أخوات الدم.. دهاليز علاقات المصاهرة تكشف لغز شبكة المصالح الإخوانية (الحلقة الرابعة)

الجمعة، 07 يوليو 2017 12:15 م
أخوات الدم.. دهاليز علاقات المصاهرة تكشف لغز شبكة المصالح الإخوانية (الحلقة الرابعة)
جماعة الإخوان المسلمين
هناء قنديل

- تحافظ على الأسرار وتحدد القيادات بالتوريث
- حكاية زواج تسبب في ظهور التنظيم الدولي للجماعة

تعتمد مصالح جماعة الإخوان المسلمين، على شبكة جهنمية من العلاقات التي يحرص القيادات على إنشائها، منذ بدأت الجماعة تأخذ طريقها داخل المجتمع المصري.

وتركز جماعة الإخوان، على دهاليز خطيرة تعتبرها الوسيلة الرئيسة لحماية أنشطتها، وبخاصة السرية، التي تصب في صالح دعم الإرهاب، ومواجهة الدولة، ذلك عبر المصاهرة، بحيث لا تخلو عائلة إخوانية، من علاق زواج بين رجالها، ونسائها؛ حتى صارت مصالح الجماعة متشابكة بحيث يصعب على أي من عناصرها أن يصل إلى مركز قيادي بسهولة، كما يصعب أيضا على أي منهم أن يضحي بمصالح الجماعة؛ بعد أن صارت تمثل مصلحة أسرية له أيضا.

علاقات جهنمية

ومن المعروف في أدبيات الجماعة، أنه لا يتم ترقية أي شخص داخلها، إلى منصب قيادي، قد ينتهي به إلى عضوية مكتب الإراشاد؛ إلا إذا كان من أهل الثقة، وهو ما لا يتحقق للشخص إلا إذا كان له علاقات مصاهرة متشعبة بعائلات الجماعة.

وكان البعض يتصور أن حرص الإخوان على حصر الزواج فيما بين أبناء، وبنات العائلات الإخوانية؛ عائد إلى رغبتهم في الحفاظ على الفكر الإخواني دون دخلاء، وهذا وإن كان هدفا مهما، إلا أن الهدف الأسمى كان الحفاظ على شبكة المصالح الخطيرة التي تحكم عملهم، وضمان عدم إدلاء من يسقط منهم بأي معلومات مهمة للأمن؛ لأنه ببساطة إذا فعل فسيطيح ببعض أو معظم، وربما كل أفراد أسرته، وعدد من الأسر المرتبطة به.

الأمر ذاته ينطبق على نساء الجماعة، اللاتي أشرن إلى أدوارهن المهمة، في التخطيط لنشاط الجماعة، ودعمه، وتمويله، لوجيستيا، وماليا، إذ إنه منذ انتهاء مرحلة زينب الغزالي، مؤسسة تنظيم 65، والتي تحدثنا عنها في الحلقة الأولى من هذا الملف، ونحن أمام بناء من العلاقات المتينة، التي لا يخترقها أحد، ولا يصل إلى مكان متميز فيها من ليس له منها نصيب.

وتعد زوجة نائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر، وابنته، نموذجان مهمان لهذه الشبكة من المصالح، فهما من تديران الجماعة، بوضوح تام، ليس لأنهما تستحقان ذلك، وإنما لكون إحداهما زوجة الرجل الأول في الجماعة، والثانية ابنته.

قيادات بالتوريث

وصنع التشابك العائلي بين أسر الجماعة، شبكة أخرى من العلاقات الاقتصادية، التي لولا توجيهها لضرب مقدرات الدولة المصرية، لكان لها شأن كبير؛ لما تتمتع به من إمكانات مادية هائلة، كانت قادرة على قيادة اقتصاد المنطقة العربية، لولا توجيه أرباحها لدعم الإرهاب، والفكر المتطرف الذي أطلقته الجماعة مع نشأتها.   

واستفاد تنظيم جماعة الإخوان، من الترابط العائلي؛ في إنشاء نوع من الترتيب القيادي الحديدي، الذي لا يجد معارضة؛ لأن عناصره ترتبط ببعضها عائليا؛ بما يجعل لكل منهم مصلحة في وجود الآخر، أيا كان المكان الذي يشغله أحدهم، كما بات اختيار القيادات بالتوريث، وليس بالكفاءة، أو القدرة على القيادة.

المصاهرة تطلق التنظيم الدولي

وكانت المصاهرة، هي المدخل الذي انطلق منه التنظيم الدولي للحماعة، إذ تزوج القيادي الإخواني سعيد رمضان، من وفاء ابنة حسن البنا، وأقاما سويا في باكستان، ومن هناك انطلق نشاطهما، لينتقلان إلى أوروبا، ويعملان على إنشاء كيان دولي للجماعة، تولى هو التنسيق له؛ باعتباره زوج ابنة مؤسس الإخوان المسلمين.

بديع يتزوج ابنة الشناوي
ولولا زواج المرشد الحالي للجماعة، محمد بديع، من ابنة القيادي الإخواني الشهير، عضو التنظيم الخاص، الطيار محمد الشناوي، لما أمكن للأول أن يصل إلى منصب المرشد العام للجماعة.

الأمر ذاته ينطبق على قيادات حزب الحرية والعدالة المنحل، فارتبط القيادي محمد علي بشر بعلاقة نسب مع محمود حسين الأمين العام للجماعة، الذي تزوج نجله المهندس ياسر من سارة ابنة بشر.

وعقب وصول الإخوان لحكم مصر، تبين وجود علاقة نسب قديمة بين رئيس مجلس الشورى في عهد الإخوان، أحمد فهمي، والرئيس المعزول محمد مرسي، إذ يعد الأول زوج شقيقة الثاني، ووالد زوج ابنته.

ومرت على جماعة الإخوان، موجات  متتالية من التضييق الأمني، والاعتقالات، لم ينقذها من التأثر بها، حتى مرحلة السقوط النهائي؛ سوى علاقات المصاهرة التي جمعت أعضاء الجماعة، ولا سيما القيادات.

محنة قطب
وفي أعقاب إعدام سيد قطب، ظهرت أكبر موجة مصاهرات في تاريخ الجماعة، بين قيادات التنظيم الخاص، ومنهم المرشدين السابقين مصطفى مشهور، ومهدي عاكف، وهو ما حول الجماعة إلى تكتلات عائلية متحالفة؟.

وفي عهد مهدي عاكف، ضم مكتب الإرشاد 4 أعضاء بينهم صلات مصاهرة، فوفاء عزت زوجة محمد مهدي عاكف، هي شقيقة محمود عزت، نائب المرشد، أما شقيقة محمود عزت الثانية فقد تزوجت من محمود عامر، الذي كان رئيس المكتب الإداري للجماعة في الدقهلية.

خيرت الشاطر
الأمر ذاته ينطبق على خيرت الشاطر نائب المرشد العام، فابنته الكبرى، الزهراء، زوجة القيادي الإخواني المهندس أيمن عبدالغني، الذي قضى عقوبة السجن مع خيرت الشاطر في قضية الأحكام العسكرية، والذي شغل منصب نائب رئيس قسم الطلاب بالجماعة، ثم أمين شباب حزب الحرية والعدالة، وهو شقيق محمد عبدالغني عضو مجلس شورى الجماعة، ومسؤول القسم السياسي السابق بالجماعة، وكذلك عمر عبدالغني مسؤول المكتب الإداري بجنوب القاهرة.

وتزوجت رضوى الشاطر من عبدالرحمن علي أحد القيادات الشابة بقسم نشر الدعوة بالجماعة،  بينما تزوجت ابنته سمية إخوانيا بارزا الصيدلي خالد أبوشادي، الذي يشغل منصبا قياديا في قسم نشر الدعوة والتربية، أما عائشة الشاطر فهي زوجة محمد الحديدي مسؤول الإخوان المسلمين في ألمانيا لسنوات طويلة، ونجل صالح الحديدي أحد أعمدة النظام الخاص في الإخوان.

ولم تقف علاقات المصاهرة على مكتب الإرشاد فقط، بل تجاوزته لتشمل كافة مستويات الجماعة، فالدكتور سليم العوا نفسه متزوج من أماني، ابنة حسن العشماوي، أحد أبرز قيادات التنظيم الخاص والذي نجح في الهرب من مصر إلى ليبيا عقب حادث المنشية في أكتوبر 1954، ثم سافر إلى السعودية وظل هناك حتى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر.  

وفي الحلقة المقبلة نكشف كواليس تأثير شبكة المصاهرة الجهنمية على التحالفات الاقتصادية لدى قيادات الجماعة، وكيف مولت الأنشطة السرية الداعمة للإرهاب.

اقرأ أيضًا
أخوات الدم.. نساء تنظيم الإخوان في الجناح المسلح (الحلقة الأولى)

أخوات الدم .. زينب الغزالي مهندسة تنظيم 65 (الحلقة الثانية)

«ماتخافش من الجماعة وخاف من ستاتها».. أخوات الدم (الحلقة الثالثة)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق