السوريون في مصر قصص نجاح حلوة ومبهجة.. ناس شغيلة وأصحاب كلمة ناعمة ووجه بشوش.. "ناريمان" فتتحت مطبخ وباعت أكلاتها عبر الانترنت.. وأشهر مقص فى الهرم سورى.. و"أم أحمد" بتساعد المطاعم فى تجهيز الطعام السورى
الأربعاء، 05 يوليو 2017 02:11 مأمنية فايد و منى محمود
وجه بشوش وكلمة حلوة وابتسامة مع كرم حاتمى رباعية مثلت الجسر الذى عبر عليه السوريين إلى قلوب المصريين وكانت بمثابة جواز المرور لبقاءهم علي أرض المحروسة ، وخلال فترة قصيرة نجحوا- رغم ظروف الحرب والهجرة واللجوء - في تحقيق ذاتهم وفرضوا وجودهم بين العمالة المصرية بل وتفوقوا عليها وشجعتهم الحفاوة المصرية علي المضي في مشروعاتهم التي لاقت النجاح والشهرة .
ويقدم " صوت الأمة "بعض قصص النجاح التي حققها اللاجئين السوريين الذين أكدوا أنهم في بلدهم الثاني وأن مصر الأم التي احتضنتهم من أهوال الحرب لدرجة إطلاق اسم المنطقة السورية علي واحد من أهم الأماكن في مدينة 6 أكتوبر الذي استوطن السوريين فيها ، في هذه المنطقة تراهم وكأنهم في بلدهم يعيشون بأمان واطمئنان ويزاولون نشاطهم التجاري ويمتلكون المطاعم ومحلات الملابس والأحذية ، علاوة علي محلات العطارة والتوابل والمحمصات ، وأيضا الباعة الجائلين الذين يفترشون ببضائعهم السورية البسيطة التي قاموا بصنعها في مصر أوالمهربة من بلادهم، ورغم الغربة والمعاناة يشعرون بالدفء والألفة بين شعب قرر أن يقدرهم ويحترمهم .
عم "أحمد" أشطر مقص دار فى الهرم وزوجته أشهر كوافيره
بالإبتسامة الصبوحة والترحاب الشديد يستقبلك عم أحمد أشهر مقص دار في منطقة حسن محمد بالهرم وذلك بعد أن ذاع صيته في المنطقة بشطارته وبجوار المحل الذي استأجره بعد هروبه من ويلات الحرب وقف أحد اقاربه بفاترينة حلوى سورية وفي الجهة المقابلة افتتحت زوجته محل كوافير حريمي والتي عرفت بين سيدات وفتيات المنطقة بالشطارة وعدم المغالاة في السعر.
يقول عم أحمد أنا من أشطر الخياطين في سوريا فهي مهنة رائجة في بلدنا، وكنت أملك محل كبير وزبائني من الطبقة الراقية والمتوسطة ، وعندما لجأنا إلي مصر سكنت في حي الهرم وأستأجرت محلا صغيرا للخياطة وبعد مدة تركت المحل الصغير واستأجرت أكبر منه ،وأشار عندما خرجنا من سوريا كان أمامنا المجهول ، ووقت أن وصلنا مصر شعرنا بالإطمئنان والآمان وبأقل القليل بدأنا مشروعنا الصغير أنا وعائلتي والحمد لله نجحنا وبدأ نشاطنا يكبر .
"ناريمان الدمشقى" فتحت مطبخ اللقمة الهنية وأصبحت من أشهر 24 طاهية سورية فى مصر
غالبا تكون الظروف القاسية سببا فى خلق إبداع يبهر الجميع، ولإيجاد لقمة العيش قد تضطر لفعل ما تجيده حتى تحيا، هذا هو ما فعلته السيدة "ناريمان الدمشقى" التى جاءت إلى القاهرة بعد اندلاع الحرب السورية.
سعت "ناريمان الدمشقى"، مثل باقى السوريين المقيمين فى مصر إلى نيل لقمة العيش بشرف، وبعد محاولات منها أصبحت تطهو الطعام السورى بمنزلها لتبيعه على شبكات الإنترنت.
قالت الدمشقى، كنت أعيش في سوريا كملكة متوجه فى بيت كبير وراحة وعز، وجئت إلى مصر هربا من ويلات الحرب، وضممت أنا وأسرتى نحيا بالأمل خصوصا أن مصر بلد آمن ومحب لكل السوريين وبالفعل لم نشعر بالغربة، وبدأت بافتتاح مطعم للأكلات السورية ولكنه كان فى منطقة خالية من السكان، فاضطرت لغلق المطعم.
وتابعت: "نقلت نشاطى إلى الإنترنت، وشهد مشروعى إقبالا كبيرا من الناس لجودة طعامنا وحب المصريين له، واندرج اسمى "ناريمان الدمشقي" ضمن أشهر 24 طاهية سورية فى مصر، والحمد لله نجح مشروعى وهو الطهو فى المنزل والبيع عن طريق الإنترنت باسم (مطبخ اللقمة الهنية).
أم "أحمد" استغلت موهبتها في طهى أنواع الطعام السورى واشتعلت بيها فى القاهرة
"أم أحمد" حالها من حال الأمهات السوريات التى وقعن فريسة لحالة الإرهاب والاضطراب التى حدثت فى وطنهم، وكان عليها تدبير أمور عائلتها لاستكمال الحياة.
بعد وفاة زوجها فى بداية الحرب السورية، اشتد اليأس والخراب من حولها، وجمعت ما تبقى من أموال لديها وهربت بأبناءها الخمسة إلى مصر، فى بداية رحلة شاقة تحكى عنها قائلة: "فى بداية رحلة الهروب من "اللاذقية" مسقط رأسى، شعرت وكأن الزمن توقف وأن حياتى أنا وأبنائي قاربت على الانتهاء ولكن عندما جئت إلى مصر شعرت بالإطمئنان، وبرغم صعوبة البدايات فى مكان غير وطنك استطعت أنا وأولادى عبور هذه الصعوبات وقمت باستثمار مهارتى أنا وبناتى الأربعة فى عمل طعام سورى صحي خصوصا أن المصريين أحبوه واستساغوا طعمه مما فتح لنا أبواب الرزق.
وأضافت: " بعد أن وصلنا مدينة 6 أكتوبر الذى يسكن بها معظم السوريين فى مصر قمنا أنا وجيرانى الذين نزحوا معى فى تقسيم المهن التى نعمل بها وكل واحدة منهن قامت بعمل الشئ الذى تجيد ولهذا عملنا فى الصنعة والمهنة والحرفة التى نعرفها ولهذا نجح السوريين لأنهم لم يعرفوا الفهلوة فى العمل وجادين ولديهم مسئولية تجاه العميل الذين يقدمون له الخدمة.
واستكملت :" في البداية بدأت بيع الأكلات السورية على نطاق 6 أكتوبر وكان الإقبال أكثر من السوريات المعتادين على تناول هذا الطعام، والمصريين كانوا يحنوا علينا بطرق مختلفة ليس فقط بشراء الطعام منا، ولكن بتشجعينا وفتح أبواب رزق أخرى وتسهيل عملية تسكين أبنائى فى المدارس، واستمرت الحياة حتي تعرفت علي مطاعم سورية واتفقت معهم علي تجهيز بعض الوجبات التى يحتاجون إليها في المطعم بالإضافة إلى الوقوف فى بعض الشوارع لبيع الفطائر والمعجنات ".
وعن حلم "أم أحمد" قالت، أتمنى أن يعود الاستقرار لسوريا مرة ثانية لنعود إليها وسأعمل فى نفس المهنة هناك حتى أستطيع تعليم بناتى وابنى.
حلويات سلورة السورية.. بعد سنتين من العمل فى مصر والنجاح بدأوا فى التصدير لدول أوروبا واستراليا
مجموعة "سلورة" نموذج حى للإصرار والعزيمة التى تحلى بهما أصحابها، فمنذ نزوحهم لمصر قبل خمس سنوات بسبب الحرب السورية وصعوبة العيش تحت وطأة الحرب الدائرة هناك، تحسسوا خطواتهم فى السوق المصرى، فهم علامة مميزة فى بلدهم وقرروا النجاح وأن يجدوا لهم مكان على الأرض المصرية وبدأوا نشاطهم بالفعل.
لم ييأس العاملين السوريين فى المكان عندما لم يقبل عليهم المشترى المصرى، وكان الإقبال فى البداية حوالى 30% كما يقول أحد الشباب السورى من العاملين فى المحل، ومع الوقت زاد الطلب وأصبح الإنتاج يكفى المستهلك المصرى ويستعد أصحاب المحل للتصدير للخارج فى أسواق أوروبا وسويسرا.
يقول أصحاب محل "سلورة" جئنا إلى مصر وقمنا بدراسة السوق المصرى جيدا، بدأنا الشعور بالاطمئنان وأننا نعيش فى بلد آمن مع أشقاء استقبلونا بكل الترحاب، وأعجب المشترى المصرى بمذاق الحلوى السورية فهم لا يعلمون شيئا عن الحلوى السورية ولكن بعد مرور سنتين على افتتاح النشاط ذاع صيتنا بين المصريين وأصبح لنا زبائن مثل السوريين وأكثر وأصبح المشترى المصرى شغوفا بالصناعات السورية ويسأل عنها، والحمد لله قمنا بتطوير المحل والصناعة ونستعد للتصدير خارج مصر فى مجموعة من الدول الأوربية، وإذا قدر لنا العودة لبلادنا ستظل الصناعة موجودة هنا فى مصر فهى بلد الأمن والآمان والعشرة الطيبة وفتحة الخير.
"آسر" ترك دراسة المحاماة فى سوريا ليساعد والده بيع الحلويات فى المولات.. الظروف أقوى من الأحلام
"آسر إسماعيل"، 23 عام، عندما تراه تشعر وكأنك تقف أمام محامى أو قاضى، يختار الكلمات التى يتحدث بها معك بعناية بالغة ، الابتسامة وكلمات الشكر لا تفارقه برغم المعاناة الذي يعيشها منذ سنوات .
يقف "آسر" يوميا فى إحدى مولات القاهرة الكبرى لبيع الحلوى التي تقوم والدته بصنعها فى المنزل يحكى "آسر" لـ"صوت الأمة" قائلا: "كنت أدرس المحاماة وأتدرب فى إحدى المكاتب الكبرى في سوريا ، وكان حلمى هو استكمال طريقى فى هذه المهنة التى أعشقها ولكن الظروف كانت قاسية فهى أقوى من أحلامى، فبعد أن تدمر منزلنا اضطررنا الانتقال إلى القاهرة وكان ذلك منذ 3 سنوات ببعد أن تدمرت حلب تماما وكنا اخر من يسكنها ، ولأننى أكبر أخواتى ال5 ووالدى حالته الصحية لا تتحمل مخيمات لبنان أو المغامرة للوصول إلى تركيا، فكان الاتجاه إلى مصر هو الحل الأكثر أمنا لنا".
وتابع: "والدى كان يعمل فى محل حلويات بحلب ، لذلك عملنا فى نفس المهنة عند وصولنا لمصر، حيث تقدم والدى للعمل فى إحدى محلات الحلويات التى فتحها السوريين ، وتقوم والدتى وأخواتى البنات بتصنيع الحلوى لأقوم أنا ببيعها فى المولات، وفى الصيف يقوم أخى الأصغر الذى يبلغ من العمر "20 عاما" بالسفر بكميات أخرى إلى الإسكندرية لبيعها للمصيفين هناك".
وأشار "آسر" إلى أن الحياة صعبة فى مصر على الجميع سواء المصريين أو السوريين، ونحن نقدر ترحيب الشعب المصرى بوجودنا معهم فى نفس البلد لنتقاسم سويا لقمة العيش، وأضاف، بعد تواصلى مع جيرانى وأصدقائى ممن هاجروا إلى بلاد أخرى تأكدت أننا نعيش فى استقرار تام يتناسب مع ظروف عائلتى، وعندما تستقر الحياة معنا سأقوم بمواصلة دراستى مرة أخرى ولكن الأهم الآن هو مساعدة والدى واستكمال أخواتى لدراستهم.
عيش وكأنك فى بلدك فرقة "الأخوة أبو شعر" للإنشاد الدينى تعيد للسوريين حفلات الإنشاد الدينى فى قلب القاهرة
تعمل فرقة الأخوة أبو شعر السورية للإنشاد الدينى على بث روح الألفة والتفاؤل للسوريين النازحين لمصر والعاملة بمقولة عيش وكأنك فى بلدك حيث تقوم بإحياء ليالى الإنشاد الدينى فى أكثر أماكن تواجد مواطنيهم فى مصر خصوصا فى منطقة 6 أكتوبر والإسكندرية والمنصورة.
وفى منتصف الشهر الجارى ستقوم بإحياء أول حفل لها بعد شهر رمضان لتكريم الطلاب السوريين المتفوقين من مدرسة الرواد السورية فى مدينة السادس من أكتوبر ، وقامت بدعوة الطلاب السوريين الموجودين بالمدينة لحضور الحفل والمشاركة فى إلقاء الأناشيد الدينية والتواشيح والأغانى الوطنية فى الحى الثالث بالمدينة .
أم خالد فتحت ورشة للخياطة بأكتوبر وذاع صيتها لمهارة صنعتها وفتحت أبواب رزق لأقاربها
قالت أم خالد صاحبة إحدى ورش الخياطة في مدينة 6 أكتوبر أنها بدأت العمل من مكان صغير جدا استأجرته بالكاد من الأموال التى استطاعت جمعها قبل نزوحها من سوريا، ومع الوقت بدأ سكان أكتوبر من المصريين معرفتها والتعامل معها ، وازداد عدد الزبائن من المصريين والسوريين وقامت بإلحاق عدد كبير من السوريين للعمل معا فى الورشة.
وقامت "أم خالد" بنشر لافتة بطلب عمالة مصرية أيضا، ونجحت فى تخطى الصعب والعيش بأمان هى وأقاربها من مهارة صنعتها فى حياكة وتفصيل الملابس.
وأضافت: "السوريين ماهرون للغاية فى الأعمال اليدوية والحياكة، ولهذا يقبل المواطن المصرى على منتجاتنا.
"ناريمان الدمشقى" فتحت مطبخ اللقمة الهنية وأصبحت من أشهر 24 طاهية سورية فى مصر
غالبا تكون الظروف القاسية سببا فى خلق إبداع يبهر الجميع، ولإيجاد لقمة العيش قد تضطر لفعل ما تجيده حتى تحيا، هذا هو ما فعلته السيدة "ناريمان الدمشقى" التى جاءت إلى القاهرة بعد اندلاع الحرب السورية.
سعت "ناريمان الدمشقى"، مثل باقى السوريين المقيمين فى مصر إلى نيل لقمة العيش بشرف، وبعد محاولات منها أصبحت تطهو الطعام السورى بمنزلها لتبيعه على شبكات الإنترنت.
قالت الدمشقى، كنت أعيش في سوريا كملكة متوجه فى بيت كبير وراحة وعز، وجئت إلى مصر هربا من ويلات الحرب، وضممت أنا وأسرتى نحيا بالأمل خصوصا أن مصر بلد آمن ومحب لكل السوريين وبالفعل لم نشعر بالغربة، وبدأت بافتتاح مطعم للأكلات السورية ولكنه كان فى منطقة خالية من السكان، فاضطرت لغلق المطعم.
وتابعت: "نقلت نشاطى إلى الإنترنت، وشهد مشروعى إقبالا كبيرا من الناس لجودة طعامنا وحب المصريين له، واندرج اسمى "ناريمان الدمشقي" ضمن أشهر 24 طاهية سورية فى مصر، والحمد لله نجح مشروعى وهو الطهو فى المنزل والبيع عن طريق الإنترنت باسم (مطبخ اللقمة الهنية).