«منة».. الهاربة من جحيم «قهوة يوسف» إلى محكمة الأسرة

وقعت فى حب زميلها في الجامعة، ونشأة بينهما علاقة عاطفية تحدث عنها جميع رفقائهم، وكانا مثالاً يحتذى به، فـ «منة» صبرت على ظروف حبيبها، وانتظرت حتى تحسنت أحواله، ووجد عملاً لائقًا في بنك كبير، ويوسف غض بصره عن جميع بنات حواء، واكتفى بحبيبته الحسناء، وأوفى بوعده لها، وتقدم لخطبتها بعدما ضمن لها مستوى معيشي جيد، وأقاما عرسا جميلا حضره الأقارب والأصحاب، فحققت «منة» حلمها أخيرًا، وطلت بفستانها الأبيض.

 

 قضا العروسان شهر العسل في أحد الفنادق بشرم الشيخ، واستمتعا بوقتهما كثيرًا، وشعرت «منة» أنها ملكت العالم، وأحس «يوسف» بالسعادة تغمره، وتملئ فؤاده، وتمنيا لو استمر شهر عسلهما إلى الأبد لكن «الوقت الحلو يمر بسرعة»، فانتهت الإجازة، وعاد الحبيبان إلى منزلهما فى القاهرة، ليقضى يوسف يومين مع عروسه الحسناء قبل أن يعود إلى عمله مرة أخرى، وينشغل عن منة بالحسابات والمعاملات اليومية التي لا تنتهي.

 

في البداية، كان يوسف ينهي عمله سريعًا ثم يعود إلى المنزل، ليشارك زوجته الطعام والأحاديث المتنوعة، ويستمع إلى ثرثرتها التي لا تنتهي عن صديقاتها، لكن مع الوقت تبدل حاله، وأصبح يتغيب عن البيت كثيرًا، واتسعت الفجوة بينه وبين «منة»، واعتاد قضاء الوقت على القهوة برفقة أصحابه، وترك زوجته في المنزل وحدها، فتسرب الملل والضيق إلى قلبها، وقررت البحث عن عمل يشغل وقت فراغها الكبير، وعندما عرضت الأمر على يوسف، رفض.

 

مرت أيام قليلة منذ رفض يوسف، حاولت فيها منة» إثناءه عن رأيه دون فائدة، فزادت الخلافات بينهما، ولجأ الزوج إلى القهوة للهروب من المواجهات التي لا تنتهي، والمشاكل اليومية، ووجدت «منة» نفسها وحيدة في المنزل، فأخذت قرارها النهائي، وتوجهت في صباح اليوم التالي إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع ضد زوجها حملت رقم 4452 لسنة 2017.