منازل أصفون بالأقصر محاصرة بالمياة الجوفية.. والأهالي: «بيوتنا غرقت نصف متر» (صور)
الثلاثاء، 11 يوليو 2017 12:46 م
"بيتنا هيوقع من كتر المياة الجوفية اللي وصلت فيه لنص متر، وسيبناه وبندور علي بيت نأجره لحد ما المشكلة تتحل من المجلس والمحافظة، نفسنا الرئيس السيسي يشوف بنفسه ويحل أزمتنا"، بتلك الكلمات تحدثت الحاجة فاطمة سيد ابنة قرية أصفون بمدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر عن كارثة المياة الجوفية التي هاجمت منازل القرية خلال الـ48 ساعة الماضية بصورة كبيرة للغاية أدت لغرق عدد كبير من المنازل، مما أدى إلى تهجير الأهالي منها في صورة لا تليق بأهالي مدينة إسنا المحرومة علي مر العصور من الخدمات الأساسية في الحياة.
تضيف الحاجة فاطمة سيد، أنهم يعيشون في منازلهم منذ عشرات السنين، تربوا في قرية أصفون بين أهلهم وجيرانهم ولا يريدون المهاجرة لمكان أو بلدة أخرى لظروف عمل زوجها المزارع في قطعة أرض بجبل أصفون، وتعليم أبناؤها، وضيق الحال الذي بالكاد يستطيعون يومياً الأكل والشرب، مؤكدةً بأن المسؤولين يكتفون بالزيارات ودخول المنازل ومشاهدة الكارثة دون حل لها حتى الآن.
فيما يقول محمد أبو الفضل ابن قرية أصفون بمدينة إسنا، أن المنازل المبنية من الطوب اللبن القديمة، هي التي تتعرض لأكبر ضرر جراء دخول المياة الجوفية من كل صوب وحدب لها، مما يدخل الرعب في نفوس الأهالي خوفاً من انهيار المنازل عليهم في أي لحظة، وقام عدد كبير من الأهالي بهجرة منازلهم في صور تقول أنهم في حالة حرب، وليس مشكلة صرف صحي بسيطة تستطيع الدولة حلها بإجراءات صارمة.
ويضيف محمد أبو الفضل أن المياة تنشع وتدخل المنازل منذ عام 2010 ورغم تعاقب الحكومات والمحافظين ورؤساء المدن بإسنا، إلا أنه لم يدخل قلب أحد منهم الرحمة والبحث بجدية في حل أزمة أكثر من 25 ألف مواطن بالقرية، مطالباً الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنظر إليهم بعين الرحمة وإصدار أوامر صارمة بحل تلك الكارثة التي تهدد الرجال والنساء والأطفال يومياً بالموت.
أما عثمان العريان ابن قرية أصفون بإسنا، فيقول أن تلك الكارثة ليست جديدة عليهم، ولكنها بدأت في التزايد ففي الماضي كانت المياة تصل لسنتيمترات بسيطة، ولكنها حالياً تزيد في عدد من المنازل عن النصف متر وأدت لترك الأهالي لها والبقاء في الشارع، مطالباً بضرورة النظر بعين الرحمة لهؤلاء الأهالي والأطفال الذين يتعرضوا للموت كل يوم.
ويضيف عثمان العريان، أنهم يعيشون مأساة حقيقية كل يوم، حيث يطلب الأهالي سيارات الكسح التي تأخذ أموال كبيرة لشفط المياة التي تعود في ساعات قليلة للمنازل من جديد، مؤكداً ان الخزان الجديد الذي تم بناؤه في الماضي دون دراسة لحفظ الأوراح من القري الواقع خلف الخزان، وظهرت الأزمة علي سطح المنازل وأبعدت الأهالي من بيوتهم وتضرروا كثيراً جراء تلك الكارثة الإنسانية، موضحاً أن الأمر ليس غرق المنازل بالمياة فقط بل تعدي لدخول تلك المياه الملوثة في شبكات المياه ونزولها من صنابير المياه التي يشربها الأهالي بصورة مزرية تدمر حياة الأطفال والكبار والسيدات والرجال.
وعلي جانب آخر توجه المهندس أشرف الحويحي رئيس الوحدة المحلية لمدينة إسنا بزيارة تفقدية إلي قرية أصفون برفقة مجموعة من شباب المهندسين، وذلك للوقوف على أسباب انتشار المياه الجوفية أسفل المنازل، وأكد الحويحي خلال زيارته أنه جاء لمتابعة تلك الأزمة التي تنتشر بكثافة مؤخراً، وكذلك متابعة إحتياجات القرية علي أرض الواقع، مؤكداً أنه حضر لتفقد المنطقة بالكامل والمنازل المتضررة بنظرة المهندس بحكم عمله في السابق، لكي يتم العمل علي وسوف يتم تحديد سبب هذه المياة سواء كان سببها الترعة أو تهالك شبكات المياه.
وقام الوفد الذي رافق رئيس المدينة الذي ضم كل من حازم راغب رئيس قرية أصفون وسكرتير الوحدة، والمهندس مصطفي أحمد من شباب إسنا وبعض شباب القرية واللجنة المتطوعة عن الصرف، بعقد لقاءات موسعة مع الأهالي، واستمعوا لمطالبهم التي تمثلت في ضرورة إنشاء وحدة الصرف الصحي وإحلال وتجديد شبكة المياة، والذين وعدوهم بوجود حلول في القريب العاجل.
فيما قال محمد بدر محافظ الأقصر، أنه طالب رئيس مدينة إسنا بضرورة إرسال عربات الكسح للصرف بصورة يومية على القرى المتضررة، مشدداً على أنها ستنتهي تماماً فور الانتهاء من محطات الصرف المغطى الخاصة بخدمة تلك القرى فى جنوب إسنا، وهو مقرر له خلال الميزانية بالعام الجارى.
كما توجه المحافظ منذ أيام بجولة حول الأزمة وتفقد شارع الراهبات لمعاينة شكوى تقدم بها أحد المواطنين، عن وجود تسرب كبير للمياه داخل عدد من المنازل فى الشارع، حيث قام المحافظ بمعاينة عدد من المنازل على الطبيعة، ووجه بتشكيل لجنة عاجلة بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى لحل المشكلة، كما تفقد المحافظ منطقة مساكن الطيب المجاورة لشارع الراهبات، حيث وجه بسرعة سحب كميات الصرف الصحى المتسربة إلى أحد الشوارع فى المنطقة.
اقرأ أيضا