ميسى من الظلام إلى التاريخ

الخميس، 06 يوليو 2017 03:00 ص
ميسى من الظلام إلى التاريخ
ميسى
عبدالعزيز طارق

 
 

مصنف من ضمن أفضل اللاعبين  فى تاريخ كرة القدم ، ومن لا يعرف الأرجنتينى نجم فريق برشلونة الأسبانى،  إنه أسطورة هذا العصر "ليونيل أندرياس ميسي"، البعض يلقبه "ليو" كإسم شهرته الذي يجمع بين جرأته ومهاراته في الملعب وبين الأسد فى الغابة ، حين يلعب يقف جميع المشاهدين يصفقون له ، وإذا وقفت الكرة بين قدميه فإن اقرب طريق لها هو المرمى.

 

بداية حياة ميسى المتواضعة

 

لم يكن يعلم ميسى ان برشلونة ستكون نقطة تحول فى مسيرته التاريخية، بعدما كان يعانى من مرض نقص الهرمونات وهو بسن صغير، قبل أن يتعاقد معه البارسا، لتضعه ضمن أساطير الرياضة فى العالم.

بدأ ميسى ، مواليد 1987 ، اللعب فى فريق جراندولي، وهو بعمر الخامسة فقط، وبعدها انتقل في عام 1995، مع ناشئي فريق المدينة نيولز أولد بويز وسرعان ما ظهرت موهبة اللاعب الفذة. لكن في سن الحادية عشر كانت الصدمة عندما تعرض الفتى الصغير لحالة مرضية ، تم تشخصيها بنقص في الهرمونات وهو ما كان يتوجب علاجه سريعاً، ولم يكن بمقدور عائلته صاحبة الدخل المتواضع أن تتحمل تكاليف علاجه حتى بلغ 13 عاماً.

 

اكتشاف موهبة ميسى

 

فى عام 2000 ، اكتشفت إدارة نادي برشلونة اللاعب الصغير وتنهبت الى مهاراته الكبيرة ، وقدم النادي فرصة معالجة ميسي مقابل انضمامه إليها، فكانت فرصة كبيرة لتحقيق حلم اللاعب بالانتقال الى النادى البرشلونى ، عندها قررت عائلته الهجرة إلى إسبانيا.

 

ولعب البرغوث مع صفوف الفريق رديف الدرجة الثالثة فى عام 2003 ، وشارك فى 10 مباريات سجل خلالهم 5 أهداف، وسرعان ما انتقل اللاعب الى صفوف الفريق الثانى فى نفس الموسم، وكان أول ظهور له في موسم 2004-2005 ، ليكون قد شارك  فى 22 مباراة مسجلا ستة اهداف خلال الموسمين  وحطم رقما قياسيا مسجلا باسم فريقه لأصغر لاعب يسجل هدفا في الدوري، وسجل هدفه الأول في شباك نادي ألباسيتي، في المباراة التي انتهت بفوز برشلونة «2-0»، خلال منافسات الجولة الـ35 من الدوري الإسباني، وذلك بعد تمريرة من قبل اللاعب رونالدينيو ليسددها ميسي فوق حارس المرمى، وبهذا الهدف أصبح الشاب الموهوب أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يسجل هدفاً في الدوري الأسباني، وهو بعمر 17 ، وتم تكريمه بعد فوز برشلونة بالدوري في أول موسم له.

 

 

ميسى يسطر التاريخ مع برشلونة

نجح ميسي في كتابة اسمه بأحرف من ذهب مع برشلونة، حيث قاد فريقه للتتويج بالعديد من البطولات والألقاب، أبرزها الدوري الإسباني (الليجا) 8 مرات، وكأس ملك إسبانيا 4 مرات، وكأس السوبر الإسباني 7 مرات.

كما تمكن من قيادة برشلونة للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، وكأس السوبر الأوروبي 3 مرات، وكأس العالم للأندية 3 مرات، وتعددت الألقاب الفردية للنجم الأرجنتيني ميسي مع برشلونة فقد حصل خمس مرات على الكرة الذهبية بفارق لقب وحيد عن رونالدو الذي فاز بها أربع مرات.

وهو صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف في الليجا برصيد 349 هدفًا، واللاعب الأكثر تسجيلًا للأهداف في موسم واحد برصيد 73 هدفًا، واللاعب الأكثر تسجيلًا للأهداف بقمصان برشلونة برصيد 507 هدف.

كما يعتبر اللاعب الأكثر تسجيلًا للأهداف عبر ضربة حرة مباشرة برصيد 27 هدفًا، وصاحب الرقم القياسي في عدد الهاتريك "3 أهداف"  برصيد 37 مرة، وأكثر اللاعبين حصولًا على ألقاب في برشلونة برصيد 29 لقبًا، وأكثر اللاعبين تسديدا للأهداف في مباريات برشلونة وريال مدريد "الكلاسيكو".

فاز "البرغوث" الأرجنتيني بلقب أفضل لاعب في الدوري الإسباني ثلاث مرات، وبلقب هداف الدوري مرتين، كما فاز بلقب هداف كأس ملك إسبانيا مرة واحدة ، وانتزع لقب أفضل لاعب أجنبي في الدوري الإسباني ثلاث مرات، وأفضل لاعب لاتيني في "الليغا" أربع مرات، كما فاز بالحذاء الأوروبي مرتين، كما حقق ميسي لقب هداف دوري أبطال أوروبا خمس مرات، وفاز بجائزة "يويفا" لأفضل هدف مرة واحدة.

 بدأت انطلاقته مع الفريق الأول في موسم 2006-2007 وسجل (هاتريك) في "الكلاسيكو"،  وأنهى الموسم برصيد 14 هدفاً في 26 مباراة. ويعد موسم 2008- 2009 من أنجح مواسمه على الإطلاق طوال تاريخ مسيرته مع الفريق البرشلونى ، سجل فيه 38 هدفاً ولعب دوراً أساسياً في الحصول على جميع الألقاب المحلية والعالمية ، بعدما اعتلى مع برشلونة منصات التتويج الرسمية 6 مرات بعد الفوز بألقاب الدورى ، وكأس الملك، السوبر الاسبانى دورى أبطال اوروبا، السوبر الاوروبي، وكأس العالم للأندية للمرة فى الأولى فى تاريخه.

وفي الموسم التالي 2009- 2010  سجل ميسي 47 هدفا في جميع المسابقات، ليتمكن من معادلة رقم رونالدو السابق مع برشلونة. وتفوق على هذا الرقم في موسم 2010-2011  بثلاثة وخمسين هدفاً في جميع المسابقات، محققاً الخمس القاب العالمية، حيث حصد القاب الدورى و وكأس السوبر، ودورى الابطال ، السوبر الأوروبى ، وكأس العام للاندية للمرة الثانية فى تاريخه.

وسجل البرغوث رقماً قياسياً خلال الموسم التالى مع البارسا ، كأكثر لاعب يحرز أهداف مع الفريق ، بواقع 73 هدف خلال 60 مشاركو فى جميع المسابقات المحلية والعالمية ، ولكنه لم يحقق سوى  بطولة كأس ملك أسبانيا فقط، كما انه تمكن من نيل لقب كرة الفيفا الذهبية للمرة الثالثة خلال مشواره الكروى ، وكان موسم 2012 – 2013 ، لا بأس به بالنسبة لليو ، حيث سجل فيهم 60 هدف وتوج مع الفريق بلقبي الدورى وكأس السوبر، الا أن الموسم الذى تبعه ، شهد انخفاض فى مستوى النجم الأرجنتينى  فكان بمثابة كبوة الحصان ، فلم يفز مع الفريق باى لقب محلى أو عالمى ، ولكنه سجل 41 هدف منهم 28 فى الدورى الأسبانى محتلاً بذلك المركز الثانى بجدول ترتيب قائمة هدافى الليجا.

ثم عاد البرغوث ليبهر كل من حوله مرة أخرى خلال موسم 2014 – 2015 ، حيث تمكن من قيادة الفريق الاسبانى فى اعتلاء منصات التتويج الرسمية بخمس القاب رسمية من ضمنهم الثلاثية التاريخية، وفى الموسم الذى عاقبه لم ينجح اللي وفى التتويج بدورى الابطال بينما نجح فى التتويج بثلاث القاب محلية منهم الدورى الاسبانى .

وفى الموسم الاخير والمنقضى للبارسا، وفى ولاية لويس إنريكى لم يتمكن ميسى مع الفريق سوى من التتويج بلقب الكأس كحفظ لماء وجه النادى، الذى قد قرر  انهاء تعاقده مع المدرب، وفيها شارك ميسى فى  فى 52 مباراة وسجل 54 هدف فى جميع المسابقات منهم 11 هدف فى دورى الابطال، قبل أن يتم اقصاؤه على يد يوفنتوس الايطالى من الدور ربع النهائى للمسابقة، وعلى جبهة الدورى ، بدد الغريم التقليدى ريال مدريد أحلام ميسى والبارسا فى التتويج بالدورى بعد ان كان الفريق متصدر الجدول بالفعل وقريب جداً من الفوز بلقب المسابقة.

ولكن من ناحية الارقام الشخصية للاعب ، فإن موسم 2016 – 2017 ، كان بمثابة الموسم الذى استمكل فيه ميسى مشوار الـ 500 ، بعد الهدف الذي أحرزه في مرمى فالنسيا بالجولة الـ33 لمسابقة الدوري الاسباني الموسم المنقضى، وتجاوز اللاعب هذا الرقم القياسى بعد انتهاء منافسات الفريق ليصل الى 507 هدف من أصل 583 مباراة خاضها تحت لواء برشلونة.

ولا يتوقف ميسى عند هذا الحد فكلما نزل أرض الملعب ، أمتعنا أكثر بأداؤه اللافت للانتباه ، ليقف كل من يشجع ويصفق لليو عند تسجيله أهداف، وسيستمر بالفعل مسيرة عطاء اللاعب لفريقه مواصلاً حصد الالقاب وتحقيق مزيد من الارقام القياسية، والتى ستشهد له بعد اعتزاله بأنه أسطورة لن تتكرر فى عالم كرة القدم.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق