5 أسباب وراء استشهاد «المنسي»
الجمعة، 07 يوليو 2017 04:02 مهشام السروجي
عملية صباح اليوم الجمعة، التي استشهد وأصيب فيها 26 من ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية، تحمل العديد من الدلالات والبراهين، خاصة وأن المنطقة «البرث» مسرح العملية، شهدت منذ شهرين عملية مماثلة في نفس التوقيت بالضبط –قبل صلاة الجمعة- أستهدف خلالها مجموعة من أبناء قبيلة الترابين، واستشهد فيها أحد رموز القبيلة سالم لافي بنفس الأسلوب، حيث حدث الهجوم بإستخدام سيارة مفخخة.
تربص حكام قطر بالدول الأربع التي أعلنت رفضها ممارساتها الارهابية، وفي مقدمتهم مصر، يعتبر أحد أهم أسباب عملية اليوم، بالتزامن مع تقهقر نفوذ داعش فى مناطق سيطرته بدول الجوار، وبحثه عن منطقة سيطرة بديلة في أسرع وقت ممكن سببًا ثانيًا، والبدء في تفعيل التعهدات التي تعهدت بها حركة حماس للقيادة المصرية، ومنها السيطرة على حركة الأنفاق وتسلل العناصر المتطرفة من وإلى سيناء يأتي كسبب ثالث، ورابعًا تضييق الخناق على قيادات الإخوان الهاربيين في الخارج، وإحكام الحصار على التنظيم في سيناء وغلق بوابة طريق الدعم اللوجستي والاستراتيجي، كانوا 5 عناصر وراء تحريك عملية اليوم التي تمت جنوب رفح.
المعلومات تشير إلى أن الهجومين كانا يستهدفا تحرير الطريق الذي تواجد فيه الكمين، حيث يعتبر الطريق الوحيد الذي يمثل شريان الدعم اللوجستي والاستراتيجي للتنظيم، وجود قرية البرث في نقطة محورية بين وسط وشمال سيناء، جعلها بمثابة منظار مراقبة لكل التحركات التي تتم فى المنطقة التي يتلقي منها التنظيم مصادر التمويل والدعم اللوجستي والبشري، فبحسب المعلومات التي تحدثت بها مصادر قبلية، أن تجفيف منابع التمويل والدعم داخل شمال سيناء، وفقدان التنظيم للحاضنة الشعبية، وفشله في استقطاب عناصر شبابية من المجتمع المحيط به، جعله يلجأ لاستقبال عناصر مرشحه من خارج سيناء بمعرفة عناصره، بالاضافة لعناصر اللجان النوعية للإخوان، التي تحصل على تدريباتها ضمن صفوف التنظيم في سيناء.
العمليتان لا يفصل بينهما أية عمليات كبرى تذكر، سوى القليل الذي حاول فيها تنظيم أنصار بيت المقدس الُبايع لـ"داعش" إثبات وجوده على الأرض فقط، ما يؤكد أن تلك المنطقة تحتل أولوية اهداف التنظيم حاليًا، وفي حالة الحصار والهزائم المتلاحقة التي تتلقاها القيادة المركزية للتنظيم في سوريا والعراق، والحصار الضارب لفلول التنظيم في سيناء، تكون الأولوية في تلك الحالة لتوفير مررات آمنه، لدخول العنصر البشري والتسليح والدعم المالي والمواد الغذائية التي تمكن التنظيم من الاكتفاء ذاتيًا لأكبر مدة ممكنه، في حالات العمليات المسلحة المتتالية أو فترات الخمول، أو الحصار المتزايد.
عملية اليوم التي استشهد فيها العقيد أحمد المنسى، كشفت كذلك عن تطور نوعي في تعامل القوات التي صدت الهجوم وكبدت التنظيم خسائر فادحة في صفوفه، فبحسب بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، قتل فى العملية حوالي 49 عنصر تكفيري، وهو ما يزيد عن ثلثي عدد المهاجمين حسب تأكيدات شهود عيان من قبيلة "الترابين" كانت قريبة من منطقة الهجوم، فيما اعتبرته مصادر أهلية ثاني أكبر خسارة للتنظيم بعد عملية محاولة السيطرة على مدينة الشيخ زويد منذ ثلاثة أعوام، والتي سقط فيها ما يقرب من 100 قتيل من العناصر التكفيرية.