كريم النوري حول سقوط الموصل: «ما خان الأمين ولكنك ائتمنت الخائن»
الجمعة، 07 يوليو 2017 10:33 صعنتر عبداللطيف
قال كريم النوري المتحدث باسم الحشد الشعبي العراقي : «لا ننفي ابتداءًا نظرية المؤامرة في حركة التاريخ، ولكننا لا نطلق عنانها في كل مسارات هذا التاريخ، فالأمر نسبي أو أمر بين الأمرين، دعاة المؤامرة بالاطلاق هم من هواة القدرية السياسية لتبرير كل الأخطاء وتعليقها على شماعة المؤامرة، حتى يخيل لنا بأننا نسير إلى الاقدار معصوبي العيون مشلولي الإرادة بلا قرار ولا اختيار وهذا ما يسقط التكليف ويبرر الخطايا والأخطاء، فالتبرير بالمؤامرة مؤامرة لتضييع المحاسبة والمراجعة وتبرئة المقصرين والمخطئين، والقول بوجود المؤامرة في الموصل لغلق الطريق أمام التحقيق والتوثيق والتدقيق وسد كل مراجعة ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا السقوط».
تابع «النوري» فى تصريحات له : «إذا قلنا ان الفساد وتركيبة القوات الأمنية والضخ الطائفي، ضد الجيش والشرطة من ذوي المنصات، هو مؤامرة لاختلف فهمها، واحتجبت الرؤية وضاعت الحقيقة، فالحديث عن وجود مؤامرة، يعني تبرئة الفاسدين من قيادات الجيش والشرطة، بل الاعتراف المستبطن لشجاعتهم وفروسيتهم، ونزاهتهم باعتبار أن الجبان لا يخان، والفاسد لا يتآمر عليه، بل هو يتآمر على نفسه ويخون ذاته، فالحديث عن الخيانة والمؤامرة، استخفاف بعقول الناس ودماء الشهداء وانهاء ملف التقصير أو القصور، والقول بالمؤامرة والخيانة يعني انتشال لكل من كان سبباً في الانهيار والهزيمة.ونفترض - جدلاً - ان السقوط في الموصل كان بسبب مؤامرة وخيانة فهل تكررت الخيانة في الأنبار والفلوجة قبل سقوط الموصل وصلاح الدين وثلثي ديالى وحزام بغداد».
أضاف «النوري»: «تكرر فهم المؤامرة والخيانة أمر معيب وغير مقنع وتبرير متهافت وقطع الحديث عمن يريد معرفة الأسباب الحقيقية وراء السقوط.
الحديث عن الخيانة يستبطن الاعتراف بشجاعة القيادات الامنية التي كانت تقود الموصل، وهذا خلاف الفرض وخلاف الواقع والمتوقع.وسؤال في غاية العفوية هو بعد صدور الفتوى وتأسيس الحشد الشعبي هل انعدمت المؤامرة واستبعدت الخيانة، وهل التخطيط للمؤامرات يحقق الأنهيارات فبعض الدول مثل ايران هي أكثر دول العالم عرضة للمؤامرات الغربية والعربية ولكنها لم تنهار ولم تسقط منها قرية واحدة بيد المتآمرين والمتواطئين».
وأضاف «النوري» :«وإذا كان الحديث عن المؤامرة يستهوي الكثيرين لأننا أمة تنام وتستيقظ على المؤامرة وتعشق أفلام (الأكشن) فهذا لا يعفي الفاسدين والجبناء من مسؤولية سقوط الموصل وتسبب كل هذه التضحيات والخسائر، اتركوا الحديث عن المؤامرة والخيانة وابحثوا عن الأسباب الحقيقية وراء سقوط المحافظات الأربعة وانهيار أربع فرق لكي لا يتكرر السقوط والتساقط من جديد».