وتتخوف من عدم الاستفادة من خبرات الطلاب
«الدون بوسكو».. بوابة طلاب التعليم الفني إلى إيطاليا بلا رجعة.. محمد الحلواني: تجربة فريدة تؤهل الخريجيين لسوق العمل العالمي ومصروفاتها 10 آلاف جنيه شهريًا.. مصادر: الوزارة بحثت تأسيس مدرستين في سوهاج والسويس
الأحد، 09 يوليو 2017 09:30 ص
الدون بوسكو
ريم محمود
"الدون بوسكو".. هى مدرسة مر عليها أكثر من 100 عام كانت نتاج توقيع اتفاقية بين مصر وايطاليا في عام 1970، وصدر لها قرار جمهورى حمل رقم 939 بإنشاء المعهد الفني نظام خمس سنوات، التابع لهيئة السالزيان الإيطالية. "الدون بوسكو" على الرغم من أهميتها وما يميزها إلا أنها لم تحظ باهتمام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، رغم التصريحات المتكررة ليل نهار حول احتياج مصر إلى زيادة الاهتمام بالتعليم الفني وربطه بسوق العمل، في الداخل والخارج.
تعتبر "الدون بوسكو" من أشهر المدارس الفنية في مصر، وهى لمن لا يعرف لا تقبل إلا الطلاب الحاصلين على أعلى الدرجات في الثانوية العامة، بالإضافة إلا أن مصروفاتها باهظة، وعلى الرغم من كل هذا، تظل تجربتها تائهة في بدروم وزارة التربية والتعليم، تنتظر من ينفض عنها التراب، لعل المسئولين في الوزارة يتذكرونها في مؤتمراتهم أو البيانات الرسمية، ففي تاريخ وزارة التربية والتعليم بأكمله لم يصدر غير بيان رسمي واحد تحدث فيه عن هذه التجربة، التي تصدر مهارات الطلاب المصريين للخارج رغم حاجتها إليهم، لذا فليس غريبًا إن كان طلاب الثانوية العامة لا يعرفون عنها شيئًا، ولا يعرف أهالي منطقة روض الفرج في شبرا، قيمتها، وإلى أن يذهب الطلاب بعد التخرج منها.
"الدون بوسكو".. مدرسة تعليم فني على الطراز الإيطالي، وتسعي وزارة التربية والتعليم إلى التوسع فى هذا النوع من المدارس بالتوافق بين إيطاليا والحكومة المصرية، ولكن تجاهل الوزراة لها ربما كان سببًا في عدم حسن إدارتها على غرار الإيطاليين، وهذا ما أدي إلى وجود أزمة حالية.
ترجع فكرة "الدون بوسكو" إلى أواخر القرن الـ19 عندما أوقف الراهب الإيطالي "دون بوسكو" حياته لخدمة الشباب، وبدأ بخدمة أطفال الشوارع فقام بتدريبهم وتعليمهم المهارات الفنية الصناعية حتي لا يأكلون من الشارع، نجاح الفكرة لفت نظر الحكومة الايطالية فطالبته بإنشاء العديد من المدارس بنفس الفكر وسرعان ما انتشرت فى العديد من الدول بنفس الاسم وبرعاية إيطالية، منها عدة مدارس فى مصر بمحافظة القاهرة بحى شبرا والزيتون ومحافظة الإسكندرية، وتعد مدرسة روض الفرج بشبرا أشهرهم.
في هذه المدرسة تعد اللغة الرسمية للدراسة هي الايطالية، ويجب أن يجيدها الطالب من خلال كورس تمهيدي قبل بدء عامه الدراسي الأول، بالاضافة إلى ضرورة اجتيازه لاختبار القدرات في مواد الرياضة والعلوم ليتم قبوله.
اللواء محمد الحلواني، رئيس قطاع التعليم الفني، قال لـ"صوت الأمة" أن مدرسة "الدون بوسكو" في شبرا، هي إحدى أشهر المدارس الفنية بمصر ومواصفات خريجيها مطابقه للسوق العالمي وليس المحلي فقط ولكن مصروفاتها تصل إلى 10 آلاف جينه شهريا، مما تؤهلهم لعمل مشروعات وهم داخل المدرسة، كما أن تنسيقها أعلى من الثانوية العامة وهو الأمر الذي يجعل من الصعب عمل نموذج آخر لها.
وأشار "الحلواني" إلى أن الإيطاليين يرفضون المشاركة في أي مدرسة تقل عن المواصفات العالميه للخريج ولكننا نسعي معهم لإيجاد حلول، مضيفا: نرجو أن نتمكن من افتتاح مدرسة في السويس فالبروتكول جاهز للتوقيع ولكن لازلنا في مرحله المناقشات حتى يعتمدوا نتيجه المدرسة.
وفي نفس السياق، كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، عن كواليس المناقشات الدائرة بين إيطاليا ووزارة التربية والتعليم المصرية، حيث أشارت إلى أنه في 10 نوفمبر 2015، عقد الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى السابق، اجتماعا مع دون ماريو تونينى، مدير التعليم الفنى بمؤسسة الساليزيان بإيطاليا، ودون بيترو مدير الساليزيان بالقاهرة، بحضور ممثل السفارة الإيطالية ووحدة تبادل الديون المصرية الإيطالية، وذلك فى إطار التعاون المصرى الإيطالى فى إنشاء مدارس فنية على غرار نموذج "الدون بوسكو" بالتعاون مع مؤسسة الساليزيان الإيطالية.
وأوضحت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن اللقاء تناول الإجراءات التنفيذية لاختيار مدرستين لتحويلهما إلى نموذج "الدون بوسكو" على أن تكون مدرسة منهما فى محافظة سوهاج بصعيد مصر، والأخرى فى محافظة السويس، مع تحديد الاختصاصات التى تدعم خطط التنمية القومية بتلك المحافظات، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة فنية مشتركة من الجانبين المصرى والإيطالى للبدء فى إعداد الدراسات الفنية والمالية اللازمة لتفعيل المشروع.
وأشارت المصادر إلى أنه كان من المنتظر اتمام كافة الإجراءات والخطوات التنفيذية خلال العام الحالى حتى تكون المدرستين جاهزتين للعمل فى العام الدراسي الماضي عام 2016 ولكن إلى الآن لم يتم عمل أى شئ نظرا لهذه المناقشات.
وقالت المصادر أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية يوجد لديها تخوف، وهو أن مدرسة "الدون بوسكو" توفر للطلاب السفر إلى إيطاليا لوقت محدد، ثم يعودون الى مصر لإفادتها مما تعلموه هناك، ولكن ما يحدث غير ذلك تماما، حيث أن الطلاب يرفضون الرجوع إلى مصر مرة أخري ويفضلون الإقامة فى إيطاليا، وهو سبب الخوف في وزارة التعليم، حيث أنها تريد عمل مدارس على نفس المستوى يستفيد منها الطلاب دون سفر، ولكن لم تقدر الوزارة ماديا على إمكانياتها وذلك الذي يخلق الآن نوع من المناقشات والتشاور بين وزارة التربية والتعليم المصرية وايطاليا.
