالة الدولية، وهى تتهيأ الآن لافتتاح بنك اليورانيوم منخفض التخصيب فى مدينة أوسكيمن ،هو نفسه الذى كان هدف واشنطن قبل 23 عاما ويتمثل فى منع الانتشار النووى.
غير أن اليورانيوم هذه المرة لن يكون مخصبا بالدرجة التى يصلح معها لاستخدامه فى الأسلحة وفى أفضل التصورات لن تكون هناك ضرورة لاستخدام البنك الذى تبلغ تكاليفه 150 مليون دولار.
وسيتاح للدول الأعضاء فى الوكالة "السحب" من اليورانيوم منخفض التخصيب بأسعار السوق إذا اضطربت امدادات الوقود لإحدى المحطات النووية بسبب "ظروف استثنائية" غير أن البنك سيكون بمثابة الملاذ الأخير.
والهدف هو تثبيط همم الدول عن تخصيص الوقت والمال لتطوير تكنولوجيات التخصيب النووى التى قد تستخدم فى تنقية اليورانيوم إلى درجات تصلح للاستخدامات العسكرية وكذلك ردع الدول عن محاولة الحصول على اليورانيوم بطرق غير مشروعة.
وتريد الوكالة امتلاك وسيلة تكفل لها تحاشى نشوب نزاع جديد مماثل للخلاف على برنامج ايران النووى قبل توصل القوى العالمية إلى صفقة مع طهران للحد من أنشطتها النووية.
وقال أنتون خلوبكوف المدير المؤسس لمركز دراسات الطاقة والأمن فى موسكو عن البنك الجديد متسائلا "هل يضمن ألا تقيم دول جديدة منشات للتخصيب؟ بالطبع لا... لكنه يخلق حوافز إضافية لدول جديدة حتى لا تقيم منشآت تخصيب".
وشاركت عدة دول من بينها الولايات المتحدة فى تمويل بناء بنك اليورانيوم فى شرق قازاخستان على مسافة 1000 كيلومتر تقريبا من العاصمة استانة كما شارك الملياردير الأمريكى وارن بافيت بمبلغ 50 مليون دولار.
وسيتم تخزين ما يصل إلى 90 طنا من اليورانيوم منخفض التخصيب أى ما يكفى لتشغيل مفاعل يعمل بالماء الخفيف لتزويد مدينة كبيرة بالكهرباء لمدة ثلاث سنوات.
وسيتم تشديد إجراءات الأمن. فسيكون للبنك محطة قطارات خاصة به وسيحيط به سور من الشباك المعدنية ارتفاعه نحو 3.5 متر ومزود بكاميرات للمراقبة الأمنية.
وسيقام سوران بارتفاع ثلاثة أمتار حول المحيط الخارجى للبنك الأول من الخرسانة والصلب والثانى من الشباك المعدنية أعلى كل منهما أسلاك شائكة. وسيطوف أفراد من الحرس الوطنى بالأرض المحيطة بالبنك ومعهم كلابهم.
وفى عام 1994 وبعد ثلاث سنوات من سقوط الاتحاد السوفيتى خشيت الولايات المتحدة أن يتمكن مجرمون من سرقة اليورانيوم المخصب بنسبة 90 أو 91 فى المئة المحفوظ فى مخزن إما لبيعه لدولة تحاول امتلاك التكنولوجيا النووية أو استخدامه فى تصنيع عبوة نووية.
وفى شهرى أكتوبر ، ونوفمبر من ذلك العام وبموافقة من الحكومة القازاخستانية قام فريق من الخبراء الأمريكيين بتأمين 600 كيلوجرام من اليورانيوم المشع، وهى كمية تكفى لتصنيع 24 قنبلة نووية ونقلها فى أمان إلى الولايات المتحدة.
وساهمت تلك العملية المعروفة باسم مشروع زفير فى بناء ثقة قازاخستان الجمهورية السوفيتية السابقة التى استقلت عام 1991 مع المجتمع الدولى ومهدت الطريق لقرار الوكالة الدولية إقامة البنك فيها.
كذلك فإن قازاخستان تمثل خيارا منطقيا لأنها أكبر دول العالم إنتاجا لليورانيوم.
وسيتم تخزين سادس فلوريد اليورانيوم وهو مادة شمعية صلبة شديدة السمية تتراوح بين اللونين الأبيض والرمادى وتستخدم فى عملية التخصيب فى 60 حاوية على شكل اسطوانى.
ولا يمكن تحويل هذه المادة مباشرة إلى وقود لأنها عملية تستغرق عدة أشهر.